• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مشاهد ...... و عواقب.... وحطام كرامه مقاله مشاركه لدعم مشروع الكلمه الموحده للانسانيه .
                          • الكاتب : امير الصالح .

مشاهد ...... و عواقب.... وحطام كرامه مقاله مشاركه لدعم مشروع الكلمه الموحده للانسانيه

مشهد ١:
" يارفيق ... يارفيق .... دخل ولد مال انا وشغل ماكينه " هذا ماقاله سائح عربي  بعد ان اجتاز الصفوف في  احد مدن الالعاب المكتظه بالسياح من جميع انحاء العالم بماليزيا بموقع يسمى جنتنج بالقرب من كوالامبور العاصمه . لك ان تتصور عبوس و اشمئزاز  وتقطيب وجوه جميع الحاضرين من هكذا تصرف بدر من السائح الخليجي  .  ذاك السائح لم يحترم حقوق الاخرين في اخذ دورة والانظباط بالصف ولا في الاسلوب لاخذ الخدمه.
 
مشهد ٢: 
" .... والله لاشتريك انت ومطعمكم هذا ... يا نتن " كان هذا رد احد السياح العرب لنادل عربي آخر تاخر في تقديم الطلب لزبون العربي الثري  في مطعم الغندورة بشارع جامعه الدول العربيه بالقاهره مصر . كل الحضور في المطعم  والذين لاحضوا الموقف احتقروا ذاك الزبون  المتباهي بماله و المتعجرف الاستعلائي بسلوكه  ورموه بنظره تنطق عن تحقيرهم له لسوء كلماته .
مشهد ٣:
" انت تعرف انا مين  .... انا اوديك في ستين داهيه  " هذا ماقاله عربي من ذوي النفوذ مهددا لمواطن عربي بسيط  في شارع تجاري بالقرب من مطعم ماك دونالد بحي قليز ب مدينه مراكش المغربيه  بسبب اصرار الاول المرور عكس السير و التسقيط بسيارته على الاخر ومخالفا لكل اعراف المرور والسلامه المروريه . كل من كان بالشارع حينئذ نظر احتقارا الى ذاك المتشدق ب كلماته الاستعلائيه .
كل تلك المشاهد  وغيرها تؤكد على ان الانسان يرفض المساس بكرامته  ولو على حساب  فقدانه مصدر رزقة. 
 للنتقل الى مشاهد اخرى ، وفي اماكن يتوقع الانسان ان  كرامه الانسان  تحفظ بشكل قانوني اكثر،  في شركه وطنيه عملاقه باحد الدول العربيه .
مشهد الف ( ا) :
" اذا تكلمت ستنزف و ستنزف لوحدك " رئيس  متبختر في مقعدة ويرعد بكلماته تلك مهددا موظفه المثابر الذي رصد بعض المخالفات في عقد مشروع لاحد الشركات الوطنيه والذي كلف الشركه مئات الملايين من العمله الصعبه .
مشهد ب:
" نحن قبايل وحمايل وعندنا ظهر.... انت منهو انت ....احسن لك كل لقمه عيش وخلك على قد حالك ... من انت حتى تسأل .... لو انا محلك كان حمدت ربي على وظيفتي .....هذا حدك " كلمات رددها رئيس على مسامع مرؤوسة لانه الرئيس متنفذ بسبب علاقته القبليه و الشلليه .
هنا ساترك للقارئ ان يستحضر الكثير من المشاهد الواقعيه والتى ليست من الخيال او مسلسلات خليجيه او افلام مصريه .
 
