• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إِعْلامُ الأقْوِياءِ .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

إِعْلامُ الأقْوِياءِ

  شيئاً فشيئاً بَدأَ الاعلامُ العالمي يميلُ بأخبارهِ وتقاريرهِ لصالح الإنجازات العظيمة والنّجاحات الباهرة التي تحقّقها القوّات المسلّحة العراقيّة في مختلف جبهات الحرب على الارهاب مدعومةً بالحشد الشعبي البطل والُمثابر بالاضافة الى قوات البيشمرگة المضحّية.
   فخلال الامس واليوم نشرت ثلاث من ابرز وسائل الاعلام العالمي الا وهي محطة (سي ان ان) و (بي بي سي) وصحيفة (نيويورك تايمز) تقارير من ساحات القتال تصبُّ كلّها لصالح إنجازات المجاهدين والمقاتلين الأبطال.
   وهي التفاتةٌ مهمةٌ من الحكومة، فسحت المجال وهيّأت الظروف لحضور الاعلام العالمي في جبهات القتال، لينقل الحقائق فيُلقم الاعلام الطائفي حجراً!.
   ولعلّ من أروعِ ما قرأتهُ من عناوين تقارير في اليومين الاخيرين، هو عنوان (سي ان ان) الذي قالت فيه (انّهم يكسِبون العقولَ والقلوبَ) وتقصد بهم المقاتلين.
   ولعلّ هذا الامر هو سرّ النّصر الذي يتحقّق اليوم في مختلف جبهات الحرب على الارهاب، وهو جوهر ما ارادتهُ المرجعية الدينيّة العليا عندما وجّهت تعليماتها الى المجاهدين، والتي رسمت فيها حدود الله تعالى واخلاقيات الحرب في الاسلام على ضوء مدرسة اهل البيت عليهم السلام، فكسْب العقول والقلوب هو أخطرُ سلاحٍ يواجهُ فيه أهلُ الحقِّ أَهْلَ الباطل، فبمقدار ما يكسب أَهْلَ الحقّ قلوب الناس وعقولهم  بنفس المقدار يخسر اهل الباطل من قلوب وعقول الناس.
   انّهُ السّلاح الذي يحقّق النّصر المستقر، وهو من نعم الله تعالى على عباده المؤمنين، والذي أشار اليه الامام علي بن الحسين السجاد زين العابدين (ع) في خطبته في مجلس الطاغية يزيد بالشّام بقوله {أيّها النّاس، أُعطينا ستاً وفُضّلنا بسبعٍ؛... والمحبة في قلوب المؤمنين}.
   وبذلك يَكُونُ أهل الحقّ قد بدأوا يحقّقون النّصر الحقيقي، النّصر المُستقر، وجوهر الهدف الّذي من اجله يضحّون بالغالي والنفيس في سبيل الله والوطن.
   انّ ما يُحقّقه المقاتل، اي مقاتل، في ساحة المعركة لا معنى له اذا لم تُلامس آثاره قلوب الناس وعقولهم، فلقد حقق الامويّون (نصرًا) ميدانياً في كربلاء في يوم عاشوراء على السبط الشّهيد الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام وأهل بيته واصحابه الميامين المنتجبين، ولكن؛ لمنْ كانت الغلبة في نهاية المطاف؟ ولماذا؟ لانّ الباطل ربح المعركة وخسر قلوب وعقول الناس، امّا الحق فقد خسر المعركة الا انه ربح عقول وقلوب الناس، ولذلك خلُد فعل الحقّ وظلّت اللّعنة تلاحق (نصر) الباطل الى يَوْمِ يُبعثون، وصدقت مولاتنا عقيلة الهاشميين زينب بنت علي عليهما السلام عندما خاطبت الطليق ابن الطليق الطاغية يزيد بن معاوية بقولها {فكِدْ كَيدَكْ واسعَ سَعيكْ وناصِبْ جَهْدكْ، فوالله لا تمحو ذكرَنا} لانهّا كانت ترى النصر الحقيقي يستقرّ في عقولِ الناس وقلوبهم، وان كان مؤجلاً، ولم يتقصر نظرها عماً وقع في ساحة المعركة فحسبْ، فذلك أمرٌ اني، امّا التربع في قلوب الناس وعقولهم فهو أمرٌ يستمرُّ مادامتِ السّماوات والأرضين.
   انّ ما يُنجزُه المقاتلون في طول جبهات الحرب على الارهاب هو نصرٌ مستقرٌّ هذه المرّة لانّه وجد طريقهُ الى عقول الناس وقلوبهم، ولذلك سيباركُهُ الله تعالى لأنّ منبعهُ الصّدق مع الله والمرجعية الدينية العليا والنّفسُ، وانّ الإنجازَ الذي ينبعُ من الصّدق يَكُونُ مسدداً بالغيبِ كما أشار الى ذلك امير المؤمنين عليه السلام متحدثاً عن سرّ النّصر الإلهي {

وَلَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله) نَقْتُلُ آبَاءَنا وَأَبْنَاءَنَا وَإخْوَانَنا وَأَعْمَامَنَا، مَا يَزِيدُنَا ذلِكَ إلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً، وَمُضِيّاً عَلَى اللَّقَمِ، وَصَبْراً عَلى مَضَضِ الاْلَمِ، وَجِدّاً عَلى جِهَادِ الْعَدُوِّ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا وَالاْخَرُ مِنْ عَدُوِّنا يَتَصَاوَلاَنِ تَصَاوُلَ الْفَحْلَيْنِ، يَتَخَالَسَانِ أَنْفُسَهُمَا، أيُّهُمَا يَسْقِي صَاحِبَهُ كَأْسَ المَنُونِ، فَمَرَّةً لَنَا مِنْ عَدُوِّنَا، ومَرَّةً لِعَدُوِّنا مِنَّا، فَلَمَّا رَأَى اللهُ صِدْقَنَا أَنْزَلَ بِعَدُوِّنَا الْكَبْتَ، وَأَنْزَلَ عَلَيْنَا النَّصرَ، حَتَّى اسْتَقَرَّ الاِْسْلاَمُ مُلْقِياً جِرَانَهُ وَمُتَبَوِّئاً أَوْطَانَهُ}.
   انّ اندكاكَ المقاتلين بمنهجِ المرجعيّة الدينيّة العُليا والتزامهم بوصاياها وذوبانهم بتوجيهاتها هو سرُّ النّجاحات والانجازات الطّاهرة التي تتحقّقِ اليوم والتي خلت بحمد الله من ايّ تجاوزٍ شرعيّ وحقوقيّ ومن ايّ نوع كان، الانتصارات التي فرضت نفسها على الاعلام العالمي لينقلَ الصّورة الصحيحة والسليمة لكل هذه الإنجازات، كما هي، واذا ما حصلَ، صُدفةً، ايّ خرقٍ او تجاوزٍ للحدود فهو لا يعدو أنْ يكونَ حالةً شاذّة ًبسبب ردّة فعلٍ آنيّة لا تمتُّ الى النّهجِ بصلةٍ، يستهجنُها الجميع ولا يقبل بها حتى صاحبها، وهذا ما تذكّر به وتشيرُ اليه وتنبّهُ عليه المرجعية الدينية العليا في كلّ خُطبةِ جُمُعة بالصحن الحسيني الشريف، فضلا عن القيادات الميدانية وزعامات الحشد الشّعبي، بالاضافة الى توجيهات وأوامر شخص القائد العام للقوّات المسلّحة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، والتي يكرّرها في كلّ مناسبة، كما ورد ذلك على لسانهِ في خطابة الاخير في الجامعة التكنلوجيّة في العاصمة بغداد.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=59152
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19