• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : “داعش” يفجر مدرج مطار الموصل ويفخخ جسورها .

“داعش” يفجر مدرج مطار الموصل ويفخخ جسورها

بعد يوم من تحطيم تنظيم “داعش” لكنوز متحف الموصل من الاثار والمقتنيات الحضارية، فقد كشف مصدر محلي في المحافظة الجمعة أن عناصر التنظيم فجروا مدرج مطار الموصل الدولي وقاموا بتفخيخ عدد من الجسور الرئيسة في المدينة، تمهيداً لتفجيرها، بهدف فصل ساحلي الموصل، الأيمن من نهر دجلة الذي يمر بالمدينة عن الأيسر ،عند بدء أي هجوم عليها لانتزاعها من سيطرته المستمرة منذ 9 أشهر.

وقال المصدر إن “عناصر تنظيم داعش أقدموا على تفجير مدرج مطار الموصل الدولي وسط المدينة، بعد أن قاموا بتفخيخه بعدد كبير من العبوات الناسفة”. وأشار إلى أنّهم قاموا ايضا بوضع عبوات ناسفة وصهاريج مفخخة تحت الجسور الرئيسة وسط الموصل تمهيداً لتفجيرها، وذلك بهدف عزل مناطقها عن بعضها الاخر، وبالخصوص فصل الساحل الأيمن للمدينة عن الأيسر في حال قامت القوات الأمنية بالهجوم على المدينة لطرده منها، كما نقلت عنه وكالة السومرية نيوز.

كما فجر عناصر “داعش” مرقد الشيخ محمود شمال الموصل ، وهدم مسجد الخضر بشارع الكورنيش وسط المدينة، وامروا أئمة مساجد المدينة والقائمين عليها بإزالة المنحوتات والعبارات التي تحتوي على اسم النبي محمد.

وإضافة إلى ذلك، فقد اقدم التنظيم على هدم أجزاء كبيرة من بوابة نركال التأريخية شرق الموصل، وآثار وصروح تأريخية في ناحية النمرود جنوب المدينة. وأشار مصدر محلي إلى أنّ عناصر “داعش” اقدموا الليلة الماضية على تهديم أجزاء كبيرة من بوابة نركال التاريخية في الساحل الأيسر شرق مدينة الموصل، وكذلك هدم آثار وصروح تاريخية في ناحية النمرود جنوب الموصل.

ونشر تنظيم “داعش” أمس مقطع فيديو يظهر عناصره وهم يهشمون القطع الأثرية في متحف الموصل بالمطارق والحفارات اليدوية وتحطيم التماثيل الأثرية على سور نينوى الآشوري، وأبرزها الثور المجنح،  باستخدام الحفارات اليدوية بداعي أنها أصنام وثنية لا يجوز الإبقاء عليها.

يذكر أن مطار الموصل الدولي الذي يبعد خمسة كيلومترات عن مدينة الموصل (405 كم شمال بغداد) يعتبر ثالث أكبر مطارات العراق وتم تطويره بشكل يطابق المعايير الدولية للسلامة، وتم افتتاحه في عام 2008 بعد أن استخدمته القوات الأميركية قاعدة عسكرية منذ عام 2003.

العراق يدعو مجلس الامن لموقف حازم

وطالب وزير السياحة والآثار العراقي عادل فهد الشرشاب المجتمع الدولي ومجلس الامن بإتخاذ موقف حازم ضد تنظيم “داعش” بعد تحطيمه لآثار متحف الموصل.. وأشار إلى أنّه “بعد تمادي عصابات داعش الارهابية بإنتهاك الحرمات وقتلها للانسان ومحو تاريخه وموروثه في لحظة مؤلمة من تاريخ الانسانية، نطالب مجلس الامن والمجتمع الدولي بإتخاذ موقف حازم ضد عصابات داعش الارهابية يتناسب وجريمتهم الاخيرة في تحطيم آثار متحف الموصل وحرق المكتبات فيها”.

وأضاف الوزير في تصريح صحافي نشره موقع وزارته الالكتروني، واطلعت على نصه “إيلاف”، أن الآثار والمخطوطات التي حافظت عليها اجيال واجيال منذ الاف السنين اصبحت نهباً بيد هذه العصابات المتطرفة، واخذت تمعن في تخريبها نسفاً وحرقاً وتحطيماً، وعلى العالم اجمع ان يقف اليوم بقوة لإيقاف هذه الإبادة الثقافية للموروث الانساني قبل ان تجهز داعش على ما تبقى منه.

