• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قُدَّاس بغدادي .
                          • الكاتب : بلقيس الملحم .

قُدَّاس بغدادي

                        تنويه:

                    أنشر هذه القصيدة, حفاظاً على لياقة الحزن! 

 لحظة من فضلكم

لا تتبادلوا تعازيكم

أريد أن أشرح لكم موقف الدمعة في وحشة الحياة

منذ أمس وأنا ممددة في حوض ضيق

وروحي مقيدة بأصفاد من هواء

لا أشرب 

لا أتكلم

لا أتنفس

أتصنُّع الموت

أنتظر أن تتفجر الأرض من تحتي فتبتلعني 

فأغوص

وأغوص..

أعرف بأن لا وقت لديكم

لأحكي لكم ما رأيت!

الملاك الذي راح يرفع لوحات متحف الكون

وضعها في صندوق ندَّت منه ألوان فاقعة الفرح

مر بجانب مقعد صغير

 يستريح عليه رأس " ماهود* " الذي راح ينز ألوانا فاقعة الحزن

لم يمسح رأسه

فقد كان ضجيج المكان الفارغ 

                             يكبر

                                             ويكبر..

فراح يضمد الأعمدة 

حضنها وبكى معها وتحطم المقعد الصغير!

 

2-

 أوشكت على النزول إلى الطبقة الأخيرة

الموسيقى بداخلي تعزف قداسا بغداديا وتنادي المسرات:

أن هلمِّي.. 

وارفعي وسماء للسماء.

لا أحد من كائنات الشعر يلتفت لجنون بكائي

غير ذلك الملاك الذي تمنيت لو اختليت معه

ليفسِّر لي ماذا يفعل؟!

لكنه كان عجولا كعادته

فتح جيبه الأبيض

سلمني فاتورة الموت

وأخبرني بأن السماء لا تمهل أنبياءها

بل تخيرهم بين جنتين!

 

3-

لم أفكر مليا في المكوث داخل ثيابي

على كتف بغداد بكيت

فماعت ألوان الحياة

هي كانت كل شيء

وذهب كل شيء

فماذا بقي؟!

...

*في رثاء فنانة الفرح العراقي, التي بموتها ماتت الألوان. د وسماء الآغا. رحمها الله

*ماهود هو زوج الفنانة التشكيلية د- وسماء الآغا. 

 

 شاعرة وقاصة من السعودية




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=62028
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 05 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20