• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحكومات السابقة لا تزال تستغل ممتلكات الدولة في المنطقة الخضراء .
                          • الكاتب : حيدر الفلوجي .

الحكومات السابقة لا تزال تستغل ممتلكات الدولة في المنطقة الخضراء

 القانون العراقي ينص ( بمعناه) : يجب تسليم العقار الذي يسكنه السياسي الذي يشغل بعض المناصب السياسية في الحكومة، وينص القانون ايضاً بتفريغ الدور والقصور وما شاكل خلال فترة أقصاها ثلاثة سنوات من تاريخ انتهاء الوزير او السياسي من منصبه.
ولكن، ما نجده اليوم في المنطقة الخضراء خلاف ذلك تماماً،  واليكم التفاصيل:

منذ تخصيص المنطقة الخضراء وجعلها منطقةً آمنةً للسياسيين وأصحاب الكتل والأحزاب من كافة الأطراف والى الان يشغل هؤلاء القصور الرئاسية والبيوت الفارهة والممتلكات التي كانت تحت تصرف النظام البعثي الصدامي وأعوانهم،
فقد شغل الاكراد مساحات واسعة من المنطقة الخضراء ولازالوا يشغلون قصوراً رئآسية وقصوراً اخرى ومساحات من الاراضي والبنايات يستغلها هؤلاء لهم ولعوائلهم  وعناصر وجماعات حماياتهم وغيرهم.

(السياسيون الاكراد)
فسياسيوا الاكراد يشغلون قصوراً وأماكن للدولة في بغداد وفي كردستان على حدٍ سواء، وأفراد حماياتهم تحصل على مرّتبات من المركز( بغداد) اما من وزارة الدفاع او الداخلية، ولهم مرتبات من وزارات كردستان( الإقليم)، فضلاً عن المخصصات التي يحصل عليها سياسيوا الاكراد وحماياتهم، من قبيل تذاكر السفر بالطيران من والى بغداد وأربيل والسليمانية، وهنالك مخصصات خطورة وما شاكل، وكل ذلك فهو مأخوذ من ميزانية الدولة( المركز) والأرقام هائلة لا يمكن إحصائها إلا من خلال الوزارات المعنية، ولكن الامر الذي يهمنا في مقالنا هذا هو الأماكن والعقارات التي يشغلها هؤلاء في المنطقة الخضراء.
يشغل الاكراد قصوراً في المنطقة الخضراء ولم يزالوا ، فمسعود البرزاني وعلى الرغم من استحواذه على زعامة كردستان وما يرتبط بها من امتيازات وممتلكات وما شاكل، فله( البرزاني) قصراً رئآسيّاً يقع ضمن المنطقة الخضراء وله حماياته، وعلى الرغم من عدم حضور البرزاني في بغداد ولكن قصره وحماياته ومتعلقيهم وجميع هؤلاء حاضرون ويقيمون في القصر وفي البنايات المحيطة بالقصر، ومرتبات ومخصصات جميع هؤلاء تنفق من ميزانية المركز( بغداد)، فمسعود البرزاني ليس له وظيفة سياسية في المركز وما الى ذلك، فهو يمتلك الكثير من عقارات الدولة وبعناوين مختلفة تجعله مهيمناً عليها.

اما الوزراء الاكراد الذين شغلوا مناصب وزارية في المركز وعلى مراحل الوزارات المتعاقبة والمختلفة ، فكلما حصل وزير على ارض او بناية او قصراً او داراً، فهو يكون مِلكاً له ولعائلته، ويكون ذلك الملك مستمراً معه إما الى يوم القيامة وإما الى يوم الإصلاح ويوم استئصال الفساد والمفسدين على يد حكومة عادلة قوية. وعلى الرغم من تغيير الوزراء والحكومات ولكن الوزير الذي شغل منصبه في فترة معينة ثم انتهت تلك الفترة وحصل على تقاعده او غادر العراق، ولكنه لازال يشغل ذلك المكان ، وقد يستغل هؤلاء تلك العقارات لأغراض الرفاهية والنزهة حينما يُقدموا الى العراق فهم يجلبوا عوائلهم لتلك القصور وهناك حمايات لهم وخدمات ليس لها نضير تقوم بواجبها اثناء فترة غيابهم، فالعراق اصبح بالنسبة اليهم هو مصيفاً يصطافون به في فترة استجمامهم وفترة العطل لهم ولعوائلهم ان كانوا في الخارج او في كردستان.
وبالنتيجة فكل وزير كردي في الحكومة المركزية يمتلك قصراً في المنطقة الخضراء مع احتفاظه بكافة الامتيازات الاخرى، وحماياته ومستشاروه ايضاً يتمتعون بامتيازات كثيرة لا يعلمها الا الله وأهل الاختصاص.