مضت الايام و السنون و التقى الاشخاص الذين تعرضوا للمواقف بعاليه في موقع ما في العالم الالكتروني الانترنتي الرحب وصدفتا تداولا اطراف الاحاديث حتى وصل اطراف الحديث الى الكرامه الانسانيه في الوطن العربي ، فسرد كلا منهم حادثته. 
 تناثرت اقتراحات كل فرد منهم لاسلوب الحل ، فصاحب المشهد الاول حلف بان لايعمل في شغل خدماتي مع الجمهور وبالذات الجمهور العربي ولا ان يعمل في دوله عربيه . و اما صاحب المشهد ٢و ٣  فقررا الهجره عبر البحر من الشمال المصري في قارب بشكل هجره غير شرعيه . صاحب المشهد الف ( ا ) فقرر ان يهاجر بشكل رسمى ويعمل في الدوله التي سيهاجر لها حتى لو سائق تاكسي او نادل بمطعم . اما صاحب المشهد ب فقرر ان يجلس حيث هو ويؤدي رساله النصح و الايضاح و الكلمه الطيبه الجامعه ويمضي وقته كالمعتاد لانه غير مقتنع بان البدائل المذكوره من اصدقائه غير مجديه . تبادلا الايميلات و ارقامً الجولات لضمان التواصل تباعا.  
مرت السنين وانخفض مستوى الاتصال بينهم حتى انقطعت ببعض منهم  . كعادته صاحب المشهد ب شقوف بالاخبار ووسائل التواصل  الاجتماعيه . علم من خلال متابعه الاخبار بان صاحب المشهد ١ وفق في مجال عمله بالتجارة ، اما صاحب المشهد ٢ و٣ فقد ماتا غرقا في البحر الابيض المتوسط  على السواحل الايطاليه مع سبعمائه مهاجر معظمهم من بلاد الشرق الاوسط . فكر صاحب المشهد ب  قليلا وقال  في داخل نفسه كانوا جميعا يحملون حلم حفظ  بقيه من كرامتهم التى لم يحصلون عليها في بلادهم ويبحثون عن لقمه عيش هانئه ، اهذا كثير !. اما صاحب المشهد ا فقد نجح  في توطين نفسه في بلاد الغرب و نجح ايضا في لم الشمل لاسرته في وقت لاحق الا ان ماترشح من اخبار عن حاله فان صاحب المشهد ا عمل في احد الحانات ك نادل وغير معتقده واسمه و اسلوب حياته ليتكيف بمحيطه الجديد . بحث صاحب الموقف ب في حياه من هاجر للغرب  وقارن بين النجاح في الحفاظ على المعتقد وبين من رسب به ، لاحظ ان النتائج تدل على لفظ البلاد المهاجر اليها لمعتقده واسلوب حياته المهاجر . تسأل اكثر صاحب  الموقف ب بينه وبين نفسه ، لماذا ... يرفضنا الاخر من اهل الديانات ؛ لماذا دين الرحمه اصبح يُسوق من بعض  المنتسبين ل المسلمين من الحمقى انه دين العنف  وفرض الرأي ، حتى وصم من البعض بانه دين الارهاب... لماذا .. لماذا .... . 
تمعن صاحب الموقف ب في حياته واسلوب معيشته فاذداد يقينه  يوم بعد يوم بان كل لقمه ياكلها تختلط ب اهانه او شتيمه او مساس في بقيه كرامته .
تسأل صاحب المشهد ب :  هؤلاء الاطراف  التى تحتقر الاخرين من العمال و الخدم و الموظفين والبسطاء من عامه الناس كيف لها ان تعيش من دون  خدمات الاخرين؟  ثم تسأل لماذا الاستعلاء وصل بهؤلاءك الى احتقار كل ماهو آخر ؟ ثم اي تربيه اخلاقيه يمارسونها في حياتهم ؟ 
واسترسل في استعراض الصوره : لماذا نحن ندفع ضريبه حمقى و فُساق سلوك ومخربي اديان و مشوهي الاخلاق و متفنني ضغينه وصناع فتن . 
ذرفت دموع صاحب المشهد ب  : وصرخ داخل نفسه لقد اضاعونا ... لقد شردونا....لقد قتلونا ... لقد خنقوا كرامتنا ... اي انسانيه يحملونها واي بقيه اخلاق يتشدقون بها !!
احس  صاحب المشهد ب بالاختناق ، فادار المذياع عله ينسى او يتناسى ، ثم مالبث ان اطفأه ، فبادر بتشغيل التلفاز وتنقل بين القنوات الفضائيه :فرصد اثناه تقليبه بين القنوات :  قناه تصرخ بالتكفير وقناه اخرى  تناكف ، وقناة تحمل صور جثث غرقى على ضفاف السواحل الايطاليه و قناه تبث صور ضحايا حروب اقليميه و مذهبيه وخبر عاجل يبث عن مذبحه ضد مجموعه من البشر ثم يردف بخبر عاجل ب تفجير في مرقد ائمه بعض المسلمين ، وقناة  اقتصاديه ترصد خسائر صناديق ماليه وطنيه في دول اجنبيه ....... 
اطفئ التلفاز  وهو مهموم ومعتصر القلب وذهب الى غرفه نومه  ونام بعد صعوبه وتقلب على الفراش  لبعض الوقت وهو يردد ( اللهم اجعلني مظلوما ولا تجعلني ظالما ) ........نام و لم يستيقظ البته .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=61865
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 05 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29