• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الشيـوخ الثلاثـة .
                          • الكاتب : عبد الرضا قمبر .

الشيـوخ الثلاثـة


خرجت امرأة من منزلها فرأت ثلاثة شيوخ لهم لحى بيضاء طويلة وكانوا جالسين في فناء المنزلها .. لم تعرفهم .. وقالت لا أظنني أعرفكم ولكن لابد أنكم جوعى ؟
أرجوكم تفضلوا بالدخول لتأكلوا .
سألوها : هل رب البيت موجود ؟
فأجابت :لا .. إنه بالخارج .. فردوا : إذاً لا يمكننا الدخول .
وفي المساء وعندما عاد زوجها أخبرته بما حصل ، فقال لها : إذهبي إليهم واطلبي منهم أد يدخلوا ، فخرجب المرأة وطلبت إليهم أم يدخلوا .. فردوا : نحن لا ندخل المنزل مجتمعـين .
سألتهم : ولماذا ؟
فأوضح لها أحدهم قائلاً : هذا أسمه (الثروة) وهو يومئ نحو أحد أصدقاءه ، وهذا (النجاح) وهو يومئ نحو الآخر وأنا (المحبة) .
وأكمل قائلاً : والآن أدخلي وتناقشي مع زوجك من منا تريدان أن يدخل منزلكم ؟
دخلت المرأة وأخبرت زوجها ما قيل ، فغمرت السعادة زوجها وقال : يا له من شيء حسن ، وطالما كان الأمر على هذا النحو فلندعوا (الثروة) ، دعيه يدخل ويملأ منزلنا بالثراء .
فخالفته زوجته قائلة : عزيزي .. لم لا ندعوا (النجاح) ؟
كل ذلك كان على مسمع من زوجة إبنهم وهي في أحد زوايا المنزل .. فأسرعت بإقتراحها قائلة :
أليس من الأجدر أن ندعوا (المحبة) ؟ فمنزلنا حينها سيمتلئ بالحب .
فقال الزوج : دعونا نأخذ بنصيحة زوجة إبننا ، أخرجي وادعي (المحبة) ليحل ضيفاً علينا .
خرجت المرأة وسألت الشيوخ الثلاثة : أيكم (المحبة) ؟
أرجوا أن يتفضل بالدخول ليكون ضيفنا .
نهض (المحبة) وبدأ بالمشي نحو المنزل .. فنهض الأثنان الآخران وتبعاه .. وهي مندهشة ، سألت المرأة كل من (الثروة) و (النجاح) قائلة : لقد دعوت (المحبة) فقط ، فلماذا تدخلان معه ؟
فرد الشيخان : لو كنت دعوت (الثروة) أو (النجاح) لظل الأثنان الباقيان خارجاً ، ولكن .. كونك دعوت (المحبة) فأينما يذهب نذهب معه ..
***
أينما توجد المحبة ، يوجد الثراء والنجاح ..
إذا كان الإنسان محباً لله .. للخير .. للبشرية ، إذاً كان ينشر المحبة أينما حل ، سترافقه محبة الله والناس والكون أجمع ، سترافقه البركة في الرزق حتى لو كان قليلاً .. ذاك هو الثراء الحقيقي ، رزق حلال مبارك فيه .
والنجاح هو نتيجة حتمية لكل من سعى للخير ، كلما خالطت الناس أزددت يقيناً ، أن الأخلاق مثل (الأرزاق) تماماً ...
هي قسمة من الله ..
فيها غني ولها فقير  ..
وحينما أراد الله وصف نبيه ، لم يصف نسبه أم ماله أو شكله ، لكنه قال : " وإنك لعلى خلق عظيم "
والله المستعان ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=57541
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28