• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : محاولة محو الإرث الحضاري من قبل من لا يملك تاريخا ولا حضارة تذكر .
                          • الكاتب : وداد فاخر .

محاولة محو الإرث الحضاري من قبل من لا يملك تاريخا ولا حضارة تذكر

 نظرة سريعة لـ " دول " العدوان على دول العرب ومن ورائهم امريكا ودويلة الصهاينة ، ودول الباربي الخليجية بمعية سيدتهم المتخلفة السعودية تظهر الحقيقة الكامنة خلف اصرار هذه " الدول " مجتمعة على ازالة كل اثر حضاري او تاريخي في مدن المنطقة وخاصة في سوريا والعراق حيث كان العراق المهد الاول للحضارة البشرية وفيه زرعت اول حبة للحنطة وخط اول حرف ، وبضمنها المخطط الرئيسي وهو التحالف الصهيوامريكي ، والسبب الحقيقي هو في عدم وجود جذور تاريخية ، او حضارة انسانية ضاربة في القدم لانها جميعا وبضمنها التحالف الصهيوامريكي لا تملك أي جذور تاريخية ، ولا أي ارث حضاري انساني يضعها في مصاف الدول التي تعتز بتاريخها الضارب في القدم وتراثها الحضاري الانساني .
فلو اخذنا كل دولة على حدة وبينا سبب ظهورها بدءا من الكيان السعودي المصطنع ، الذي شكلته بريطانيا بجهود المستر جون فيلبي الذي تحول من بعد تشكيل كيان آل سعود الى " الحاج عبد الله فيلبي "، من خلال دمج ارض نجد والحجاز وتسمية الكيان الجديد بـ " السعودية " نسبة لجدهم المنحدر من اصل صهيوني محمد بن سعود الذي عاش في مدينة الدرعية واتفق مع صهيوني آخر اسمه " محمد بن عبد الوهاب " بتشكيل بداية الكيان الوهابي على ان تكون الزعامة السياسية لورثة محمد بن سعود والدينية لورثة محمد عبد الوهاب . وهكذا تشكل الكيان الوهابي الاول من قطبين صهيونيين قدما من خارج الجزيرة . وكما تروى الروايات التاريخية بان شليمون جد العائلة السعودية قدم لارض نجد والحجاز من سالونيكا ، وادعى الاسلام وغير اسمه الى سليمان . أما الآخر وهو محمد عبد الوهاب فتؤكد الروايات ايضا نسبته الصهيونية التي لا غبار عليها .
وبزوال امارة آل سعود ولجوء جد العائلة السعودية للكويت مع ابنه عبد العزيز تحركت بريطانيا لاعادة السلطة لآل سعود وشركائهم من آل محمد عبد الوهاب الذين تسموا بـ " آل الشيخ " ، وجندت بريطانيا لهذا الغرض جون فيلبي ، وغدرت بكل خسة ونذالة بالشريف حسين ملك الحجاز واولاده ، وطاردت ابن الرشيد حاكم نجد واقصتة عن الامارة .
وتاريخ ارض نجد والحجاز العقيم الا من بضعة احاديث عن المعلقات والشعر الجاهلي ، لا يعدو امرا ذو بال ، لولا ظهور الرسالة المحمدية وما جرى من بعدها من فتوحات وضعت جزيرة العرب تحت الانظار . ولكن حتى السلطة السياسية لم تدم طويلا في جزيرة العرب الا ما كان منها في زمن الرسول الكريم ، وثلاثة من الخلفاء الراشدين ابو بكر وعمر وعثمان لتنتقل السلطة السياسية والدولة الاسلامية الجديدة لخارج الجزيرة العربية عندما اتخذ امام المتقين عليا الكوفة عاصمة في زمن خلافتة . فالعوامل المناخية لصحراء مجدبة وقاحلة لا زرع فيها ولا ماء ، لا تشجع على العيش بسهولة جعلت اقامة الخلافة التي انتقلت من بعد ذلك لعاصمة الامويين دمشق ومن ثم لعاصمة الرشيد بغداد في زمن العباسيين ، جعلت اقامة دولة جديدة متحضرة امرا في غاية الصعوبة . وقد قال تعالى في محكم كتابة الكريم " ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون  " سورة ابراهيم / 37 .
هذا الوادي الذي لا ينبت زرعا ، لم ينبت حضارة أو تراثا انسانيا سوى البعثة المحمدية ، وما تبقى من اثر لرجال هذه البعثة بدءا من تراث النبوة ، وبيوت زوجات النبي ، وآله واعمامه وبقية اثار وقبور الصحابة كلها ازيلت من على وجه ارض نجد والحجاز بأمر من الوهابية التي تكفر كل شئ وتدمر كل شئ ، وهكذا تحمل بلاد تسمت بالسعودية كل ضغائن الدنيا ، وتجبر شعب الجزيرة على العيش وفق نظرية الوهابية المليئة بالخوف والترهيب للكائنات البشرية بينما بنات وشباب العائلة المالكة يعيشون حرية مطلقة بعيدا عن قوانين وتعاليم ورجال المذهب الوهابي المتخلف .
