• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تكلموا عن مصائب الجميع .
                          • الكاتب : وليد المشرفاوي .

تكلموا عن مصائب الجميع

عندما يريد الإنسان أن يعرض مسالة ما في المحافل الحقوقية والإنسانية وأمام الملأ أو خلال شاشات الفضائيات ينبغي عليه أن يهيأ ويحضر كل مستلزمات المسالة التي يريد أن يطرحها , بما في ذلك ذوي العلاقة بها سواء كانت المستلزمات تاريخية توثيقية أو قوائم أفراد أو جماعات أو تسلسل أحداث أو من ناحية الأسلوب البلاغي واللغوي الذي يوصل به فكرته حتى يكون على بينة من أمره, أو من ناحية وضوح الفكرة والهدف والوسائل التي يريد أن يبلغ بها مرامه وأهدافه ,فالناس في أجواء الحرية وبعد دفن الديكتاتورية تترقب من الإسلاميين طرحا جديدا واضحا خصوصا الطرح الذي تتناوله وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة , وعلى الفرد الذي يتبنى هكذا أمور مهمة عليه أن يكون موضوعي ومنصف ورسالي ويعرض ما عنده بأمانة ويتسامى ويتعالى عن الهوى والنفس الحزبي والطائفي والعرقي , فعندما يريد فرد إسلامي أن يعرض ظلامته وظلامة حزبه أو تياره أو من ينتمي إليه عليه أن يكون ملما بتاريخ العراق السياسي ولو إجمالا من ثورة العشرين والى الآن ومعرفة دور المراجع وعلماء الدين وجماهيرهم , وكيف تصدوا للأجنبي الغازي وكيف أداروا حركة الثورة بكل قوة وصلابة وشجاعة وحشدوا الجماهير بعد أن سهروا الليالي وأجابوا البلاد بطولها وعرضها من اجل مقاومة المحتل , وكيف تحرك الغزاة ضدهم مما أدى إلى قتلهم وتشريدهم ونفيهم من البلاد إلى الخارج , كما عليه أن يأخذ بنظر الاعتبار تحركات جميع الثوريين والأحرار المقاومين للظلم , وامتهان الناس الذين وقفوا مواقف مشهودة من الطامعين ومصاصي دماء الفقراء والمعوزين هذا أولا..كما لابد أن يعرف مواقف المرجعية الإسلامية المعظمة بعد الخمسينيات من القرن الماضي وتحركاتها  على الأمة , وان يطلع على مشاريع الإعمال الإسلامية الكبرى لها , حيث كان أولها الاهتمام بالحوزة العلمية وتطويرها وتحديث أساليب العمل التعليمي والتربوي والثقافي ورفع درجة العي عند الطلبة من اجل الاهتمام بكل شؤون الحياة ومن ضمنها الحقوق السياسية التي تتطلب المشاركة في صنع القرار ونشر المساواة ومحاربة الفساد الاجتماعي والإداري في بلد الأئمة الأطهار , كما إن المرجعية فتحت المنتديات العلمية واللجان الفكرية وفتحت الدورات التربوية والمعاهد الإسلامية ليتم التزاوج بين الحوزة والجامعة..كما إن المرجعية الرشيدة تبنت ثلاثة محاور للعمل من اجل نشر تعاليم الإسلام وفق مذهب أهل البيت (ع) وهذه المحاور..
1-تطوير جهاز وكلاء  المرجعية في كل المدن والقصبات ليصبح الوكيل للمرجع فاعلا وله برنامج عمل منقط ومنظم مسؤول عنه كل شهر وكل فصل ..
2-فتح المؤسسات العلمية ومراكز التبليغ ونشر المكتبات وإرسال المبلغين إلى أقاصي البلاد البعيدة وفق برنامج معد سلفا.
3-مشرف يراقب القيادة الحزبية الإسلامية من الشطط والميل عن جادة الصواب أو عن مدرسة أهل البيت(ع).
كما كان للمرجعية دور في استثمار فاجعة كربلاء ومقتل سيد الشهداء (ع) وجعلها مدرسة وعي حضاري لنشر الإسلام والحفاظ على الكرامة الإنسانية ومواجهة الظالمين.
هذه التحركات تطورت وشكلت جريان ثوري إسلامي إصلاحي أخاف أعداء الإسلام والحكام الظالمين , مما شكل لديهم رد فعل غير طبيعي للوقوف بوجهها , فكانت المعادلة من طرفين الظالم والمظلوم وكانت السلطات الحاقدة على الإسلام وأهله قد تبنت الاقتتال الطائفي المقيت , وتعاملت على أساس المذهب والعرق , وكان الإسلاميون جميعا بقيادة المرجعية ضد توجه السلطات الباغية والمفسدة والمنفردة بالحكم والتي أشاعت الرذيلة في كل مكان. وهكذا لم يبقى مجال للمهادنة , فوقع الصدام بين الحكومة البعثية المعتدية من جهة وبين الإسلاميين جميعا من جهة أخرى إلا ما شذ وندر , فكانت المذابح والمجازر والهتك والإجرام صورة معبرة عن العنف والوحشية البعثية التي شملت المرجعية وطلبة العلوم الدينية والجامعات والأحزاب والمنظمات والحركات الإسلامية كما شملت الرجل والمرأة , الكبير والصغير , حتى وصل التخريب للطبيعة والحيوان , وما حوادث الاهوار وتخريب مناظره الخلابة في عهد الطغيان البعثي إلا دليل على جرائم وأفعال الحكم الشمولي المنقرض.عليه نؤسس ونقول على الإسلامي الذي يريد أن يعرض مسالة ما أن يتكلم عن مصائب الجميع ولا ينفرد بالحديث عن حزبه وجماعته , إلا إذا كان الحديث شخصيا يهمه وحده ويتحمل مسؤوليته. نقول نعم وقع عليهم ظلم ولكنهم لا يختلفون عن الآخرين الذين شملهم صدام بالإبادة والتقتيل والإلغاء , وحتى الزمرة البعثية البائدة عندما تصدر قرارا بإبادة حزب أو حركة فانه ليس كل المعدومين من أتباع ذلك الحزب أو الحركة المظلومة , إننا نتعاطف مع أي مظلوم ومغدور ونقر بما وقع عليه من ظلم وهضم للحقوق. لكننا ننبه إلى إن السلطة البعثية بإعلانها المواجهة في حزب واحد أو حركة واحدة أرادت بذلك تحديد محورا واحدا للمعارضة لتجعلهم قلة في نظر الشعب , ولتتمكن من تنفيذ برنامجها الشمولي بحق كل الشعب ولكن تحت يافطة حزب وعنوان واحد مستهدف , ولكن الواقع غير ذلك , لذا يجب الانتباه لهذا الأمر عند الحديث والنقاش فيه.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=612
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 09 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20