• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فَشَلوا..فَانْسَحَبوا .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

فَشَلوا..فَانْسَحَبوا

   لَمْ تعُد اللّعبة تنطلي على العراقيين، بمن فيهم ناخبيهم، فلقد ظلّت تُكررها الكتلة بين الفينة والأخرى منذ انطلاق العملية السياسية الجديدة بُعيد سقوط نظام الطاغية الذليل صدام حسين في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣.

   حتى عندما تشظّت الكتلة فاختلفت اختلافاً شديداً! الا ان قرارات الانسحاب ظلّت قاسماً مشتركاً يجمعُ أوصالها ويوحِّد فرقتها.

   هي سياسة تتّبعها الكتلة كلّما؛

   *فشلت في تحقيق شيئ للناخب في المناطق التي تمثلّها.

   **فشلت في اللّحاق بحركة الناخب لتجد نفسها متأخّرة حتى عن الشعارات التي يرفعها فضلاً عن تطلّعاته ورغباته.

   ***كلما ارادت ان تبتزّ العملية السياسية.

   هي سياسة ورِثها الخلف من السّلف، فكلّنا نتذكر قرارات الانسحاب التّكتيكي التي كان يتّخذها الطاغية الذليل كلما انهزم في معركة، ويا مكثر معاركه على مدى (٢٣) عاما، حتى بتنا نتأكد من الهزيمة بقرارات الانسحاب التكتيكي، والتي كان يصحبها صخبٌ موسيقي وضجيجٌ اعلامي ورقصٌ جنوني!.

   انّهم يتعاملون مع العملية السياسية وكأنهم ضيوفٌ عليها، كما لو انّهم دعوا الى وليمة، فأكلوا وشربوا وأتخموا بطونهم ثم غادروا المكان، ليعودوا يجلسون على المائدة اذا جاعوا وامتلأت المائدة مرة اخرى!. 

   لقد فعلوها من قَبْلُ عندما انسحبوا من الموصل وتركوا اَهلها المساكين طُعمةً سائغةً للارهابيين يُقتّلون ابناءهم ويستحييون نساءهم ويسترقّون بناتهم ويبيعون اعراضهم، انسحبوا ليتفرّجوا على المأساة من شبابيك غرفهم في فنادق الدرجة الاولى في هذه العاصمة او تلك، اذ لم يكن القرار بالنسبة لهم التضحية بالنّفس، وانما لهم الغُنم وعلى غيرهم الغُرم، على طريقة المثل المعروف (يا روح ما بعدك روح)!.

   فشلوا لحدّ الان في تجنيد بضعة آلاف من (شعبهم) ليحرّروا بهم الموصل، على الرغم من كل زياراتهم المكوكية لعواصم العالم وعلى راسها عواصم الغرب واخص بالذكر واشنطن، التي يأتون لها رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ طائِرٍ!.

   ليتهم فعلوا كما فعل الآخرون، تَرَكُوا (السّياسة) مؤقتاً ليجدوا مكانهم في ساحات الوغى مع المجاهدين، فقرّروا ان لا يعودوا الى البرلمان قبل ان يحرّروا مدنهم خاصّة.

   ليتهم أعلنوا انسحابهم لينشغلوا في تحرير مدنهم!.

   حتى اموال النّازحين نهبوها من افواه المساكين والمستضعفين من النساء والأطفال.، 

   أبهذه الطّريقة تريدون إدارة البلد؟!.

   لقد فضحهم قرار الانسحاب على رؤوس الأشهاد، انه قرار طائفي بامتياز وبلون صارخ، وهو دٓليلُ تورّطهم مع الارهابيين في عملية تسليم الموصل، والا؛

   لماذا لم ينسحبوا من العملية السّياسية احتجاجاً على اغتصاب الموصل؟.

   لماذا لم ينسحبوا منها عندما ارتكب الارهابيون جريمتهم الشنعاء في سبايكر؟ وما ادراك ما سبايكر؟.

   لماذا لم ينسحبوا عندما باع الارهابيون حرائر العراق كإماء في سوق النّخاسة؟.

   ولماذا؟ ولماذا؟ أَمْ انّ دم العراقيين ألوان، ابيضٌ وأحمر، يثورون للأحمر فينسحبون، ويغضّوا النظر ويديروا ظهرهم اذا كانَ أبيضاً؟.

   ما لكم كيف تحكُمون؟!.

   امّا أنكم شركاء في العملية السياسية، فلكم ما لغيركم وعليكم ما عليهم، او أنكم ضيوفٌ عليها تحضرون متى ما تريدون وتغادرون أنّى تشاؤون!.

   اما نَحْنُ، فلا نريد ضيوفاً!.

   اقتراحي ليعودوا عن قرار المقاطعة بسيطٌ جداً وبلا ثمن، الا وهو؛

   اقطعوا عنهم رواتبهم ومخصّصاتهم فسيعودوا وحداناً وزُرافات.

   عندها سيكتشف المغفّلون سرّ القرار! وسيتبيّن من بكى ممّن تباكى!.

   ١٦ شباط ٢٠١٥

                      للتواصل:

E-mail: nhaidar@hotmail. com

Face Book: Nazar Haidar 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=57943
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29