قد يكون الموضوع شبه محال من الناحية العسكرية بسبب الفارق في طبيعة وقوة التسلح ولكن الحياة لا تعتمد في كل جوانبها على الجانب العسكري فقط لان هناك دور هام وقوي وهو الجانب السياسي وهو سلاح فاعل في مثل هكذا مواضيع فكثير من القضايا يمكن ان تحل وبعكس المتوقع اذا ما تم استخدام الحنكة السياسية فيه , وكذلك فأن المصالح المشتركة كذلك سلاح حاد وفاعل  ويبقى السؤال هل سترضخ امريكا لتأثير السياسة الصدرية في هذا الموضوع ام انها سوف يكون لها حديث اخر .
ان السياسة والمصالح المشتركة سوف تكون وسيلة الضغط الرئيسية التي سيمارسها التيار الصدري على باقي الكتل السياسية العراقية من اجل التصويت على رحيل القوات الامريكية والبقاء على مواقفها القديمة التي قادت الى توقيع الاتفاقية التي ستكون موجب الرحيل الامريكي الوشيك هذا الحديث هو جانب واحد من معادلة سياسية  ويبقى الحديث للطرف الثاني من تلك المعادلة وهو العلاقة بين امريكا نفسها مع الكتل السياسية العراقية ومصالح تلك الكتل معها ففي المرحلة السابقة كانت نفس القوى والكتل هي الداعية الى الرحيل الامريكي وهل يكن ان يكون هناك ارتباط مصلحية بين الطرفين غير تلك المواقف وهل ستجازف تلك الكتل بفتح جبهة صراع داخلي من اجل ابقاء القوات الامريكي وخاصة وان موقف التيار الصدري وزعيمه واضح وصريح وحتى لغة التهديد التي حملها خطابه واضحة من مواقف الكتل والسياسيون المؤيدون للبقاء الامريكي  المحتل .
الموقف الامريكي اليوم مثل موقف الولد الخجول الراغب بالشيء ولكنه لا يبوح به وانما هو في داخله راغب جدا له وينتظر ان توجه له دعوة ليقوم بما يود القيام به وتتمنى ان تبادر احدى الكتل السياسية بإعلان موقف رسمي برغبة البقاء كي تجعله مبررا وذريعة للبقاء وبحجة انه طلب من قوة سياسية وبالتأكيد فأن امريكا سترد هذا الجميل ان عاجلا او آجلا والرغبة بالبقاء لأسباب عدة فمنها انه ومنذ زمن بعيد تفكر بجعل الشرق الاوسط محطة كبرى وقاعدة مركزية للسيطرة على العالم بأسره وهو حلم وكذلك اليوم الاوضاع في اعالم العربي والتغييرات السياسة فيها والمصالح الامريكية في تلك الدول والدول المجاورة لها كذلك قد يجعل التأثير الامريكي اقوى واكبر من تأثير التيار الصدري وزعيمه وبالتالي فان الصراع سيكون عراقيا – عراقيا وتبقى امريكا المتفرج والمستفيد منه  ونقول العاقبة للمتقين .