• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شكراً أيها الوهم ! .
                          • الكاتب : فوزي صادق .

شكراً أيها الوهم !



يجيد البعض صناعة الوهم ، ويجيد أيضاً غرسه بعقول البشر ، والأشد بلاءً بيعه لآخرين !

الحقيقة مُرة وصعبة ، وأقناعك أنك تعيش بوهم أمرّ بكثير ! ، فالانتقال من حياة الوهم الى الواقع صعب جداً ، لأنه قرار " عقلي ومصيري " ، وتغيير في نمط ومعادلات الحياة الجديدة ، فالوهم مخدر للعقول ، أي نعم لقد كنت مخدراً طيلة حياتك !  وكنت تعيش  حالة من النشوة والاستقرار النفسي الوهمي .

أن أكبر داعم لنجاح الوهم " الثقة الزائدة بالنفس " وعدم الالتفات لكلام الآخرين ، فالوهم يضع هالة فوق عقل الشخص ، تمنع أن تدخل نصيحة مؤثرة عبر الأذن ، ويمثل عدد هؤلاء معظم شرائح المجتمع ، فلكل إنسان وهم يعيشه ، فأما وهم أيدلوجي ديني أو وهم الحب أو وهم النجاح ، أو ربما وهم بسوق الأسهم  .

الساحر مثلا يوهم الجميع أنه قادر على فعل ما، والجميع أضمر بقلبه مسبقاً قدرة الساحر على هذا ، وهو ينتظر نفس النتيجة ، فيقتنع بما يراه : كقوله تعالى " قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى " طه 66
يذكر أن هناك ثلاجة كبيرة تابعة لشركة لبيع المواد الغذائية، ويوم ما دخل عامل إلى الثلاجة في نهاية الدوام آخر الأسبوع ، وكانت عبارة عن غرفة كبيرة عملاقة ، فجأة وبالخطأ أغلق على هذا العامل الباب ، فطرق الباب عدة مرات ولم يفتح له أحد ، حيث أن اليومين القادمين عطلة فعرف الرجل أنه سوف يهلك ، لا أحد يسمع طرقه للباب ! جلس ينتظر مصيره ، بعد يومين فتح الموظفون الباب ،  وفعلاً وجدوا الرجل قد توفى ، ووجدوا بجانبه ورقة ، كتب فيها شعوره قبل وفاته ، حيث قال  : أنا الآن مسجون في الثلاجة ، وأشعر بأن أطرافي بدأت تتجمد ، وأشعر بتنملها ، وأنني لا أستطيع أن أتحرك ، وأنني سأموت من البرد ، وبدأت الكتابة فضعف شيئا فشيئا ، حتى أصبح الخط ضعيفا ، الى أن .. فأنقطع نفسه ! العجيب أن الثلاجة كانت مطفأة ولم تكن متصلة بالكهرباء إطلاقاً !
برأيكم من الذي قتل هذا الرجل؟ لم يكن سوى " الوهم " الذي كان يعيشه .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=61957
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 05 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19