لم يخامرنا الشّك لحظة واحدة بوحشية هؤلاء القتلة المجرمون الأوباش , ولم تكن هذه الجريمة البشعة أول سابقة كما تقولون وتدّعون , فقد قتل المئات من العراقيين حرقا قبل معاذ الكساسبة على يد هؤلاء الأوباش الأراذل , وصفحات الأنترنت تحتفظ بعشرات الأفلام والمقاطع عن مشاهد القتل حرقا لأبناء الشعب العراقي الأبرياء , ففي الوقت الذي كانت فيه أشلاء العراقيين تتطاير في الشوارع والأسواق والساحات العامة بفعل قطعانكم المتوّحشة , كانت مدنكم تبتهج وتقيم الأفراح لتطاير أشلاءنا وإزهاق أرواحنا , وكانت المآتم تقام علنا على أرواح هذه القطعان من القتلة الأوباش في محافظاتكم ومدنكم , من دون أن يرّف لكم جفنا لمشاعرنا وأحزاننا , وكنتم تعتبرون القاعدة وداعش جزءا من المقاومة السنيّة للشيعة الروافض , ومن مدنكم جائت الغالبية العظمى من هذه القطعان المتوّحشة التي فتكت بأرواح الآلاف من أبناء الشعب العراقي الأبرياء , لسنا شامتين بقتل معاذ الكساسبة بهذه الطريقة البشعة , ولكننا في الوقت ذاته لن نذرف دمعة واحدة لقتله , لا لأننا خالين من المشاعر الأنسانية أو من الذين لاتهتّز ضمائرهم لمناظر القتل البشعة , أو من الذين يبتهجون للآلام الآخرين , بل لأنّ مشاهد قتل العراقيين حرقا أو ذبحا على يد قطعانكم قد استنفذت كل دموعنا ولم يبقى منها شيئا لمعاذكم .
قلناها مرارا وتكرارا إنّ هذا الوحش الذي احتضنتموه وقدّمتم له كل الدّعم سينقلب عليكم يوما وسيذيقكم الموت الذي نشره في ربوعنا ومدننا , ولطالما ناشدناكم بالأخوة والجيرة ورابطة الدم العربي والدين الأسلامي , أن تستمعوا لأنينا وآهاتنا وصرخات أطفالنا ونساءنا , فلم نسمع منكم إلا ما يزيد في أحزننا وآلامنا , وكأننا لا نشترك معكم في رابطة الدم العربي والدين الأسلامي الحنيف , وكإنّ لم يكن لنا فضل عليكم في يوم من الأيام , احتضنتم كل الإرهابيين والمعادين للشعب العراقي على أرضكم , ولا زلتم حتى هذه اللحظة تقدّمون لهم المأوى وتوّفرون لهم الدعم السياسي وحرية النشاط والتحرّك , فالذي نتمناه أن يكون قتل معاذ الكساسبة وخزة في ضمائركم الميتة , وأن يكون دافعا حقيقيا في التصدّي والوقوف بوجه هذا الوحش الكاسر الذي نشر الموت والدمار في كل مكان , فقد حان الوقت لتعلنوا الحرب عليه ولتبدأوا أولا من زرقائكم ومعانكم , فهي الحواضن الأكبر لتفريخ الإرهاب في العالم , فهذه بضاعتكم قد ردّت إليكم .