• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التعامل الإنساني .. السيد المالكي نموذجا .
                          • الكاتب : صاحب ابراهيم .

التعامل الإنساني .. السيد المالكي نموذجا

العمل الإنساني هو دليل على إنسانية الإنسان ، وهو في نفس الوقت دليل على اكتمال العقل والتحكم بالعواطف وفقاً للقوانين النقلية والوضعية ، والنظر لباقي البشر من منظور قلب الحالة ، قلب الحالة التي اقصدها هنا هي قلب التفكير في لحظة يحتاجها الإنسان كي يعلم كيف يكون قياس الحق والعدل والتعامل مع الآخرين وفقا لهذا المعيار ، وهذه الحالة تلازم إلزاما من يكون قد غُرست الإنسانية في داخله دون أن يستطيع الهرب من هذه الإنسانية والتي تحتم عليه أن يتصرف وفقا للقوانين الإنسانية ، والتي هي برأيي أهم من القوانين الدينية لان الدين هو بالأساس غصن يعود إلى الشجرة الإنسانية، فالدين أو الأديان مهما كانت هي وليدة الإنسانية  . 
 
من المعرف على مر التاريخ إن الأباطرة أو الملوك أو القادة أو السياسيين بصورة عامة يبتعدون عن الإنسانية إلا ما ندر ، ولنا خير دليل على هذا الوصف هي صفحات في كتب التاريخ نقرئها ناهيكم عن الحكايات المدعومة بشواهد وإثباتات واغلبها تتكلم بمرارة عن الظلم العلني والمنظور في تصرفات القادة وغيرهم من شاء الله أن يلصق بهم هذه الصفة . 
 
هنالك من جعلهم الله يمتازون بصفة من الصفات أعلاه نجده يكون ابعد ما يكون عن الظلم ويطلب من الله عز وجل أن لا يجعله بموقف يكون فيه القرار غير صائب، وبنفس الوقت يتحاشى أن يكون في صدام مع من هم اضعف منه ، وهذا الحالة هي قمة في الشجاعة والقوة، لا يتحلى بها إلا من كان شجاعا حليما ، فالشجاعة هنا لا قيمة لها إلا أن كانت مفعمة بالحلم وإلا أصبحت تهور طائش أشبه ما تكون لحظة غضب عند ثور إسباني حين يستفز في حلبة النزال المخصصة لمصارعة الثيران .  
 
عاش العراقيون المعاصرون وعلى مر العقود الستة المنصرمة أحداث كثيرة وانقلابات وفوضى عارمة من خلال الانقلابات الدموية والثورات البيضاء والحمراء  ، وهم يعتقدون أن لا بد أن يكون القائد أو الرئيس ظالما وإلا لا يصلح أن نطلق عليه صفة القائد ، وهذه الصفة جعلتهم يرضخون دون وجه حق لأي ظلم كما حدث مع الرئيس صدام وهم من يرقص بكل قوة سواءِ كانوا نساءاً أو رجالا كباراً أو صغاراً خوفاً لا حباً ، مما جعل في تصرفاتهم ظهورعقدة يهوافي شخصية صدام وهم الذين أصلوا هذه العقدة إلى اعلى مراحلها بحيث لا يستطيع من يصاب بها أن يتماثل للشفاء . 
 
السيد المالكي هو احد الرجال الذين يتحاشى الغضب ويحاول بكل جهده أن يكون كما يفترض أن يكون القائد الذي لا يفكر إلا بشعبه وهو صادق في هذه المشاعر ، مما جعله يتحمل الكثير من الضغوطات التي لو كان هو خارج السلطة لما تحمل جزءاً منها ، وبهذا التحمل يثبت لنا انه أهلا لهذه المسؤولية التي جعلها الله على عاتقه مما جعلت ساعات الراحة لا تتجاوز سويعات معددوه في يوما كاملا من العمل المتواصل  . 
 
استغرب كيف يكون السيد المالكي بهذا الحلم وبهذه الطيبة وهو من يمنح الإعلاميين قطع الأراضي ، وهم في نفس الوقت يكتبون المقالات المنتقدة دون وجه حق بحق السيد المالكي ، وهو يعلم جيدا إنهم يكتبون ويعرف جيدا حتى الأسماء الحقيقة لهم ، ولكن لا يكترث لما يكتبون وهو سائر في طريقه دون الالتفات إلى الخلف، فالنظر إلى الخلف يؤخر السير ويبطئ الحركة والرجل يريد أن يكمل ما يستطيع إكماله واعادة العراق لمكانته الطبيعية التي يعرفها العالم العربي والغربي .
 
المشكلة الحقيقة هي في الطيبة الزائدة في شخص السيد المالكي ، وهنا لا بد أن نعرج ونقف عند أخطار الطيبة التي ربما يكون فيها من الضرر أكثر من الفائدة المرجوة ، فالشعب العراقي المعارض لسياسة المالكي أحس أن السيد المالكي فيه من الطيبة العراقية الكثيرة ، مما دفعهم للتجاوز حتى على اللياقة الأدبية ، وهنا لا بد أن نقف خجلا لما يبدر من الشعب لأنهم محسوبون على العراق بشرهم وخيرهم، أي محسوبين على كل من امتلك شهادة الجنسية العراقية وهنا الطامة الكبرى أن نُحسب على جهلة تحركهم أياد خفية خبيثة لا تريد بالعراق خيرا ، ولها من الغلو في الحقد على السيد المالكي الشيء الكثير والذي يتجاوز السم عند عقرب الصحراء القاتل . 
من الأصول التي نعرفها هو أن نتعامل مع من كان طيب القلب تعاملا على قدر طيبة الإنسان الذي نتعامل معه ، وهذا يعني أن نكون عند حسن الظن ، وان لا نستغل القشة ونجعل منها كتلة كبيرة ونهرج ونتهم من لا يستحق الاتهام ، وإلا أصبحنا أناس بلا مبادئ وقيم ، فالقيم هي من تحدد أصالة المجتمعات ونحن كعراقيين لا نحتاج إلى البحث عن القيم لأنها قد زرعت في دواخلنا ، ولكن نحتاج إلى رجاحة عقل حتى نهتدي إلى الحق لا أن نكون مهزوزين من أول عاصفة خفيفة . 
علينا أن ندعم السيد المالكي وننتظر ونتحمل لنرى صدق النيات وصفاء القلوب لا أن نحاول وضع الأحجار في الطريق ونحمل المسؤولية وحدها على أكتاف السيد المالكي ، فالكل يتحمل المسؤولية وبنسب متفاوتة ، كما علينا أن نثمن الطيبة التي يتحلى بها السيد المالكي ونذكر الأفضال قبل أن نجد شذرات تافهة نبني عليها الأحكام الخاطئة . 
 
          



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6092
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 05 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16