وشدد على أن جريمة “داعش”هذه تضاف إلى جرائمها المستمرة، وذلك بإقتحام متحف الموصل الحضاري وتحطيم آثاره وموجوداته، بعد ايام من حرق مئات الكتب والمخطوطات في تلك المدينة. وأهاب بالمجتمع الدولي “للإسراع بالقضاء على هذه العصابات الضالة ومحاصرة كل اشكال الدعم لها، والتطبيق الشديد والفعلي لقرار مجلس الامن الدولي الاخير ذي الرقم 2199″.

وأشار الوزير إلى أنّه “برغم الخسارة الكبيرة والحزن العميق الذي عمّ الاوساط الثقافية والعلمية في بلدنا، وكل بلدان العالم المتحضر، الذي تعاطف معنا الا أن وزارتنا عازمة على الاستمرار في رسالتها بإفتتاح متاحف جديدة في العراق، وكشف المزيد من الآثار واللقى التي ستزين متحف الموصل بعد تحريرها قريباً ان شاء الله، وسيكون ردنا بالعمل والبحث صانعين للحياة كما هو شأن بلاد الرافدين دائماً”.

وكان مسؤولون عراقيون واميركيون أشاروا الاسبوع الماضي إلى أنّ تحضيرات عسكرية تجري حاليًا لشن هجوم عسكري ضد تنظيم “داعش” في الموصل خلال شهرين لطرده منها، وانهاء سيطرته عليها المستمرة منذ العاشر من حزيران (يونيو) الماضي.

دعوات لعمل دولي يوقف تدمير حضارات العراق

واستمرارًا للغضب الدولي والمحلي لتدمير تنظيم “داعش” لآثار متحف الموصل، فقد اعتبر رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني الجمعة تدمير هذه الآثار مؤشراً على إرهابية التنظيم وخطره على تاريخ وحضارة العالم.

وشدد بارزاني في بيان صحافي، اطلعت “إيلاف” على نصه، على أن تدمير متحف الموصل وتحطيم الآثار، هي خسارة كبيرة للحضارة العالمية.. وقال “نؤمن بأن كل العالم يشاركنا أحزاننا في تدمير آثار الحضارة الميزبوتاميا، الآشورية، الكلدانية، والميدية، الحضارة الإسلامية، وهي خسارة كبيرة للميراث الإنساني”.

واكد بالقول “نؤيد ما جاء في موقف محافظ نينوى في مطالبة منظمة اليونسكو وكل دول الجوار بوقف تهريب القطع الأثرية التي كان قد سرقها تنظيم “داعش” قبل تدميره لمتحف الموصل، لأن تلك الآثار ثروة هامة للعراق والمنطقة”.

وقد طالبت منظمة اليونسكو من جهتها مجلس الأمن بعقد اجتماع طارئ لمناقشة قضية تدمير تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” لمتحف الموصل التاريخي، كما دعت السلطات العراقية الشرطة الدولية “الانتربول” إلى التدخل.

وقالت مديرة “يونيسكو” ايرينا بوكوفا في بيان الليلة الماضية إن “هذا الاعتداء هو اكثر بكثير من مأساة ثقافية.. هذا ايضا شأن امني يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق”. وأضافت “لهذا تواصلت مع رئيس مجلس الامن الدولي لأطلب منه عقد جلسة طارئة لمجلس الامن حول حماية الارث الثقافي العراقي كمكون اساسي من امن البلاد”.

وأشارت بوكوفا إلى أنّ بعض التماثيل التي دمرت تعود إلى مدينة الحضر التاريخية المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، والواقعة على مسافة 100 كلم جنوب غرب الموصل. واعتبرت ان عملية التدمير تخالف قرار مجلس الامن الرقم 2199 الصادر قبل نحو اسبوعين، والذي يهدف إلى تجفيف الموارد المالية للتنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق ومنها تهريب الآثار.

اما وزير السياحة والآثار العراقي عادل شرشاب فقد أشار إلى أنّ تدمير التنظيم لمتحف الموصل يعتبر من جرائم العصر الكبرى. وأضاف أنّ متحف الموصل الاثري يضم تاريخ أعرق الحضارات على وجه الارض.. موضحًا انه يتكون من ثلاث قاعات كبرى، فضلاً عن عدد من القاعات التي تخزن بها قطع الاثار صغيرة الحجم.

وشدد في تصريح صحافي، اطلعت على نصه “إيلاف”، على “أن ما حدث يعد خسارة كبيرة للانسانية وليس للعراق فقط “.. وأكد أن “وزارة السياحة سترفع تنسيقها مع الشرطة الدولية الانتربول ومنظمة اليونسكو لمنع تهريب أو تداول الاثار العراقية التي تتاجر بها عصابات داعش الارهابية عن طريق الموصل”.

 

متابعات : كتابات في الميزان




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=58437
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28