• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : باقر الحكيم رجل العلم والجهاد..! .
                          • الكاتب : عباس الكتبي .

باقر الحكيم رجل العلم والجهاد..!

 قال تعالى:( لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا )، وفي الحديث:( مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء)،صفتان أجتمعتا في رجل، هو الشهيد السعيد السيد ( محمد باقر الحكيم) قدس البارئ نفسه الزكية.
إن العالم المتبحر، والمجاهد المناضل، والسياسي المحنك، لا يقيمه إلاّ أقرانه ونظرائه، فالسيد مرتضى الحكمي، عند كتابته المقدمه على كتاب البيان، للسيد الخوئي( قدس سره) عندما وصل في حديثه الى المؤلف قال:( أما الحديث عن عظمة المؤلف... فأمر يمنعني منه العجز، وتحجبني عنه الوشيجة، ولذلك كان الأمثل أن يوفيه عالم نحرير عرف بالكفاءة العلمية ورجاحة الرأي، ذلك هو العلامة المجاهد داعية الحق الشيخ محمد جواد مغنية...)، فأنا أصغر من أقول شيء، أو أكتب عن السيد محمد باقر الحكيم( طاب ثراه)، فشهيد المحراب عطاء ومعين لا ينضب، لذلك أُلفت المؤلفات، وعُنونت المقالات العديدة في حقه.
أذا أردت ان تتحدث عنه، فأنك تتحدث عن والده، الامام المرجع السيد محسن الحكيم( قدس سره)، في حلمه، وتواضعه، وزهده، فقد كان والده، يفضل أن يحيا في شظف العيش ليكون مواسيا للفقراء والمستضعفين.

الحديث عنه أيضا، حديث عن أستاذه محمد باقر الصدر( قدس سره)، في علمه، وشجاعته، وصبره، وأذا ذهبت بعيدا في الحديث، فسوف تتحدث عن السيد الخميني( قدس سره)، في جهاده، ونضاله، وكفاحه، فهو مظهر لهؤلاء الثلاثة( تقدست نفوسهم الزكية).
السيد الشهيد السعيد( طاب ثراه)، ينتمي لأسرة علوية، يعود نسبها الى الأمام الحسن بن علي بن أبي طالب( عليهما السلام)، عن طريق ولده الحسن المثنى، عُرف هذا النسب الشريف( أبناء الحسن)،عبر التاريخ في العلم، والورع، والتقوى، والجهاد ضد الظلم والظالمين.
بدءاً بعبد الله بن الحسن بن الحسن، وأبنيه محمد( ذو النفس الزكية) وأخيه أبراهيم، مرورا بالحسين بن علي بن الحسن، صاحب واقعة( فخ)، التي وصفها الأمام الكاظم ـ عليه السلام ـ( لولا واقعة الطف لكانت واقعة فخ أعظم رزية علينا أهل البيت)،وكذلك مرورا بأدريس بن أدريس بن عبدالله بن الحسن، مؤسس دولة الأدارسة في بلاد المغرب، ثم انتشر هذا النسب، بفعل الظروف السياسية والاجتماعية، التي مرت على العراق، في مختلف أنحاء العالم الاسلامي في اليمن وإيران وشمال أفريقيا وغيرها من البلدان.
فلا عجب، أن يرث شهيد المحراب، لواء الجهاد والمعارضة من الآباء والأجداد، ضد المنحرفين والمفسدين، في سبيل إقامة الحق والعدل، وإنصاف المظلومين.
رجل جاهد وناضل، وانتظر صابرا محتسبا، ليعود الى العراق بعد زمن طويل، ثم يرحل سريعا اثر عمل إجرامي، وكارثة لن ينساها تاريخ العراق، في يوم ٢٩/ ٨/ ٢٠٠٣ المصادف ١/ رجب/ ١٤٢٤ هجرية، بعد ان انتهى من صلاة الجمعة وهو صائم، وكان يريد ان يتجه لزيارة قبر سيد الشهداء الحسين ـ عليه السلام ـ وأثناء خروجه من صحن الامام علي( عليه السلام)، من باب القبلة، اعترضت سيارة مفخخة، وإذا بها نار لا تطاق في وجه السيد الشهيد، حتى انتقل الى جوار ربه سعيداً وشهيداً.
وأحب أن اختم في وصية من وصاياه، وهي:( واني قد بذلت جهدي في سبيل نصرة الاسلام، والدفاع عن شعبي المظلوم في العراق، شعوراً مني بالواجب الشرعي، وتأثراً بدماء الشهداء الابرار، وحفاظاً على العقيدة الاسلامية، والشعائر الالهية، فلم أخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا، واستغفر ا... لي ولجميع أخواني المؤمنين، والرجاء منه تعالى ان يجعل عاقبتي على خير، وأن يرزقني الشهادة، وأرجوا من الأخوة في اول ايام وفاتي، ان يطلبوا وبشكل علني ان يهبوني ما يمكن ان يكون قد صدر مني، من تقصير او ذنب، كما واني قد غفرت لجميع المؤمنين ذلك، واسال ا... المغفرة والرضوان).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=60881
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 04 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28