• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : داعش نتاج مشترك لعلماء السوء والإعلام الطائفي .
                          • الكاتب : جمال كامل .

داعش نتاج مشترك لعلماء السوء والإعلام الطائفي

 افاد تقرير لاتحاد إذاعات الدول العربية، بأن عدد القنوات الفضائية التي تتولى بثها، أو إعادة بثها، هيئات عربية عامة وخاصة بلغ 1394 قناة، في حين كانت لا تتعدى العشرين أو الثلاثين قناة في مطلع التسعينيات من القرن الماضي ، واغلب شعارات هذه القنوات هي "الحقيقة" وان "تعرف اكثر" و "الراي والراي الاخر" والى ماشاء الله من الشعارات التي محورها الانسان والحقيقة.

الى جانب هذا الكم الهائل من القنوات الفضائية ، هناك كم هائل من رجال دين يعدون بمئات الالاف ، وخاصة اولئك الذين يتخرجون من مدارس وجامعات السعودية ، كل واحد منهم يدعي انه داعية ويمتلك ناصية الحقيقة ، ولا يمر يوم الا ويفتي بكل ما يمس حياة الانسان من صغيرة وكبيرة.

كان من المتوقع ان يفضي المشهد العربي هذا ، المتخم بالفضائيات ، التي من مسؤوليتها ان "تترصد الحقيقة" ، و تجعل تنوير الانسان غاية قصوها لها ، الى حياة  هانئة وهادئة يعيشها العرب ، الا ان مثل هذا التوقع لم يحصل ، فواقع العرب ليس كذلك ، بل هو على العكس تماما، وانحدر حالهم الى مستويات مأساوية بسبب اداء علماء السوء ، واداء الاعلام الطائفي ، وهو ما افسد على الناس حياتهم.

للاسف الشديد وبدلا من يكون علماء الدين نبراسا للانسان يهديه سواء السبيل ، اصبح علماء السوء كارثة تحل بالشعوب العربية ، الى الحد الذي اصبحت الفتاوى التي تصدر عن هؤلاء المحسوبين على العلماء ، من اهم اسباب ظهور الزمر التكفيرية والارهاب في البلدان العربية ، حتى وصل الامر بالمحافل الدولية للتحذير من هؤلاء والتاكيد على ضرورة اسكاتهم ، من اجل تجنيب المجتمعات العربية الارهاب والتكفير ، ومن اكثر البلدان العربية تصديرا لعلماء السوء وفتاوى التكفير والارهاب والعنف والتطرف ، هي السعودية ، الى الحد الذي اثارت حتى حفيظة حلفائها من الامريكيين والغربيين ، الذي اخذوا يحذرون السعودية من مخاطر الفكر الوهابي وعلماء السوء الذين يحملون هذا الفكر ويروجونه بين الناس.

كان من الممكن ان يكون الفكر الوهابي ودور علماء الوهابية اقل خطرا في حال لم ينتشر بالشكل الذي ينتشر به الان ، بسبب وجود مئات الفضائيات التي يتم من خلالها نشر هذا الفكر كالفيروس ، رغم ادعاء هذه الفضائيات انها تعمل من اجل الحقيقة وخدمة الانسان العربي.

الدور المخرب للاعلام العربي لا يقتصر على الفضائيات الدينية ، وما تبثه من سموم وفتن على انها دين ، والدين منها براء ، بل الاخطر هي الفضائيات التي تدعي انها خبرية ، بينما هي من اكبر مروجي الفتن الطائفية ، وتستهدف النسيج المجتمعي العربي ،كما هو حال قناتي "العربية " السعودية و "الجزيرة" القطرية ، فالاولى معروفة للقاصي والداني على انها رمز للنفاق والانحطاط والانبطاح ، وحالها معروف منذ تاسيسها ، الا ان الثانية ، فهي اكثر خطرا من الاولى ، لانها نجحت في وقت من الاوقات ان تتسلل الى عقل الانسان العربي وبشكل خبيث جدا ، الا انها وبعد ما عرف بالربيع العربي ، ازاحت عن وجهها المسوح الذي اختفت وراءه كل تلك الفترة ، فظهر وجهها الطائفي التخريبي القبيح ، حيث تحولت الى معول لهدم المجتمعات العربية ، تحت ذريعة نشر الحرية والديمقراطية ، بينما هي ممولة من اكثر الانظمة تخلفا ورجعية في العالم.

وخلال مرحلة التسعينيات من القرن المنصرم ، عندما كانت "الجزيرة" تستحوذ على الفضاء الاعلامي ، نجحت في تسويق وجوه على انها اعلامية ، مثل المهرج فيصل القاسم ، وزميله الامي محمد كريشان ، والحاقد احمد زيدان ومن لف لفهم ، وجميعهم مرضى طائفيين وعبيد للدولار ، حيث حولهم القطريون الى كُتاب ينفثون سمومهم في عقول الشباب العربي الى جانب علماء السوء من الوهابية ، وكأن قناة" الجزيرة" لم تعد تسع سمومهم ، فاختاروا صفحات المواقع الالكترونية ، مستغلين الهالة الاعلامية الصفراء التي احاطتهم بها "الجزيرة" في عصرها الذهبي ، ولكن من حسن الحظ انهم اختاروا الكتابة ليقف الانسان العربي المثقف ، وهم قلة للاسف ، على جهلهم وطائفيتهم وارتزاقهم.

ان من شارك في احراق سوريا وتدمير العراق وتمزيق ليبيا ، ومحاولة تكرار هذا السيناريو الخبيث في لبنان واليمن وتونس والجزائر، هم علماء السوء والاعلام الطائفي ، فعلماء السوء يحببون القتل والعنف والتطرف للشباب ويعتبرونه من اصل الدين ، والاعلام العربي ، وخاصة السعودي والقطري ، يسوق الزمر التكفيرية من امثال "داعش" على انهم "ثوار" و " معارضة".

لولا علماء السوء و الاعلام العربي الطائفي ، لما كان ل"داعش" وجود في المجتمعات العربية ، ولما اندلعت وطالت كل هذه الحروب والفتن ، وهذه حقيقة لم تعد خافية على احد ، فقد وصل الامر بالحكومات العربية الى تتهم بعضها البعض بانها وراء كل هذا الدمار والخراب الذي حل بالمجتمعات العربية ، وحصة قطر والسعودية من هذه التهم هي حصة الاسد.

ان على المجتمع الدولي ، اذا ما اراد ان يقف في وجه الارهاب في المنطقة والعالم ، فان انجع واسرع طريقة الى ذلك هو اسكات علماء السوء ، واغلاق قنوات الفتنة من امثال "الجزيرة" التي تحولت الى منبر ل"داعش" و "القاعدة" وكل الزمر التكفيرية ، والى بوق لنشر الفتن الطائفية في العالم العربي ، وان مثل هذا الموقف يتطلب ان تغض الدول الكبرى ، الطرف عن المصالح المادية التي ، كانت سببا رئيسا ، في تمادي الانظمة الخليجية الرجعية وفي مقدمتها السعودية وقطر ، فمثل هذه المصالح مهما كانت كبيرة ، الا انها سترتد كوارث على المجتمعات الغربية ذاتها ، ولن تكون هذه الكوارث محصورة في العالم العربي ، بل ستفيض وتغرق الاخرين ايضا  عندها ستتضاءل المصالح المادية امام ضخامة الخسائر الناتجة عن السكوت ازاء تصرفات هذا الوليد المشوه لعلماء السوء والاعلام الطائفي.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=59132
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28