• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : من الادب المترجم .
                          • الكاتب : عمار يوسف المطلبي .

من الادب المترجم

الحلّاج

مولانا جلال الدين الروميّ

حينَ وجدَ الحلّاجُ الفناء في الحبيب

كانَ ذلكَ على المقصلة !!

...

خطفتُ قدْرَ قلنسوةٍ مِنْ ردائه

فغطّتْ عقلي و رأسي و قدمَيّ !!

...

جذبْتُ شوكةً منْ سياجِ حديقتِه

فما توقّفتْ مِنْ شقِّ طريقِها

إلى قلبي !!

...

قليلٌ منْ خمرتِه

أصارَ قلبي، ذاتَ صباح

قلبَ صيّادِ أُسُود!!

...

إنّهُ لحقٌّ أنّ هذا الفراق

الذي أعانَني على تذوّقِه

تخفّى مثل وحشٍ

في أعماقِ الفؤاد !!

 

 

* آه يا روح !!

 

حينَ منَ البيتِ خرجتُ

رجلٌ ثمِلٌ منّي اقترب

في عينَيهِ رأيتُ

مئات الحدائقِ و الملاذات

و مثل سفينةٍ بلا مرساة

كانَ يترنّحُ ذاتَ يمينٍ

و ذاتَ شِمال

مئاتٌ منْ أهلِ الحكمةِ و الفِكر

منْ مذاقِ شوقهِ يموتون

سألتُ: " منْ أينَ أنت ؟!"

ضحكَ و قال:

" آه يا روح !

نصفي منْ تُركستان

و النّصفُ الآخر منْ فرغانة

نصفي ماءٌ و طين

و نصفٌ فؤادٌ و روح

نصفي ساحلُ بَحر

و نصفٌ لؤلؤة !"

" كُنْ صديقي " توسّلتُ

" أنا واحدٌ منْ أسرتك !"

" أعرفُ الفرقَ بينَ الأهلِ و الغُرباء

أنا لا أملكُ قلباً و لا عمامة

و هُنا في بيتِ الدّوارِ هذا

فإنَّ صدري يمتلئ بكلماتٍ لم تُنطَقْ !

أأُفسِّر هذا أم لا ؟!

أتُراني عِشتُ بين العرجانِ طويلاً

حتّى أنّي طفقتُ أعرجُ نفسي؟!

و برغمِ ذاكَ، فلا صفعةَ ألمٍ

بقادرةٍ أنْ تُعكّرَ سُكْراً كهذا ؟!

أصغ ! أتستطيعُ أنْ تسمعَ نواحاً

يصّاعدُ منْ عمودِ الحُزن ؟!

شمسَ الحقِّ منْ تبريز*

أينَ أنتَ الآن

بعد كلِّ العذابِ الذي

في قلوبنا أثَرت ؟!!

................................................

* هو شمس الدين رفيق الروميّ و معلّمه الروحيّ




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=62424
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 05 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19