• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : أخلاق الحرب .
                          • الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي .

أخلاق الحرب

 
قد يتصور القارئ الكريم باني سأتحدث عن أخلاق المقاتلين في الحرب فلا تمثيل بقتيل ولا إجهاز على جريح ولا اعتداء على النساء أو الأطفال ولا قطع لشجرة ولا انتهاك لحرمة ، كلا فذلك خلق المقاتلين وقد بات معلوما لهم وهم  به عاملون  إن شاء الله بعد وصايا مراجعهم وقادتهم باستثناء حالات نادرة ولا تكاد تذكر .  ولكن حديثنا عن أخلاق من لا يشارك في الحرب وإخوته وصحبه هناك . أخلاق من يراقب الحرب ويتابع أخبارها ، أخلاق من يشيع ضحايا الحرب أو يشارك في مآتمهم ، أخلاق من تمر عليه أوراق جريح منهم أو مفقود أو شهيد . أن تجود بمالك أو وقتك أو جهدك أو علمك خُلُق ولكن من يجود بنفسه فذاك أعظم الخُلُق بل يطرق  الخلوق خجلا من جوده . فكما للعسكريين في الجبهات  أخلاق يتحلون  بها في القتال فللمدنيين في داخل المدن أخلاق في وقت الحرب . فالطالب مطلوب منه التحضير والاهتمام بدرسه ولكن أخلاق الحرب  تحتم عليه ان يجد أكثر . والموظف يتقاضى أجرا أو مرتبا لقاء عمله الوظيفي وعليه أن يؤديه كما هو مقرر ولكنه حين يستقبل جنازة شهيد فقد روحه دفاعا عنه وعن عائلته  فيقيناً انه يخجل حين يبقى أداءه كما هو فمن الخُلُق ان يعطي من وقته وجهده وإبداعه أكثر في زمن الحرب ، ومثلهم الكاتب والفنان والإعلامي وكل المدنيين  . نحن في أمس الحاجة الى إدارة حرب ، عزيمة حرب ، وظيفة حرب  ، لا كلل ولا ملل ولا تواني ولا كسل ، لكي نواسي اولئك الأبطال في الجبهات ، وذلك هو الخلق الرفيع للحرب . السوء كله سوء ولكنه أسوأ في زمن الحرب . الحرب ظرف مشدد لكل جناية او جنحة في الحروب . هذه معركة قد تطول لم نخترها ولم نردها ولم نبدأها ، قدمت الحكومة الكثير من الـتنازلات كي تمنعها أو توقفها أو تقلل من ضراوتها ، حتى غدى البعض يصفها (بالانبطاحية) ، أبدِلوا المالكي فأبدلناه ، أشرِكوا علاوي فأشركناه ، تناسوا البعث فتناسيناه كل ذلك لم ينفع . عدونا فيها شرس وقح ، ظلامي  تكفيري ، بربري همجي ، فلا ينبغي الاستهانة بهكذا حرب ، ظهر المقاتل جبهته الداخلية وأي تقصير في حماية ظهور المقاتلين خيانة تستحق أقسى العقوبات . لسنا مع عسكرة الحياة ولكننا مع خُلُق المواساة للمقاتلين والمجاهدين وإنصاف الشهداء والجرحى بالعمل المثابر والجهد المتواصل والعفة والنزاهة والإبداع والبراعة إنه خُلُق المدنيين في  الحرب .

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=59274
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20