ليتحمل من يريد التقسيم مسؤوليته كاملة و بشجاعة، و ليصارح اهله و جماعته بخطته، هذا إن بقيت عندهم بعض الشجاعة ان يصارحوا اهل العراق. والا فكفى الشعب نفاقا باسم الشراكة والمحاصصة و الديمقراطية منذ التغيير .

لم نتوقع ان يتهرب جبننا و بكل صلافة من يدعي وحدة العراق و بالأخص  في وقت  كل مناطقهم مازالت محتلة من الدواعش و اكثر اهله مشردون في  كل مناطق العراق، لم نكن نتوقع ان( لا ) يصوت على  بيان تضامن مع وحدة العراق  ضد قرار تقسيم العراق الذي اقره اسيادهم في مجلس النواب  الامريكي . وممن كانوا يقاتلون ( الامريكان ) باسم  المقاومة الشريفة ومحاربة الاحتلال الامريكي. هنا يتوجب عليهم الاجابة على سؤالين فقط من اجل كل اهل المنطقة الغربية و ديالى ثم  الموصل .

 ١ـ هل انتم مع العراق الموحد؟

٢ـ هل انتم مستعدون للوقوف ضد مشروع تقسيم العراق؟.

و الا ما هي حججكم  بعدم التصويت على قرار الحكومة ضد قانون تقسيم العراق، القانون الذي  يسعى الامريكان لتحقيقه؟ او إن كنتم لا تعرفوا ما هي خطورة هذا القانون و ابعاده و نتائجه على تركيبة الشعب العراق .

استمعوا إذا الى شرح مفصل عن  مراسلة قناة الحرة الامريكية في واشنطن  لهذا القانون التعسفي اولا و بالتفاصيل .

http://www.alhurra.com/content/congress-iraq-aid/270099.html

 

هناك حالة  بين سياسي الدول من الاحزاب المتعددة في بعض البلدان، يقال لهاBipartisan  اي باتفاق الحزبين، اي ان القانون مرر بالاتفاق العام  فيما بينهما في الحالات الاضطرارية والوطنية القصوى .

و اتخاذ الطرق الوسطية في  حلول مشاكل وطنية عامة ما هي الا حالة نفاق غريبة نشطت مؤخرا بين بعض سياسي العراق بعد التغير .

عندما انسحب النواب الذين لم يصوتوا على هذا البيان ، هي بحد ذاتها حالة جبن وعدم اعتراف بالتصويت النيابي الديمقراطي، خوفا من الخسارة  كاقلية.عليهم  اليوم ان يواجهوا كل الاحتمالات و اولها الانقسام بين مكوناتهم. فليس كل اهل المنطقة الغربية مع تقسيم العراق ونفس الشيء بالنسبة للكرد. لكن للقيادات الكردية شأن خاص بهم يستغلونه في اغراء الناس بالاستقلال و الدخول في  تسلط العوائل، وهذا شأنهم و ستثبت الايام خطأ او صواب كل مواقفهم .

اما  فيما يخص المكون الاخر، الاكبر، في هذه الحالة، عليه ان يتعلم الدروس و اولها ان  كلام الليل يمحوه النهار، و الكلام في العراق لا يتطابق مع كلامهم في امريكا، و ان كل الحجج  قد انكشفت و اسقطت، مثل المطالبة و المشاركة في القرار وحكومة الشراكة الوطنية و الطاولة المستديرة للأخطل الحكيم و صاحبه مكتشف امراض كرة الكركري، جهل يتفشى بستارع غريب، ربما بتصاعد مسند من الغير ...الخ.

فلو تصرف قادة الاكثرية الذين  يلتزمون بوحدة العراق بان، ان عليهم، اما ان يذهبوا الى الشعب في استفتاء عام (حول القانون الامريكي)، او ان يشكلوا مع من يقف ضد تقسيم العراق كتلة وطنية واحدة لتذهب الى البرلمان تطالب بتشكيل حكومة عراقية وطنية لترد على هذا التدخل السافر في شؤون البلد.  واول اهتمامهم اليوم يجب ان يكون هو الوقوف ضد تقسيم العراق .

اننا نعتقد جازمين ان التراخي و الانبطاح هما من أوصل العراق الى هذه المصيبة التي اصبحت مزمنه و واقعة و تسير بدون اي مواقف واضحة و ثابتة ضدها .

