• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دولة رئيس الوزراء النوايا الطيبة لا تكفي المهم الأرادة الوطنية القوية .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

دولة رئيس الوزراء النوايا الطيبة لا تكفي المهم الأرادة الوطنية القوية

منذ (12) عام والعراقيين يجترون بآلامهم وأحزانهم عام بعد عام معللين أنفسهم بالصبر عسى أن تكون السنة القادمة أحسن من التي قبلها، وأذا بهم في كل مرة يرون  بأن البارحة أحسن من اليوم و اليوم سيكون  أحسن من الغد حتما!، من شدة وهول المصائب التي يواجهونها!. أستبشر العراقيين خيرا عندما أستلم (الدكتور العبادي) رئاسة الحكومة من سلفه في الحزب!( رئيس الوزراء السابق نوري المالكي) الذي أورثه خرابا ودمارا وفسادا في كل شبر من أرض العراق!. نعم لا أحد يستطيع أن ينكر بأن (العبادي) بدأ بخطوات طيبة أعطت رسائل للجميع بأنه بعيد عن التحزب والطائفية والزهو والتبختر والبيروقراطية (زيارته التاريخية لمدينة الأعظمية وبدون حمايات! ، ألغاء مكتب القائد العام للقوات المسلحة، أسرع بتعيين وزيري الدفاع والداخلية، تخفيض راتبه، لقاءه بالمواطنين والأستفسار عن أحوالهم في المناسبات وغيرها). وعلى الرغم من كل هذه الخطوات والقرارات والأجراءات التي أعطت أنطباعا طيبا وشفافا عنه  ألاّ أنها لم تعالج مشاكل العراقيين وأزماتهم العميقة والكبيرة! نعم أنه  وضع يده على الجرح الذي يعرفه الجميع  ألا أنه لم يعالجه؟!. ودائما ما يردد رئيس الحكومة عبارة( أن المشاكل والأزمات الموجودة تحتاج الى وقت وصبر فهي ليست ضغطة زر!!)، ولكن بالمقابل نقول (للعبادي) بأنك دخلت الشهر السادس من أستلامك لرئاسة الحكومة، صحيح أنها ليست فترة طويلة ولكنها أيضا فترة مقبولة للبدء بالعمل الحقيقي لمعالجة ملفات وأزمات ومشاكل العراقيين، وما قمت به من أجراءات هي في الواقع سطحية!! ولم تمس شغاف البطون الجائعة والمشردة والخائفة ولم تخيف الفساد والفاسدين فهم لازالوا يتصدرون المشهد السياسي ويصولون ويجولون؟ !!!؟، كما أن العراقيين لم يعد لديهم الصبر لتحمل المزيد أكثر مما تحملوه وينطبق عليهم قول الأمام علي ع (صبرت حتى عجز الصبر عني). دولة الرئيس نعم أن الجميع لمس منكم الرغبة القوية في التغيير والأهم رفعكم شعار الثورة على الفساد الذي هو أساس كل خراب ودمار لحق بالوطن والشعب. ولكن نسأل هنا يا دولة الرئيس: هل هذا يكفي؟ وهل النوايا الطيبة ورفع شعارات التغيير و الثورة على الفساد تكفي؟، ما لم تكن هناك أرادة وطنية صادقة ويد قوية تضرب بقوة لا يأخذها في الله لومة لائم  تضرب الباطل بخاصرته لتخرج الحق منه، أليس كذلك؟. وأسمح لي يا دولة الرئيس أن أقول لك : بأني أراك مغلوب على أمرك؟!!، وهذا ليس عيب وضعف فيك!!؟ فالشعب العراقي كله يعرف ويعلم علم اليقين بأنك أسير!!! لعملية سياسية بنيت على المحاصصة الطائفية والحزبية والسياسية والقومية، وأنك لست بقادر على كسر قيودها ولا قيود الحزب الذي تنتمي أليه( حزب الدعوة) والذي رشحك لرئاسة الحكومة!!، وأنا أقدر لك ذلك، فالقيود التي تكبلك أقوى وأكبر بكثير من طموحاتك وأحلامك وأحلام العراقيين معك!!. فالفساد الذي دمر الزرع والضرع ولم يبق على أي شيء في العراق  لم ترفع بوجهه السيف بقوة! بل رفعت غصن الزيتون فقط!؟ ولهذا لازال الفساد يعشعش في أوصال كل مؤسسات الدولة وينخر بها؟!. دعني أكون أكثر وضوحا معك يا دولة الرئيس! وأقول لدولتكم بأنك أضعف من أن تقضي على فساد تقوده مافيات مرعبة وقيادات حزبية وأحزاب سياسية من كل الأحزاب وبلا أستثناء!!.