وبهذا لا تملك أي من مشيخات الخليج التي لم تكن معظمها مشكلة كـ " دول " قبل خمسين عاما ، او كانت عبارة عن ساحل بحري مقفر من البشر الا من بعض الصيادين وغواصي اللؤلؤ الذين يحضر معظمهم ايام مواسم الصيد . فلم ’تسكن دويلات الباربي طوال عهود التاريخ ولم تكن سوى ممرات للقوافل فمن أين تأتي هذه " الدول " بتراث وحضارة انسانية يا ترى ؟ .
كذلك الحال بدولة عظمى تشكلت وفق قانون ابادة السكان الأصليين من الهنود الحمر ، حيث قدمت اقوام مختلفة من شتى اصقاع العالم لتشكل وقبل ثلاثمائة عام عدة ولايات سميت من بعد بـ" الولايات المتحدة الامريكية " ، التي قامت على اجساد وحضارة شعب أبيد معظمه .
وما حصل بأمريكا ، جرى بالضبط في فلسطين المحتلة عندما تأسست دويلة اسرائيل على ارض غير ارضها وضمن مخطط ديني لا يجمع المكونين للدولة العنصرية الجديدة سوى الدين ، وليس كما هو الحاصل في تشكيل الدول من خلال اللغة والتراث والعادات والتقاليد، فهي كمثيلتها وراعيتها الحقيقية امريكا في النشوء . لذا تحاول سرقة حتى تراث وتاريخ وعادات فلسطين المحتلة كما سرقت ارضها .
اذن فنحن امام رعاة حقيقيين لمجاميع ارهابية تشكلت علنا وتحت نظر العالم بدعم وتسليح وتدريب أمريكي صهيوني سعودي خليجي . وهذه المجاميع التي تتخذ من الدين ستارا ، ترى في التعاليم الوهابية المتخلفة دستورا لها ، وإبادة الارث الانساني احد اهدافها المعلنة كونها كما المعلمين المؤسسين تكره كل ما يمت للتاريخ والتراث والانسانية بصلة .
وزاد من توحش هذه المجاميع المختلفة الاسماء التحالف الذي حصل بين البعث الفاشي الذي اباد الزرع والضرع في ارض الرافدين وقتل وشرد وهجر الملايين ، التحالف بين البعث والوهابية وشكلت قواه المؤسسة والداعمة لوجستيا تنظيم اكثر توحشا باسم " داعش " جرى تحت رعاية امريكية وحضر لقاء التشكيل السيناتور الامريكي جون ماكين واللواء السوري المنشق سليم ادريس قائد ما يسمى بـ " رئيس اركان الجيش الحر " انذاك ، وتم تشكيله من بقايا حزب العفالقة الفاشي وبرعاية نفس المعلم الاول الذي قال عنه علي صالح السعدي يوم قدموا بقطارهم الامريكي للحكم في العراق في 8 شباط 1963 " لقد جئنا للسلطة بقطار امريكي " .
لذلك يظل هاجس الارهابيين ومن ورائهم سدنتهم عند احتلالهم لاي مدينة ازالة كل ارث حضاري وانساني كتعبير عن عامل النقص المتواجد في نفوس " دول " تشكلت حديثا ، ولا تملك لا تاريخا ولا حضارة ولا تراثا انسانيا .
فاذا كان البعض الذين قدموا من بلوشستان وموانئ الخليج الايرانية والبعض من الباكستانيين ولفيف من عرب الاهواز والعراق وسوريا ممن سكن في ممر القوافل القديمة التي اصبحت " دولا " فيما بعد يعتقد بان الحضارة والتاريخ هي عبارة عن عمارات ومجمعات سكنية وابراج من الطابوق والخرسانة الحديدية التي يصممها ويشيدها مهندسين وعمال اجانب من الكوريين والفليبينيين ، فعلى الحضارة والتاريخ السلام ، لذلك اول ما فعلوه هو تهديم الارث الانساني في سوريا والعراق من تماثيل ومدن تاريخية ، ومراكز عبادة لكافة الاديان انتقاما لضياعهم وكونهم يعيشون على هامش الحياة الحضارية .


* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
          www.alsaymar.org
    alsaymarnews@gmail.com
 
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=61108
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 04 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28