و الا،  لنكن شجعان في مواجة الحقيقة. و الاهم ان نوقف نزيف الدم الذي يسيل من ابرياء الشعب و من ابرياء يقاتلون من اجل وحدة الشعب كالحشد الشعبي و شباب من عشائر تلك المناطق على قلتهم  .

لقد جاءت مواقفهم هذه اشارة واضحة لا تقبل التأويل او الشرح، الى انهم لا يرغبون  في العيش مع شيعة العراق في وطن واحد. اي انهم يفضلون ان يتحدون مع الاردن او السعودية .

إذاً علينا ان نوضح موقنا صراحة نابع من مصالحنا. علينا ان نتوافق و نتحد مع الجارة ايران ونمد الجسور مع الشعب السعودي في المنطقة الشرقية ومع الشعب البحريني، منطلقين من نفس انطلاقاتهم  و لنكون وحدة شعوب متماسكة امام التقسيمات الطائفية والعرقية التي يفرضونها قسرا على العراق .

وهذا ليس حلما ولا بطراً ولا من اشتات الخيال، بل انها المواقف الحقيقة. والمهم انها مواقف حسب المفهوم الامريكي كمحاججة لجهلهم بشعوب المنطقة. و لنكون جبهة وطنية تتحالف مع ايران التي طالما اتهمونا بعلاقاتنا معها .كل هذا يتماشى مع منطقهم لكن هذه المرة لصالح شعوبنا و من حماية مناطقنا و حرية اهلنا، و الاهم لحماية تفكيرنا غير السلفي التفكير المتفتح الواعي الباحث عن الحقيقة  .

ماذا ستتمكن ان تصنع كل من السعودية و البحرين وأمريكا بطائراتهم و قاذفاتهم و صهيونيتهم في منطقة تمد العالم باكثر من تسعين بالمائة من نفط الخليج؟ هل سيفجرون مصادر النفط؟ ستنقلب عليهم كل الدول الاوربية لتورطيهم في حرب لا طائل منها في مركز مناطق الطاقة. حتى لو استمرت الحرب عن بعد بطائراتهم، لنتعلم من الدواعش الذين هم من دربوهم و جهزوهم و ساعدوهم و نتحصن في المناطق النفطية. و لنوجه انظار الاعلام العالمي الى كل اخطاء الساسة الامريكان عندما أشعلوا الحروب و زرعوها في هذه المناطق المهمة التواقة للسلم و البناء، و هم من اجبر العراقيون على هذا الاجراء الاحترازي للحفاظ على نوعهم و شعبهم و تاريخهم .

يقاتل الحشد الشعبي من اجل مناطق ليست مناطقهم ومع ذلك يتهمه السعوديون والامريكان ومن يسير في طرقاتهم بانهم مليشيات طائفية شيعية. انقلبت الدنيا و اصبح المجاهد و المتطوع الوطني ارهابيا. لنقلب نحن كذلك كل مفاهيمهم. اذا كنتم مع حرية الاقليات تقسمون البلدان نحن ايضا مثلكم نقسم البلدان حسب عائدية شعوبها و رغباتهم في الحرية و الانطلاق نحو البناء.  الا اننا لن نقصف الجسور و لا المباني و لا الإنشاءات الكبري مثلكم  بحجة محاربة الدواعش، بل سنحتفظ بها لاستعمالها للانشاء و البناء و التقدم، و ان إيران لم تعد خطراً علينا في تقسيم العراق مثلكم  و كما تدعون زيفا. ماذا سنرى؟ ستصنع هذه الصدمة و وعيا عالميا لإعادة التفكير في  احقية قيادة الولايات المتحدة للعالم و ستفكر في كل الاخطاء و المآسي التي جلبتها على العالم .

طبعا سيعترض كثيرون على هذه الصراحة، او اني ادعو واجلب الحروب للعراق. جوابي، و متى خلى العراق من الحروب، و متى عاش الشعب العراقي دون تدخل الدول، و متى تركوا العراق لاهله منذ أن خانوا الشعب بانقلاب ٨ شباط  ٥٨ الاسود ؟.و ببساطة اعتمد  على المثل العراقي:(الامام اللي ما يشور يسمه ابو الخرك!)، و الي يبقى يركع الاحذية،  يسمه، ابو القاسم الطنبوري .و امريكا لا تفهم الا منطق القوة .

لندن في 06/05/2015