كانت بلاد الشام ولازالت شقيق حميم قريب لوادي الرافدين على طول تاريخ وحضارة بلاد الهلال الخصيب(بلاد مابين النهرين),رغم ان معركة صفين لم تحسم امر قيادتها,وظلت اموية الهوى حتى اسقطها ابناء عمهم بني العباس,الا انها ومنذ ان سقطت الامبراطورية المريضة ورحل سلاطين الفساد من ال عثمان,وقيام نهضة العرب الثورية بعد رحلة طويلة من السبات والخضوع والانكسار والتقوقع داخل الحدود القبلية والعشائرية, المتمثلة بثورة الشرف حسين بن علي بدايات القرن الماضي,اصبحت بلاد الربيع العربي الثقافي والقومي وحتى السياسي والاسلامي الدائم,
 وارض خصبة لانطلاق الثورات التحررية العديدة(وقيام الوحدة العربية مع مصر),التي ساهمت بطرد الاستعمار من بلاد العرب (وان كان ظاهريا في بعض البلدان),الا ان تداخل الاحزاب العربية الناشئة حينها بين دمشق وبغداد ,عززت من اواصر الاخوة العربية والوحدة الجغرافية,
وقد اثمرت فعليا تلك العلاقات في تعاطف الرئيس الراحل حافظ الاسد مع الشعب والمعارضة العراقية,فقد كان هذا الرجل رحمه الله اكثر حبا للعراق واهله ,حتى من بعض العراقيين انفسهم,واذكر حادثة حصلت معي شخصيا ايام الاقامة في دمشق وما اكثرها(العاصمة التي دخلتها بلاجواز سفر وبلا وثائق ثبوتية ,التي كان يدخلها العراقي بمجرد توفر طلب تعريف سياسي بسيط من قبل احد احزاب او الشخصيات المقيمة هناك للامن السوري),حيث كانت معبرا لبعض العراقيين الراغبين بالهجرة واللجوء الى اوربا,
فبعد ان حصلت على فيزة من قبل احد المهربين العراقيين المقيم في احدى الدول الاشتراكية السابقة ,وهو من اهل الشطرة كما قيل,وكنا نعتقد انها اصلية ,ذهبت الى دائرة الهجرة لاخذ موافقة السفر,فكان المفوض حيدر على ما اذكر اسمه يرفض,والححت عليه بطلب موافقة السفر في مرات اخرى,فقال اجلب ورقة من السفارة من ان الفيزة اصلية,فذهبت وجدت السفارة مغلقة,وبعد ان عدت اليه قال"والله لولا ان فيكم توصية من فوق "يقصد رئيس الجمهورية حافظ الاسد" لقمت باعتقالك "هذه فيزة مزورة",
كان يقيم ويعيش ويعمل ويدرس ويعالج المواطن العراقي في سوريا وكأنه ابن البلد,كيف سمحنا لانفسنا ان نتفرج بأن ينفرد الاوباش مرتزقة الاتراك ودول البترودولار الخليجي بتدمير سوريا,وتطويق اهلها الامنين لاسيما الشيعة والعلويين,ولم نتحرك بفتوى الجهاد الكفائي ,الى ان اقترب الاعداء من حدود بغداد وسامراء وكربلاء(عدا شباب لواء ابو الفضل العباس وبعض المتطوعين الابطال)!
الحوار العابر:
العراق:كيف اخبار الشام
العلوي:مو مليحة..تعبانة
العراق:طيب ليش ترك بشار مدن ادلب ..وتدمر.. تسقط بيد داعش ..وراح يقاتل في الجرود وعرسال والقلمون الحدودية وتلك المناطق مع لبنان
العلوي:لانها قريبة من دمشق..وكان الارهابيين يأتون منها ليضربوا الشام..تدمر وادلب بعيدة..هاي المناطق قريبة من العاصمة
العراق:الجيش السوري صامد قوي
العلوي:صامد بس تعب انهكوه..كل كم شهر بتبعث تركيا مجاميع ارهابية مدربة ومجهزة بأسلحة متطورة افضل من سلاح الجيش السوري,نغلق جبهة.. تفتح تركيا جبهة ثانية..الجيش يقاتل في جبهات كثيرة
العراق:هنا احمر وجه العراق خجلا..تذكرت زيارة رئيس الجمهورية معصوم الى تركيا الد اعداء العرب...تذكرت زيارة الجعفري وزير الخارجية الى تركيا والسعودية,وامتناع الحكومة من ادانتهما علنا بدعم الارهاب..بل ان حكومة المنطقة الخضراء تتوسل بحكومة ال سعود بفتح سفارة في بغداد ,وهي الى الان لم تشرع او تطبق قانون يجرم التجسس والعمالة للاجنبي او للعدو...
العلوي: نحن نقاتل على جبهات عدة تمتد الاف الكيلومترات...وتركيا لاتتركنا بحالنا
العراق:زرت سوريا
العلوي:لا اخي راح
العراق:كيف الاوضاع
العلوي: تعبان...تعبان كتير
العراق:دمشق امنة
العلوي:دمشق امان..بس اوضاع بقية المناطق تعبان
العراق:الله كريم..سننتصر حتما سنتصر..لان الله معنا....انتهى
لو كانت حكومة المالكي السابقة قد استعانت بمستشارين ومحللين سياسيين اكفاء في تحليل الاوضاع الامنية عبر الحدود العراقية السورية,وامتلكت شيئا من المعرفة الاستراتيجية المحلية والاقليمية والدولية عبر ما تقرأه وماينشر ومانكتبه ويكتبه المثقفين العراقيين والعرب حول مشروع الشرق الاوسط الكبير(اي الممتد حتى حدود روسيا والصين مرورا بأيران),لكانت فتوى الجهاد الكفائي واجبة في دمشق وليس عند اطراف بغداد,
عذرا دمشق تأخرت كثيرا! اصبحت اليوم بعد سقوط الموصل والانبار عذرا بغداد !وعذرا كربلا! ,
لقد بدأت اصوات داعش تسمع عند حدودكما الجغرافية,ليس لانهم مقاتلين شرسين ,ولكن لان رائحة الخيانة تفوح من تلك المناطق المتنجسة بالدواعش,والا ماذا نصنع بالفلوجة التي تشنق جنديا ترك بيته الفقير في بغداد ,ليدافع عن شرف من ترك شرفه عرضة لخطر البيع في سوق الرقيق كسبايا .
ان معركة الكرامة والعزة والشرف والوجود,معركة الحفاظ على الاسلام المحمدي الاصيل ,تقتضي ان يتصدى لها الشعبين العربيين السوري والعراقي مع الشقيق ايران بكل شجاعة,وان تفتح جبهات القتال لكل الشرفاء في العالم الاسلامي والعربي,وان نرسل رسالة واضحة للدول الراعية للارهاب ,من اننا لن ننسى تلك الاعتداءات وستدفعون الثمن عاجلا ام اجلا,ولن نسمح للمخططات التأمرية التي تريد ان تغير خارطة المنطقة والعبث بجغرافيتها التاريخية ان تمر ابدا,فقد ازلنا الحدود الورقية بين العراق والشام ورسمناها بالدم على الارض,فلا دولة صهيونية بينهما ابدا....