الاسلام كما يؤمن بتحصيل المقدمات الجيدة والمميزة ,كذلك يهتم بالحصول على النهايات والخاتمة الحسنة,زمن هنا فان من اول ثمار الزيارة وبركاتها على الانسان الزائرة فانه ينقلب الى اهله ومجتمعة متصفا بعدة صفات اولها الفلاح كما في قول الامام الصادق ع في زيارة العباس ( مفلحا ) .

في مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج 3 - ص 426

وأفلح الرجل : فاز وظفر ، وفي الآية دلالة على بشرى فاعلي الصلاة بالفلاح الذي هو الفوز بأمانيهم والظفر بمطلوبهم من الخلاص من عذاب الله والبقاء على دوام رحمته لهم . و ( الفلح ) محركة : الفوز والنجاة والبقاء في الخير ، والفلاح مثله ، وهو ضربان دنيوي وأخروي : فالأول الظفر بما تطيب به الحياة الدنيا ، والثاني ما يفوز به الرجل في دار الآخرة . وقد قيل إنه أربعة أشياء : بقاء بلا فناء ، وغنى بلا فقر ، وعز بلا ذل ، وعلم بلا جهل . قوله : * ( وأولئك هم المفلحون ) * [ 2 / 5 ] أي الفائزون بما طلبوا الباقون في الجنة ، من الفلاح وهو البقاء والظفر وإدراك البغية . ومنه الدعاء ( أقلبني مفلحا منجحا ) .

وانما افلح الزائر لانه سار واتبع خط الائمة ع الذين هم أدلاء الأمة وعماد الدين ومعادن حكم الكتاب وأمناء الله في خلقه هم السرج المنيرة على سبيل الهدى وحملة الأمانة عن الله إلى خلقه بالهداية ارشادا وهداية لهم حتى يقوم الناس بالقسط والحق ويخرجونهم من ظلمات الكفر والطغيان إلى نور اليقظة والايمان ,وهم سبب نجاتهم من دركات جهنم إلى درجات الجنان إذ هم أحباب الله وصفوته من خلقه ومشرق نور حكمته فصدقوا بما اتوا به وساروا على سبيلهم وايدوا دعوتهم ,ونشروا حكمتهم كشفا وفهما ذوقا وتحقيقا ايمانا وعلما بكمال المتابعة لهم ظاهرا وباطنا ,فلا يزالون مواظبين على تمهيد قواعد العدل واظهار الحق برفع منار الشرع وإقامة اعلام الهدى والاسلام .

ولنقف عند خارطة الفلاح في فكر اهل البيت ع من خلال الوقوف عند نصوص من روايتهم الشريفة في هذا الباب والتي ترسم اسباب الفلاح وكيفية نيل اطر الفلاح : 

كيف انال الفلاح واكون مفلحا ؟؟

اولا – بتغليب قوى العقل على مغريات الهوى قال الإمام علي (عليه السلام): من غلب عقله هواه أفلح

ثانيا : من اراد الفلاح عليه ان يوفر ادوات العلم والمعرفة ويثقف نفسه بهما فمن اطاع العلم الالهي ربح قال علي (عليه السلام): أطع العلم واعص الجهل تفلح

ثالثا- ومن تعامل قلبيا مع الاخلاص ,فانه ينال طرف الفلاح والنجاح قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان، وجعل قلبه سليما، ولسانه صادقا، ونفسه مطمئنة، وخليقته مستقيمة، وأذنه مستمعة، وعينه ناظرة

رابعا – ولابد من دراسة كل خطوة يخطوها الانسان في حياته ,دراسة متانية حتى ينال الفلاح ,قال الإمام علي (عليه السلام): المفلح من نهض بجناح، أو استسلم فاستراح. ميزان الحكمة ، مجلد : 3 ، صفحة : 2468

فائدة 

في موانع الفلاح :لو رجعنا الى النصوص القرانية والروائية, لعرفنا ان هنالك موانع تمنع الانسان من حصول الفلاح,ودون تقلده مقاليد النجاح منها :

ا-الكذب على الله تعالى والتكذيب باياته يمنع الفلاح :(ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون) * [الأنعام: 21]. 

ب-ارتكاب الجرائم مانع للفلاح الانساني * (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون) * [يونس: 17]. 

ج- الشرك بالله والشك به مانع للفلاح * (ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون) * [المؤمنون: 117]. 

 

د-الذنوب تمنع الفلاح الانساني قال- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب انمحت، وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه، فلا يفلح بعدها أبدا .

ه- تبني افكار الشر وافعال السوء تمنع الفلاح الانساني قال - رسول الله (صلى الله عليه وآله): اذا بلغ الرجل أربعين سنة ولم يغلب خيره شره قبل الشيطان بين عينيه وقال: هذا وجه لايفلح.

 

و- سوء الظن بالله تعالى يمنع اطر الفلاح فعن الإمام علي (عليه السلام): من اهتم برزق غد لم يفلح أبدا.

ميزان الحكمة محمدي الريشهري مجلد : 3 صفحة : 2470