وأنا هنا لست بمعرض التحدي لك أبدا، فعلى سبيل المثال: دعني أتكلم معك عن موضوع (نعيم عبعوب) أمين بغداد والذي شغل الناس والأعلام بتصريحاته ومواقفه التافهة غير المنتجة وبذاءة لسانه وتعليقاته السخيفة!، والذي ضحك ولازال يضحك على العراقيين ويتحدى قرارك؟!. وهنا لا بد من الأشارة( بأن عبعوب كان ضمن التيار الصدري قبل أن يصبح أمين بغداد وفي أحد المرات نشرت أحدى الصحف المحلية أستغاثة مواطنين موجهة الى السيد مقتدى الصدر تطالبه بأن يخلصهم من عبعوب وأقربائه وأخوانه الذين نهبوا بغداد!!. وما أن رفضه السيد مقتدى بناء على ذلك حتى صار من أتباع دولة القانون(المالكي) وأستلم منصب أمين بغداد!!!). نعود للقول فبعد كثرة الشكاوى علية هل أستطعت أن تقيله بقرار فورا؟!! الجواب كلا؟ بل ظل متحديا قرارك ويباشر عمله في أمانة بغداد!! مما سبب أحراج كبير لك في الشارع العراقي!، حتى أضطررت الى رفع قرار أقالته الى البرلمان للتصويت عليه!!!؟ لأن الموضوع ليس بيدك ويخضع لألية المحاصصة السياسية والحزبية؟!!. هذا مثل بسيط أمين بغداد من حزبك ولم تقدر عليه رغم فشله الذريع والمظاهرات التي طالبت بأقالته!؟ فكيف تستطيع أن تقيل وزيرا (كرديا أو سنيا) المعينين حسب المحاصصة الحزبية والسياسية في حال ثبوت أي فساد عليه وتقصير منه؟؟!! ثم ماذا سيخسر (عبعوب)؟! فهو سيحال على التقاعد وبراتب كبير أن لم يستلم منصبا أخر في قادم الأيام!! ثم هل الخلل في (عبعوب)؟ وماذا قدم (العيساوي) و(المرشدي) الذين شغلوا منصب أمين بغداد قبله؟ ، ثم نسأل بعد ذلك : كيف ستحارب حيتان الفساد الكبيرة والمرعبة التي أوصلتنا الى هذا الحال؟؟! وانت لم تقدر على (عبعوب)؟!. هذا على الصعيد الداخلي، أما على الصعيد الخارجي، فماذا انت فاعل مع أمريكا التي تدعي بأنها تقود تحالفا دوليا لمحاربة (داعش) بالوقت الذي لم يعد خافيا على أحد بأنها هي من صنعت( داعش) وأمدته بكل الخبرات والمساعدات العسكرية وكم من مرة شوهدت الطائرات الأمريكية وهي تلقي بالمساعدات العسكرية والطبية والغذائية صوب المناطق التي تحتلها داعش؟!!!، وماذا أنت فاعل مع أيران التي تعيش حربا بالأنابة بينها وبين أمريكا على الأرض العراقية!؟ أيران التي تقود متطوعي ومقاتلي الحشد الشعبي بخبرات عسكرية وأمنية أيرانية! والتي لولا مقاتلي الحشد الشعبي لربما وصلت داعش على أبواب بغداد؟!! وهذه هي الحقيقة!؟، وماذا أنت فاعل مع الأكراد المدعومين من أمريكا والغرب بقوة وبشكل  يثير الأستغراب؟؟! والذين تعودوا على طرق الحديد وهو ساخن في سياساتهم مع الحكومة الأتحادية ! فكلما رأوا الحكومة الأتحادية في موقف ضعيف وفي أزمة كلما حاصروها وضيقوا الخناق عليها بمطالب تعجيزية، وهددوها بمقاطعة العملية السياسية؟!! حالهم حال ( تحالف القوى الوطنية/ السنية) الذين ما أن مسهم الضر حتى سارعوا الى التهديد بمقاطعة العملية السياسية؟!.  أخيرا دعني أقول لدولتكم وبكل صراحة ووضوح: أنك جزء من عملية سياسية باطلة بنيت على المحاصصة والفساد منذ عام 2003 ولحد الان ولا ذنب لك في ذلك!!!! ولا أنت بقادر على تغييرها! اللهم أذا قمت بثورة بيضاء!! تخرج بها من عباءة جزبك أولا ومن عباءة الأحزاب والتحزب والطائفيات كلها عندها ستجد ملايين الشعب العراقي تقف خلفك ولكنها ومع كل الأسف  أضغاث أحلام!!!!.                         



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=58331
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28