بِفَقْدِكَ قَد عادَ الزَمانُ عَليلا *** يُكابدُ وَجداً في الفؤادِ دَخيلا
وأُمّ العُلى ظلّت تُردّدُ شَجوَها *** وتَنعاكَ فيهِ بُكرةً وأصيلا
وأقبَح شيءٍ أَنْ أرى الصَبر في الوَرى *** برزئِك يا بدرَ الكَمال جَميلا
مُصابك لا ينسى مَدى الدهرِ ذكرَه *** ولَم تَزلْ الدنيا عَليهِ ثَكولا
تَحنّ حَنين الفاقداتِ أليفها *** وتُبدي عَليهِ لَوعَةً وعَويلا
وكيفَ العُلا لمْ تقضِ بَعدَك نَحبَها *** وقَد كُنتَ مِنها صاحباً وخليلا
أظنُّ لَكَ الأيامِ تُكثر نوحَها *** وإنْ كُنتَ فيها قَدْ مَكَثتَ قَليلا
وَحين وَجَدْتَ الموت حُلواً مَذاقَه *** طَلبْتَ لوردِ السَلسَبيلَ سَبيلا
وَهَيهاتَ يبقى المجدُ في الدهرِ نازلاً *** وإنَّك قَدْ أزمعْتَ عَنهُ رَحيلا
فلو لَمْ تكُنْ بالجودِ غَيثاً لما جَرى *** لأجلِكَ دَمعُ "الرضا" هَطولا
والعْذاريّ مِنْ شِدّةِ الحُزن لا يَرى *** على سَرمَدِ الأيّامِ فيكَ مَلولا |