• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : هل هناك شحة ذباحين في السعودية؟ .
                          • الكاتب : حسين جعفر .

هل هناك شحة ذباحين في السعودية؟

قبل ايام نشرت وزارة الخدمة المدنية السعودية إعلان وظائف يطلب تعيين ثمانية سيافين (ذباحين) جدد لتنفيذ أحكام الإعدام التي تتم بحد السيف في السعودية.

وقال طلب الوظائف الذي بثه موقع خاص بالوزارة إن الوظيفة لا تحتاج لأي مؤهلات خاصة وإن المهمة الرئيسية هي تنفيذ أحكام الإعدام بضرب العنق كما تتضمن أيضا قطع الأيدي والأرجل على المدانين بتهم أقل.

الى هنا ينتهي الاعلان، الذي تناولته مختلف المواقع الخبرية التابعة للسعودية وتلك المعارضة لها، فالتابعة يرون ان سبب الاعلان عن الحاجة لذباحين ربما يرجع الى تعيين مزيد من القضاة ما اتاح النظر في قضايا استئناف معلقة، اما المعارضة فرأت إن هذه السياسة قد يكون مرجعها الأحكام المغلظة التي يصدرها جهاز القضاء على الجرائم في أنحاء المملكة.

ولكننا قد لا نتفق مع الرأيين السابقين، والسبب هي رؤيتنا للسبب الحقيقي الذي كان وراء هذا الاعلان، لاسيما في الوقت الراهن، حيث تتعرض السعودية لضغوط تمارسها المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان ، التي ترى تمييزا واضحا في عمليات الاعدام التي تنفذ بحد السيف في السعودية، فأحكام الاعدام لا تنفذ الا على الاجانب واغلبهم من باكستان واليمن وسوريا والاردن والهند واندونيسيا وبورما وتشاد واريتريا والفلبين والسودان، والفقراء من السعوديين الذين لا يرتبطون بحسب او بنسب بآل سعود، او من المتنفذين والمقربين من هذه العائلة ومن شريحة التجار والملاك، فهؤلاء لا تطالهم هذه العقوبة رغم حالات الفساد المالي والاخلاقي والاداري المستشري بينها.

ولكن بعيدا عن راي الشرع في الطريقة التي يتم فيها اعدام من يدانون امام المحاكم السعودية، فهذا امر ليس من اختصاصنا، ولكننا سنتناول الموضوع، اي موضوع الاعلان عن الحاجة الى ذباحين، بطريقة اخرى، يمكن ان نوضح من خلالها الاسباب التي دعت السعودية الى الاعلان رسميا عن حاجتها لذباحين، وكأن هناك ازمة ذباحين في المملكة.

اقول ان الاعلان عن الحاجة الى ذباحين في هذا الوقت بالذات، يستبطن رسالة الى من يهمه الامر، وهو ان هذه المهنة، اي مهنة الذباح لم تعد مرغوبة في السعودية، وان هناك صعوبة في العثور على ذباحين في السعودية، الامر الذي يؤكد ان المزاج العام في السعودية أصبح أكثر ميلا الى اللاعنف، بسبب السياسة الحكيمة للقيادة السعودية ولمشايخ الوهابية.

اما الحقائق على الارض تكذب شحة الذباحين، الذين تتوفر لهم الوظائف بهذه السهولة ، فلا حاجة لشهادة، ولا حتى امتحان او مسابقة للقبول، رغم اننا لم نعرف بعد طبيعة هذه الامتحانات والمسابقات والكيفية التي تجري عليها، فالسعودية والحمد لله تفيض بالذباحين ، بفضل التعاليم الوهابية العنيفة والمتطرفة والقاسية والخشنة والبعيدة كل البعد عن العاطفة والاحاسيس الانسانية، التي يتعرض لها الانسان السعودي منذ نعومة اظافره، حتى ان اغلب من يذبحون في العراق وسوريا ولبنان وتونس وليبيا وغيرها اما سعوديون واما خريجو المدارس الوهابية.

بل لقد شاهد العالم اجمع كيف تقوم المجموعات الوهابية التكفيرية امثال القاعدة و"داعش" و"جبهة النصرة" وباقي المجموعات الارهابية الاخرى في افغانستان وباكستان والعراق وسوريا، بتدريب الاطفال في اعمار لا تتجاوز سبع او ثماني سنوات على ذبح ضحايا هذه المجموعات الارهابية ، ففي بعض الافلام ظهر فيها السيف اطول من الطفل الذي يحمله ، بل ان العالم اجمع رأى كيف يقوم هؤلاء السفاحون الساديون باغتيال الطفولة وهم يحملون رضعا ويركلون بأقدامهم الصغيرة رؤوس الضحايا، او يشجعون الاطفال في اعمار اربع او خمس سنوات لحمل الرؤوس المقطوعة واللهو بها.

نحن نعتقد ان هناك ازمة بطالة بين الذباحين تتجاوز نسبتها 50 بالمائة في السعودية، الامر الذي يدفع السلطات هناك الى ايفادهم الى البلدان العربية والاسلامية اما للعمل واما للتدريس والتدريب ، لذلك نرى في الاعلان عن الحاجة الى 8 ذباحين في السعودية، امر اُريد منه التغطية على امر ما ، او ارسال رسالة الى جهة ما، ولكن في كل الاحوال، لم تكن الجهة التي تقف وراء هذا الاعلان ذكية بدرجة كافية، لأنها فضحت السعودية اكثر مما غطت على فضائحها، فمن المريب جدا ان تعلن المؤسسة الدينية في السعودية، على سبيل المثال، عن حاجتها الى مشايخ لتدريس الوهابية في مدرستين بمكة والمدينة، لأنه سيُفسر الاعلان بتفسيرات لا يمكن ان تصب في صالح السعودية باي شكل من الاشكال.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=62161
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 05 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19