• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السلوك الوظيفي ودور الدولة .
                          • الكاتب : عادل الدباغ .

السلوك الوظيفي ودور الدولة

ما تزال الدولة الحديثة بمعناها الواسع تتطلع الى تلبية حاجة المواطنين من الخدمات الى جانب مهامها الاخرى، ونظرا لتنامي الحاجة وتنوع الخدمات المقدمة للفئات المختلفة، وسعيا لتوفير متطلبات العيش بكرامة، ورفاهية، كمطلب اساسي في النظم الديمقراطية الحديثة، تبرز قضية التفكير بالعلاقة الديناميكية بين كفاءة الدولة ودورها كمؤسسة من جهة ومتطلبات المواطن من جهة اخرى واسس معايير الجودة في الخدمات.
ان تأثير العولمة ـ والتي تعني تعميم نمط من الأنماط الفكرية والسياسية والاقتصادية والذى تختص به جماعة معينة أو نطاق معين على الجميع أو على العالم كله ـ أضحى هذا التأثير(العولمة) جليا على حاجات المواطن من الخدمات ودور الدولة في هذا المضمار ومما زاد من قيمة السؤال حول دور موظف الخدمة العامة وعزز الحاجة الى إعادة النظر ومراجعة وتقييم وتطوير مستمر لهذا الدور.
وبما ان الدولة تحتكر تقديم الخدمات، لامتلاكها السلطة والموارد الاقتصادية والبشرية، يصبح من الطبيعي التفكير بدور الدولة في تحسين ورفع جودة هذه الخدمات التي تقدمها مؤسساتها وحكومتها (وهي تعبير عن الاشخاص الذين يشغلون مناصب السلطة) وايضا من خلال التميز بالاداء، والاستفادة القصوى من الموارد المتاحة بادارة جودة شاملة وهو "عمل شيء صحيح وبطريقة صحيحة ومن المرة الاولى".
مبررات التفكير بمراجعة دور الدولة، اضافة الى ما سبق، يأتي ايضا من عدم قدرة الدولة الايفاء بوعودها او التأخر بتقديم الخدمات وبروز حاجات واحتياجات جديدة مثل الحاجة الى خدمات نوعية و/او التدني بمستوى الخدمة النوعي والكمي كمثال التعليمي او الصحي وغيره وعدم او ضعف تطبيق استراتيجيات التنمية المستدامة وضبابية او جهل بالاهداف الاخلاقية والوظيفية للمؤسسات.
ان الموضوعية، تفرض على صانع القرار الاستفادة من الاداء الايجابي في مفاصل معينة، كخطة عمل وتجربة ناجحة متاحة، ومن السلبيات او الفشل، كفرص للتطوير ورفع المستوى ولا يسوغ الفشل التجريح او المزايدة السياسية بأي شكل من الاشكال، بل الى تظافر الجهود للنهوض بالواجب وارساء اسس.
ان عملية التوفيق بين الدور والقدرة لمؤسسات الدولة التي يظطلع بها موظف الخدمة العامة، او الامكانية والطموح وعملية تجسير الهوة بين المفهومين يحتاج الى وقفة تقييم وتحليل، لاحتياجات الموارد البشرية، باعتبارها العامل الحاسم واهمية وصف الحالة الانية وتحديد هذه الاحتياجات، مثل نقص الخبرات او المهارات والمعارف او القيم والاتجاهات لسد النقص بالمعلومات واكساب المهارات ومن ثم تغيير القناعات وابراز مفاهيم مثل العدالة، والمساواة، والكفاءة، والنزاهة، والولاء الوظيفي وغيرها من القيم الاساسية للسلوك المهني التي تحتاج الى ترسيخ وتمكين العمل بها في المؤسسة الحكومية، لتتكامل عناصر الاداء، من خلال بيئة عمل صحية بمواصفات تمكن الموظف من اداء مهامه على أكمل وجه، وتتيح له فهم اعمق للحقوق والواجبات، ضمن المنظومة الاخلاقية الوظيفية.
ان كل تغيير يواجه بممانعة وعملية تقليل الممانعة للتغيير هي احدى سمات الادارات الناجحة، المؤدية الى انسجام واندماج المنظمة، وتقليل الهدر بالجهد والوقت، وادارة التغيير بما تمكله من مهارات وكفاءة تستطيع معها الاحتفاظ بمستوى اداء عالي واحتواء للكل للاضطلاع بالدور الجديد للدولة.
ويبقى الولاء الوظيفي صمام امان عمل المؤسسات  والذي يعرف بانه " قوة تطابق واندماج الفرد مع منظمته وارتباطه بها " ويعتبر من ادوات التمكين الرئيسية، وتطمح المنظمات لاكساب افرادها مستوى عاليا من الولاء التنظيمي تجاه المنظمة والمتسم بأعتقاد قوي بقبول اهداف وقيم المنظمة والاستعداد لبذل اقصى جهد ممكن من اجلها مع الرغبة في الاستمرار في المحافظة على استمرار عضويته في المنظمة" ـ تعريف بورتر 1974 
 
ان انسجام وايمان موظف الخدمة العامة بالأسس والمعايير للسلوك المهني يعد دعامة أساسية للتحول التدريجي لدور الدولة الجديد وذلك من خلال غرس مجموعة القيم والمباديء الأخلاقية الحاكمة للسلوك الوظيفي في شخصية الاعضاء وتعميق الايمان بها بما تمكله الدولة من وسائل إكراه مشروعة وتوفير بيئة عمل عادلة وتدريب مناسب ونشر الوعي بثقافة السلوك المهني من خلال مدونة او وثيقة سلوك ومتابعة الالتزام بها اضافة الى عناصر أخرى يعد ضمانة لجودة الأداء والنهوض بدور الدولة الجديد من نقطة بداية وخط شروع جديدين.
12 شباط 2015 
Adel.aldabbagh@gmail.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=57794
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28