• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : يا بعيد الدار..! .
                          • الكاتب : د . سمر مطير البستنجي .

يا بعيد الدار..!

يا سيّد السَّمَر..!

بَعضي لما لديكَ من دفءٍ قرير..

البعد يلثم شاهقي ، ومواقد الغياب بجمريَ تشتعل ، والليل في عرف الشوق حنين ووتر وسمر ؛ واشتياق وخبر، وذكرى غياب .. وهوى.

فكفّ عن النوى..

كفّ عن النوى

فإني لما لديكَ من حبٍّ فقير ..

 

يا ساكنا مدن الضباب..!

كلي ينام على فقري اليك...

وبعضي لما لديكَ من وصلٍ فقير..

نجم الشباب أرخى جفنه ، والحال يشجب حالتي ، وريح الشوق تنفخ في مجمار قدرتي ، تذرذرني رمادا في مهبّ النَّوى، تدسّني في عميق اليأس جثّة من يَباس .. أُمسك بفارغ الأمل عليّ ولعي ، وفي العينين ارتعاشة ووعيد .. وغصّة أراوغها خشية تنادِ السِقام مُتعللاً بالصَّبر الأكيد .

 

يا منزلا طاب لي مسكنه..!

منذ مطلع همسي أوقدتُ في طريق هواكَ نجمتين من ألق  ، ومنذ نعومة خيالي يمّمتُ شطر الشمس أقطف تِبرها ، وغدوتُ لصبحكَ يمامةً البشائر ، عنقاء تختال على أبواب حكايات الهوى ..فلا تُزجي بمركبي نحو مهبّ الورى.. ودعني: 

دعني أتوقد في شمس روحك جذوة ضياء وفرح.. واتركني أرتع في مجرّات سنينيكَ فراشة تغازل أزهارا رشيقة..ربابة تترنّم بنغم المروج حتى مطلع الورد ..قطرة من ماءِ وجدٍ ذابَ سرّا في يمّ الغسق.. فـ لي فيكَ آمال عِظام ، ولي منك عطرا ورحيقا وختام .. فلا تدعني ضحيّة لأضغاث الهيام ... ووليمة لسَغب الوصال  ، أو بُكائية للحنين .

 

 

فــ يا بعيدا في مكانك

يا قريبا في غيابك ...

لا تعزفني للسهارى موالا حزين ،  ولا تكتبني قصّة للشرود ، أو ترسمني خيالا من وهنٍ وقَضيض ، سيرة لأهل البَين تجعلُني ، وعلى ورق الضَّياع تطبعُ سيرتي .

فاترك الليل يا سلوايَ على رِسله يمضي ، ولا تدعني أنتظر انحياز الأرض طيّاً للطُرق.. أهتدي  بعبراتي السَّواقي كي ترسم خطوتي  ، وانازل تقرّحات الجرح في المنفى الطويل ، أسابق اليك مسافات الوداد .

فــ قل للنوى يكفي.. 

وقل للهوى هيّا ..

فكلي لما لديكَ من وصلٍ فقير.

 

يا قريبا ؛ يا بعيد..! 

ساق العروج اليك مبتورا ، وكلّي في الغروب المرّ منثورا، فلا تدعني اتعثّر بفوضى غيابك..الملم شمل عشرون ظفيرة  وبِضعُ خصلاتٍ يافعات ، فالبعد عواقبه وخيمه،  وحقوله بالشوك تَحفل، فلا تصيّرنا لمكائِده حَبائل، فيغدو الزرع عوسجا مرّا وحنظل.

 

يا حنينا ليس يُقهر..!

طاب لي المكوث بساحِكَ يا بعيد ..

فـ لا تتخذني تعويذة لافتقار الضوء في عينيك ، ولا تُنصّبني عروسا للشتاتِ ؛  قهوة من مرارها تَستلهم شِعرك ...ف كلي الى وصلكَ افتقار

وبعضي في غيابك شوق وتوق ونار..

فــ لملم شَعث العتاب واستغفر للغياب وكنْ ..!

كن لحظة صدقٍ كريمة اللّفتة ، نبيلة الحضور وقورة سخيّة .. كن فَرقدا من نورٍ حَقيق، واطلق سراح العطر المسجون في زنزانة شبابي فـ أنا ..

أنا ميراثكَ ؛ كل البداية وامّ الحكاية ..

فالى أين ، أيّان وأين...

فكل طرق الهوى تُودي " اليك" ...

كل الطرق توصلني " اليك" ...

كل طرقي تودي بي "اليك" ...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=58140
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29