• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : "قناة العرب".. ولدت ميتة .
                          • الكاتب : سامي رمزي .

"قناة العرب".. ولدت ميتة

يبدو ان الملياردير السعودي الوليد بن طلال التقط وبذكاء رجل الاعمال، نفور المخاطب العربي من قناتي "الجزيرة" القطرية و "العربية" السعودية، بعد ان بان توجههما الطائفي والانبطاحي المنحاز ، فاختار ان يضرب عصفورين بحجر واحد، الاول الاستثمار في الاعلام وبشكل ناجح ، والثاني تقليص دور قناة "الميادين" التي اخذت تستقطب باهتمام قطاعات واسعة من المخاطبين العرب، بفضل توجهها المنحاز الى القضية الفلسطينية ومحور المقاومة والقضايا العربية القومية والاسلامية.

للانصاف ان فكرة تاسيس قناة فضائية لدى الوليد بن طلال سبقت تاسيس قناة "الميادين"، الا ان هذه الفكرة واجهت انتكاسات عديدة الا انها قويت واصبحت  اكثر واقعية بعد ظهور "الميادين"، التي نجحت في ان تفرض نفسها كقناة في غاية الحرفية والموضوعية رغم قلة امكانياتها وعمرها القصير بفضل اعتمادها على نخبة من الاعلاميين المتميزيين.

اما القناة التي وعد بها الوليد المخاطب العربي فكانت "العرب"، وقد انفق اكثر من 100 مليون دولار لترى النور، واختار المنامة عاصمة البحرين مقرا لها، واعلن في اكثر مناسبة ان القناة ستقف في مسافة واحدة من الجميع، وستكون محايدة وموضوعية، وهي صفات تفقدها "الجزيرة" والعربية"، كما  تقبلت الحكومة البحرينیة نفقات ديكورات واجهزة مكاتب واستديوهات القناة، وكان من المقرر ان تبدأ بثها في يوم الاحد الاول من شهر فبراير/شباط، وهو ما حصل فعلا، الا ان البث توقف بعد ساعات قليلة من انطلاق القناة، وتم الاعلان عن ان اسباب "فنية وادارية" حالت دون مواصلة البث.

في اليوم التالي اي يوم الاثنين 2 فبراير / شباط ارجعت صحيفة "أخبار الخليج" المقربة من النظام البحريني، أسباب الإغلاق إلى: "عدم التزام القائمين على المحطة بالأعراف السائدة في الدول الخليجية؛ ومن بينها حيادية المواقف الإعلامية، وعدم المساس بكل ما يؤثر سلباً على روح الوحدة الخليجية وتوجهاتها".

اما عدم التزام القائمين على المحطة بالاعراف السائدة في الدول الخليجية ، فكان اشارة الى استضافة القناة في أولى نشراتها، يوم الأحد 1 فبراير / شباط ، المساعد السياسي لأمين عام جمعية "الوفاق" المعارضة في البحرين، خليل المرزوق، الذي انتقد سياسة النظام البحريني في اسقاط الجنسية عن معارضيه.

الحقيقة قيل الكثير عن موقف النظام البحريني من قناة "العرب" ، وهل حقا ان النظام تفاجأ في ظهور المرزوق على القناة ؟، ام ان هناك تنسيقا بين القائمين على القناة والنظام البحريني ، من اجل تسويق القناة الى المخاطب العربي من خلال اظهارها انها تتخذ نهجا يختلف عن توجه النظام البحريني ، لابعاد اي اتهام عن القناة بانها تروج للنظام البحريني او تعتمد السياسة السعودية التي تنتهجها قناة "العربية" وشقيقاتها؟.

ولكن مهما كانت حقيقة ما يجري وراء كواليس القناة والنظام البحريني، فان قناة "العرب" ولدت ميتة ، والاسباب:

-من غير المعقول ان تكون قناة او اي وسيلة اعلامية مرئية او مسموعة او مقروءة ،يمولها النظام السعودي وتكون محايدة، وتتعامل مع قضايا العراق وسوريا وايران ومحور المقاومة بموضوعية.

-من غير المعقول ان يسمح النظام البحريني الاستبدادي والقمعي ببث قناة في البحرين يمكن ان تنقل ما يحدث في البحرين كما هو دون زيادة او نقصان، وهو الذي يطلق النار على صبية جريمتهم انهم يحملون صورة للامين العام لحركة الوفاق البحرينية المعارضة الشيخ علي سلمان.

-ان الموضوعية والحيادية تعني اتهام صريح للانظمة الخليجية وفي مقدمتها قطر والسعودية والسائرين في فلك الاخيرة مثل البحرين والامارات، فاي نطاق مهما كان ضيقا من الحياد او الموضوعية سوف يكشف، ما لحق من مآسي ودمار في البحرين وسوريا والعراق وليبيا واليمن وحتى في مصر ولبنان، جراء الدور السلبي والتخريبي والتامري لهذه الانظمة بحق الشعوب العربية.

ان "قناة العرب" اقصى غايتها ستكون قناة خليجية اخرى تضاف الى قائمة القنوات الخليجية الاخرى كـ "الجزيرة" و العربية" و اخواتهما، اللاتي يعملن ليل نهار لتجميل الدور القبيح للانظمة الخليجية في الكوارث التي نزلت في البلدان العربية ، وتشويه صورة محور المقاومة، وبثها سموم الطائفية البغيضة، وثقافة الانبطاح والاستسلام.

كان الاولى بالوليد بن طلال ، ان ينفق الـ 100 مليون دولار على انقاذ شركة امريكية او غربية على وشك الافلاس، كما عودنا دائما، او يشتري بها يختا  او طائرة خاصة اخرى، افضل بكثير عن الاستثمار في تاسيس قناة تلفزيزنية، بينما السعودية والدول الخليجية مصابة بتخمة في القنوات التلفزيونية التي تعزف على وتر واحد ممل ونشاز ، والادهى ان يكون مقر هذه القناة البحرين.. مملكة القهر والحقد والضغينة والظلم والاستبداد والتبعية والذليلة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=57460
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29