• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العشائر العراقية والخطر الكبير. .
                          • الكاتب : باقر العراقي .

العشائر العراقية والخطر الكبير.

 لسنا في قبائل اليمن أو قبائل السودان، أو إفريقيا، أو عالم  القرون الوسطى، حينما نسمع صراعا دمويا عشائريا أو قبليا، ومقتل العشرات في معركة عشائرية في جنوب العراق، تستخدم فيها الأسلحة المتوسطة وربما الثقيلة أيضا.
عشائر العراق نزحت منذ مئات السنين من جزيرة العرب ومن اليمن، واستقرت في أرض السواد وأرض الرافدين، لتلتقي مع ما تبقى من قبائل تعود أصولها للحضارة السومرية كالمعدان، أو أصول كردية وأشورية في الشمال أو بابلية في الوسط.
تمازجت فيما بينها وتزاوجت، واختلطت اختلاط الدبس بالزيت أو كما يطلق عليه عراقيا <دهن ودبس>، فكونت هذا الطعم والمذاق الطيب والأصيل، بطيبة الأرض العراقية، بشجرها وبشرها وحجرها، ونقاوة ماءها،ولون سماءها، لتختلط الرايات فيما بينها مناطقياً، وتلتقي عند حاجة الوطن، كما حصل في ثورة العشرين، حينما هبت العشائر من كل حدب وصوب.
برغم الظروف القاهرة وسنوات القحط السياسي والاقتصادي، وقرون الاحتلال العثماني المظلم، وما تلاه من ويلات، لم تفقد العشائر تقاليدها الأصيلة وفلكلورها الشعبي، وظلت تحكم المجتمع، وان كانت بعيدة عن السياسة، بشيوخها الإجلاء وأخيارها الشرفاء، وحكماءها وقضاتها أو ما يسمى " الفريظة".
لم تنسى فراظتها، ولم تبتعد عن كرمها، ولم تنزع غيرتها، إلا أنه يراد لها ذلك كما يبدو، فإعادة العشائرية في تسعينات القرن الماضي، بعد أن قمعت سابقا، وتقريب من ليس أهلا للرياسة، يقع ضمن مخطط للإطاحة بأصالة المجتمع العراقي، وتحقق الكثير منه فعلا.
استبشرنا خيرا لكن الأمر لم يستقم بعد 2003، وذلك لاستخدام العشائر في الوصول إلى السلطة، لتعود نفس اللعبة القذرة السابقة، وتُعطى الهبات والرواتب، لا لشيء سوى لشراء الذمم، والنيل من كرامة العشائر وأصالتها.
لسنا مع  إقحام العشائر في كل شيء، ولسنا في أبعادها نهائيا عن المشهد المجتمعي، بل هي تشكيلات اجتماعية، خلقت على سجيتها وطبيعتها، في تعاضد أبناءها وفي حبهم لأرضهم وبلدهم، نريد لها الاستمرار وكما هي.
 لكن هناك خطر كبير عليها من هذه الأفعال السلبية، والأعمال الرديئة التي تلصق بمنظومة العشائر، لتكون مأوى لكل رذيلة وكل قبيح لا سامح الله.
للمرجعية الرشيدة رأي واضح في ذلك، وبعض القادة السياسيين استشعروا عظم المسؤولية، ودقوا ناقوس الخطر، وأعربوا عن استعدادهم للتدخل لإيجاد حلول من شأنها إعادة اللحمة للعشائر الكريمة، لتعود لمكانتها الطبيعية، وتبعد الآثار السلبية التي ألحقت بها مؤخرا.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=59994
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 04 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18