• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إمْرَأً مَاتَ أَسَفاً .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

إمْرَأً مَاتَ أَسَفاً

   كان ذلك في خلافة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، عندما كان جندُ الطّاغية معاوية بن هند آكلة الأكباد، لعنهُ الله، يشنّون الغارات المسلحة على أطراف دولة الامام، خاصة في الأنبار، فخطب قائلاً؛
   وَهذَا أَخُو غَامِد قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ الاَْنْبَارَ، وَقَدْ قَتَلَ حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ البَكْرِيَّ، وَأَزَالَ خَيْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا، وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ، وَالاُْخْرَى المُعَاهَدَةِ، فيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَقُلْبَهَا وَقَلاَئِدَهَا، وَرِعَاثَهَا، ما تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلاَّ بِالاسْتِرْجَاعِ وَالاِسْتِرْحَامِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ، مَا نَالَ رَجُلاً مِنْهُمْ كَلْمٌ، وَلاَ أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ، فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِن بَعْدِ هَذا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً، بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً.
   فَيَا عَجَباً! عَجَباًـ وَاللهِ ـ يُمِيتُ القَلْبَ وَيَجْلِبُ الهَمَّ مِن اجْتَِماعِ هؤُلاَءِ القَوْمِ عَلَى بَاطِلِهمْ، وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ! فَقُبْحاً لَكُمْ!.
   ويتكرّر المشهد مرّة اخرى ولكن بطريق اخرى، فأبناء القوم، الارهابيون، يشنّون علينا اليوم غاراتهم الإعلامية ويغزونا باكاذيبهم ودعاياتهم السوداء، ونحن نتنافس على نشرها بكلّ الطرق من دون تريّث او انتباه او تمنّع كالمستسلم للموت، لا يعي ولا يفهم ولا هم يحزنون.
   ولو انّ امير المؤمنين (ع) بُعِثَ اليوم من جديد واطّلع على حالنا لما زاد على هذا الخطاب شيئا، ولخَتمهُ بنفس العبارة؛ { فَقُبْحاً لَكُمْ}!.
   انّ قوّاتنا المسلحة البطلة ومعها الحشد الشعبي المجاهد المخلص، يضحّون بالغالي والنّفيس لحماية الدين والوطن والعِرض والنّاموس والاخلاق وكل شيء، ونحن مشغولون بنشر اكاذيب الارهابيين وفبركاتهم، وكأنّنا نعيش في عالمٍ آخر، لا نهتم بمعنويّات المجاهدين ولا نعير دماءهم ايّة حرمة او قيمة، لماذا؟!.
   الا نعلم انّ الدعاية السوداء هي جزءٌ لا يتجزأ من الحرب النفسيّة التي يشنها الارهابيون ضدنا؟ الا نعلم بان خبراً كاذباً يمكن ان يحطّم معنويات المقاتلين ويدمر نفسيّاتهم أضعاف ما تخلفّه عملية تفجير سيّارة مفخّخة يفجّرها الارهابيون في سوق مزدحمةٍ او مسجدٍ او مدرسةٍ؟ الا نعلم بانّ المقاتل في سبيل الله تعالى يُقاتل العدو بمعنويّاته وايمانه وروحيّته العالية قبل ان يقاتل بسلاحه؟ الا نعلم بانّ السلاح المعنوي في المعركة اهم واخطر من السلاح المادّي؟ فلماذا، اذن، نتسابق على نشر الاكاذيب والدعايات الإرهابية بلاأُيالية عجيبة وغريبة؟!.
   دعوني هنا اتحدّثَ بصراحة؛
   فان من يتسابق على نشر الاكاذيب والدعايات الإرهابية هم (الشيعة) فقط، فانا شخصيا لم استلم لحدّ الان كذبة لا من (سنّي) ولا من (مسيحي) ولا من (كردي) ولا من (تركماني) ولا من (ايزيدي) او (شبكي) فكلّ ما يصلني من اكاذيب وخزعبلات وفبركات هي من (الشيعة) حصراً، يمرّرها لهم الارهابيون بأسماء ومسميات وعناوين يسيل لها اللّعاب وتُدغدغ العواطف.
   هذا يعني أنهم المستهدفون بهذه الدعاية السوداء حصراً واولاً واخيراً والتي يصنعها الارهابيون ويمرّرونها لهم ليتسابقوا على نشرها معتمدين على بساطتهم في التفكير وسذاجتهم في فهم الامور، وكذلك معتمدين على تفرقهم وتشتتهم.
   مساكين انتم أيها (الشيعة) لا ادري متى ستتعلمون من التجربة؟ كم من الوقت والزمن تحتاجون لتعلمكم التجربة فَنِّ الحياة؟!.
   الى متى تبقون الظّهر المركوب والضّرع المحلوب لهؤلاء الارهابيّين الذين اثبتوا فناً منقطع النّظير في توظيف ضحاياهم لنشر أكاذيبهم!.
   رحمةً بعقولكم أيها البسطاء! لا تنشروا الاكاذيب، فليس فخراً ان تسبق الاخرين في نشر كل ما يصلك، انّما الفخر كلّ الفخر في ان توقف الاكاذيب عندك لتمنع من نشرها، ففي ذلك ثوابٌ عظيمٌ لو كنّا نعلم.
   ٢٤ آذار ٢٠١٥
                     للتواصل:
E-mail: nhaidar@hotmail. com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=59592
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20