• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : القدس مدينة لكل الاديان والطوائف .
                          • الكاتب : صادق غانم الاسدي .

القدس مدينة لكل الاديان والطوائف

في التاريخ الكثير من العبر تستفاد منها الشعوب لبناء حاضرها واستخلاص النتائج من ماضيها واطلق على مفهوم التاريخ هو مدرسة تتعلم فيها الامم كيف تسلك طريقها المستقبلي بأفضل النتائج واقل الخسران ,وللاماكن المقدسة في التاريخ لها خصوصية في قلوب كل البشر لما تشكله من عاطفة قلبية, فيعمد المشرفين عليها باأستمرار للعمل على صيانتها وتطورها وتحت رعاية الحكومات الداعمة الاولى وتخصيص مبالغ من خزينتها لصيانة وديمومة جوانب معالمها خوفا" من الاندثار وتلاشي اثرها بمرور الزمن وباعتبارها ارث روحي وثقافي وديني يساعد الدولة من حيث اقتصادها وارتفاع مدخولاتها وهذا ماتعمد اليه الدول صاحبة الارث الديني والحضاري اليوم, ولاتختلف الشعوب فيما بينها من حيث تطوير المواقع السياحية والدينية لجعلها حاضرة مشرقة تتبلور فيها ذكريات الماضي والمستقبل المضيء,وبما ان مدينة القدس لها وقع من حيث قدسيتها وكثرة الاثار الدينية بل انها كانت قبلة المسلمين الاولى ومنها ايضا" أسر الرسول اليها عن طريق الدابة التي اطلق عليها البراق الذي ركبها الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم ليلة المعراج مع اختلاف النظرة الدينية بين اليهود والمسلمين على البراق فيعتبرن المسلمين ايضا" البراق هو الحائط الملاصق لجدار الحرم الشريف بينما يعتبرونه اليهود هذا من بقايا هيكل سليمان , كما يوجد ايضا" اثار فيها ومعالم للسيد المسيح عليه السلام ولايخفى على الجميع انها  تشكل خصوصية عالمية تتصارع عليها كل الديانات للنيل من بركتها وقدسيتها ,ولايمكن اختزالها لديانه واحدة او طائفة  كما تفعله اليوم الدولة العبرية دون غيرها بفرض رأيها وشروطها على العالم العربي اولا" ثم تجاهل جميع المقترحات الامريكية بخصوص وقف المستوطنات لوضع القضية الفلسطينية على طاولة المفاوضات ووقف نزيف الدم العربي والعالمي وفتح صفحة جديدة من العلاقات وابعاد  منطقة الشرق الاوسط من ويلات الحروب والكوارث لكي يتمتع اهلها بخيراتها ويتعايش الجميع بأمان وممارسة طقوسهم دون خوف او تقييد كما يحصل في القدس اثناء صلاة الجمعة باستمرار , وبما ان تشكيل  مدينة القدس اثار مشتركة وصرح ديني لكافة ديانات العالم,مما يوجب ان تضع في سياسة هيئة الامم الممتحدة برنامج موحد يساهم بأرضاء جميع الاطراف ذات العلاقة والتعايش ضمن مدينة القدس وحل هذه القضية تحت مضلة الهيئة وتسلم هذه المدينة العريقة باثارها وحضارتها على اساس نسبها السكانية الى اصحابها الحقيقين والورثة الشرعين عبر التاريخ , مع الاخذ بنظر الاعتبار لاغلبية الاثار الدينية لمكون واحد قد  تناله المسؤولية من حيث التنظيم والادارة , ولايبخس حق الاخر في صيانة معالمه الاخرى بنفس المسؤولية وهكذا تتحقق العدالة  مع الاشارة لدعوة جميع المكونات السكانية ولمختلف الطوائف الاخرى من كافة انحاء العالم لزيارة الاثار الدينية وعدم الممانعة , فالقدس هي مدينة لها خصوصية ويشترك العالم في الصراع عليها وسيبقى هذا الصراع حتى تقرره الدول الكبرى والمقاومة السلمية والثقافية ذات الحجج التاريخية ولايسمح للعنف والتفجير واستخدام اساليب القمع لمنع زيارتها وممارسة الطقوس داخلها, فالقدس مدينة السلام ومدينة الاسلام ومدينة المسيح واليهود وجميع الديانات صاحبة الارث الديني ,




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=5959
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 05 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20