كان متوقعا ان تثور ثائرة الاحزاب المتخلفة التي لا تجد سبيلا في وصولها الى المناصب المهمة في البلد سوى المحاصصة العمياء التي لا تجلب لنا غير اولئك الفاشلين والذين لا يمتلكون غير الخيبة والتراجع في كل ما يقومون به وهذا ما حصل طيلة السنوات الماضية منذ العام 2003 حينما تم تغيير النظام الشوفيني الفردي والى يومنا هذا ونحن نعاني الويلات ونعيش كشعب بين نارين  اما في ظل حكم الطاغوت والتسلط على الرقاب لابعاد ابناء البلد الحقيقيين عن خدمة بلدهم واما تحت وطأة المحاصصة البغيضة التي عشناها دون منازع منذ اليوم الاول لحكم بريمر الحاكم المدني المشؤوم يوم عزز تلك الحصص الطائفية والحزبية والقومية والدينية وجعل العراق على صفيح ساخن منذ ذلك اليوم.

خلال الاشهر الماضية تفائلنا خيرا عندما تشكلت هذه الحكومة الحالية برئاسة السيد العبادي وهو يتجه بها نحو التخلص من المحاصصة ويعمل على ترسيخ العلمية فيها لكننا نفاجأ كل يوم بالاصرار من قبل الاحزاب نفسها التي تشكل العملية السياسية لتعمد الى سياسة الفرض وتقسيم الوزارات ومع ذلك قلنا استحقاق انتخابي في التحالفات لتشكيل الوزارة الحالية ولكن لايجوز ان يتمدد ذلك بطمع الاحزاب حين يجد رئيس الوزراء شخصا فاشلا في الخدمات مثل نعيم عبعوب ليقوم باستبداله بامرأة ذات قدرة علمية وعقلية واضحة في التعامل مع العاصمة بغداد ثم نرى ان بعض الاحزاب تتصارع على المنصب وتحذر وتشجب الخطوة التي قام بها السيد العبادي في ان يضع انثى على منصب مهم مثل منصب أمين بغداد وهو ما لم يحصل على  مدى التاريخ الحديث والقريب في العراق ان تكون امرأة هي امينا للعاصمة بغداد بل لم يحصل حتى في الدول العربية وقد رأينا الصراع الكبير بين المجلس الاعلى والتيار الصدري وكأنها وليمة حزبية لهم ولمن يرشحوهم من احزابهم الذين لا يخرجون عن دائرة عدم المهنية وعدم القدرة على خدمة اهالي بغداد واخراج الوجه الحسن لعاصمة العراق أمام العالم.

يحاول المجلس الاعلى برسالته ومن خلفهم بعض المجاميع التي تبث الاخبار الكاذبة في ان رئيس الوزراء السيد العبادي تريث باقالة عبعوب لحين انتهاء الجدل بين الاحزاب في توزيع المناصب والاتفاق عليها وكأنهم لا يريدون بناء هذا الوطن ويحاولون بكل الطرق الوقوف بوجه العبادي لفرض اراداتهم ومحاولة أكل الكتف بالطريقة التي يردون ولا يهمهم ان تبقى العاصمة مدمرة وسيئة تحت وصاية عبعوب لحين ما ان يجدوا واحدا من حزبييهم المشلولين لفرضه على البغداديين عنوة لأنه حسب عرفهم المنصب من حصتهم ،، فأي سياسة واي كتل سياسية نحن نتيع عندما يتعامل هؤلاء بهذا القدر من عدم المسؤولية .

أيها الناقمون بمحاصصتكم على العراق اتركوا هذه الناصب الخدمية تحت مسؤولية رئيس السلطة التنفيذية وابعدوا عنا المتأرجحين من اتباعكم اصحاب الميوعة وعدم القدرة وهم يظهرون علينا كما يقولون "لوك وستايل جديد" نحن نحتاج الى من يعمل ولسنا بحاجة الى وسيم او صاحب لوك وستايل جديد بملابسه وشكله لأن بغداد تبكي على تاريخها وعراقتها التي عريتموها انتم ومحاصصتكم .