• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لا عتب عليك يا رافد جبوري ولست أنت المطالب بالاعتذار .
                          • الكاتب : اياد السماوي .

لا عتب عليك يا رافد جبوري ولست أنت المطالب بالاعتذار

في معرض اعتذاره للشعب العراقي , المتحدّث بأسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء رافد جبوري يقول ( لقد كانت غلطة عمري وهي من الأخطاء الكبيرة في حياتي , وكنت في بداية حياتي أهوى الغناء الوطني وكانت الأولى والأخيرة , ومن ثمّ اتجهت للعمل الصحفي , وأنّ انتشار الفيديو بهذه السرعة يؤكد انّ هناك من يسعى إلى إفشال عمل الحكومة , وأكرر إنني أقول إلى الشعب العراقي أنا اسف واعتذر أنني في يوم من الأيام غنيّت إلى من قتلكم وابادكم ) .
ونحن بدورنا يا سيد رافد جبوري كضحايا للطاغية الذي غنيّت له , نقول لا عتب عليك ولست مطالبا بالاعتذار لنا , لأن قائمة الذين غنّوا ومجدّوا وسطرّوا الأشعار والقصائد وكتبوا رسائل الماجستير والدكتوراه للطاغية المقبور , تجاوزوا الآلاف , ومعظمهم الآن في مواقع مرموقة في الدولة , بل أنّ الآلاف من ضباط أجهزة النظام السابق القمعية هم الآن في مواقع أمنية وسياسية رفيعة , فكونك قد غنيّت للطاغية , ليس بذات الأهمية كمن ينال الدكتوراه عن رسالته الموسومة ( الأهداف الاستراتيجية العربية لقادسية صدّام ) , ونحن يا سيد رافد حين نقول لا عتب عليك , لا لأنّك لا تستحق هذا المكان فحسب , بل أنّ وجودك اصلا في هذا المكان هو نقطة سوداء في جبين رئيس الوزراء وعار ما بعده عار على حزب الدعوّة الإسلامية .
فالصدمة يا سيد رافد جبوري ليست بهذا الفيديو الذي ظهرت تغني به للطاغية صدّام , بل الصدمة الأكبر كانت يوم صدر قرار رئيس الوزراء بتعيينك أنت وسعد الحديثي , متحدثين بأسم مكتب رئيس الوزراء , وحينها كنّا نتسائل هل جنّ العبادي ؟ وهل يعقل هذا ؟ هل يعقل أنّ بعثيا سابقا ومن أقرب المقربين للمجرم الهارب طارق الهاشمي والصحفي المتعاطف جدا مع الحراك الشعبي السنّي يتبوؤن هذه المناصب المهمة والخطيرة ويصبحون متحدثين بأسم رئيس الوزراء ؟ , ما الذي سيقوله رئيس الوزراء لضحايا النظام البعثي بعد هذه الفضيحة ؟ هل سيعتذر للشعب العراقي ولشهداء حزب الدعوة ويقوم بتصحيح خطأه ؟ أم ستأخذه العزّة بالإثم ويعتبر هذا التعيين جزء من سياسة الحكومة الجديدة القائمة على أساس المقبولية ؟ لكنّ السؤال الأكبر والأخطر هو من يقف وراء هذه التعيينات المشبوهة ؟ وما هو راي قيادة حزب الدعوّة الإسلامية بهذه التعيينات المخجلة والمؤلمة بذات الوقت ؟ وهل ستضمن هذه القيادة أنّ السيد حيدر العبادي لم يقدم على تعيين ظافر العاني ناطقا رسميا باسم حزب الدعوّة فيما لو تمّ انتخابه أمينا للحزب بدلا من نوري المالكي ؟ .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=60633
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 04 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19