(السياسيون السنة)
اما الوزراء والسياسيون السنة فهم على شاكلة إخوانهم الاكراد، فلِسياسيي السنة مقاطعات كبيرة في المنطقة الخضراء ولهم قصورهم ولهم بناياتهم ويتقدم تلك القصور هو القصر الذي يشغله اسامة النجيفي ومن هو على شاكلته، والأمر نفسه ينطبق عليهم وعلى وزرائهم السابقين وزعماء كتلهم، وكذلك الحال بالنسبة الى أفراد حماياتهم ، فهم تملكوا بنايات ودور ومساحات واسعة لهم ، ويحيط بتلك المساحات والقصور جدران كونكريتية لا يمكن للناظر ان يرى ما وراء تلك الجُدُر، ولا يمكن لأحد ان يطّلع على طبيعة وحقيقة المؤآمرات التي تحاك في تلك القصور ضد بعضهم للبعض الاخر، وكل تلك الممتلكات فهي أصبحت عقاراً ثابتاً لمن يشغلها حتى ولو كانت مخصصة له لمقدار أشهر او سنوات قليلة. وكل تلك الحمايات تعد بالآلاف وهي ترهق ميزانية الدولة ( المركز) . ويشغل صالح المطلك وعز الدين الدولة وغيرهم الكثير من المقاطعات في المنطقة الخضرا في بغداد.
وهكذا فكل وزير له مستشاروه وحماياته وتفرعاته لذلك المنصب .

(السياسيون الشيعة)(البعض)
اما سياسيوا الكتل الشيعية ووزرائهم ، بموقفهم في هذا المجال ( حدّث ولا حرج) إلا ما رحم ربي.
فالسياسي الشيعي الذي استحوذ على قصراً من قصور المنطقة الخضراء فإن شأنه شأن من سبقه ممن تحدثنا عنهم، وهو لا يفرق عنهم، وإن كان يرفع شعار الولاية والزهد والتقوى والتدين وما شاكل، فكل تلك الشعارات أصبحت مطيّة يمتطيها لكي يبلغ بها هدفه الدنيوي، فقد انكشفت الوجوه وشاهت.
فالسيد المالكي يسكن قصراً رئآسيّاً في المنطقة(0) زيروا كما يطلق عليها السياسيون المقيمون في تلك المنطقة، (منطقة البحيرات) والقصر الذي يسكنه هو القصر في منطقة البندقية ، فمن المفترض ان يسلم ذلك القصر لرئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي، وحيدر العبادي يسلمه لرئيس الوزراء الذي يأتي من بعده وهكذا، فيفترض ان نكون نحن قدوةً للآخرين ما دمنا ندّعي بالانتماء والاقتداء بعليٍّ امير المؤمنين( عليه السلام). ولكن السيد المالكي يرفض تسليم القصر أسوةً بغيره ممن سبق ذكرهم من الكتل.
وكذلك الحال بالنسبة الى أفراد حماية السيد المالكي فلا زاولوا يتمتعون بنفس امتيازاتهم السابقة فضلاً عن أعدادهم الكبيرة، فقد طلب السيد حيدر العبادي من السيد المالكي بتقليص أفراد حمايته لغرض تخفيف الكاهل عن ميزانية الدولة، فرفض الأخير طلب السيد العبادي بدواعي عديدة، و يقول: أنكم لابد ان اذهبوا الى السيد( المعمم الفلاني) لكي يقلص من أفراد حمايته البالغة لأكثر من الف شخص ثم عودوا اليَّ. او فليقلص الاخرون من أفراد حماياتهم لكي يطبقه الجميع، وتشير الأخبار في المنطقة الخضراء الى ان بعض المعممين قد استولوا على مساحات شاسعة منها، واستولوا على قصور كثيرة( للأمانة). بهذا المعنى.
السيد موفق الربيعي كان قد شغل منصباً في عهد بريمر وهو منصب مستشار الأمن القومي، وهو منصب مستحدث في الحكومة العراقية، وقد استحوذ على قصر في المنطقة التي يشغلها السيد المالكي ويقابل قصره بحيرة كان يستخدمها المقبور عدي صدام حسين ففي وضع الدلافين فيها ، وقد شغل السيد الربيعي منصبه لفترة خمس سنين، ولكن منصبه انتها منذ اكثر من خمسة أعوام، ولكنه لازال يشغل ذلك القصر ومرفقاته وكذلك الحال بالنسبة الى أفراد الحماية والخدم وما شاكل من متعلقات ترتبط به، وهنالك سيارات يتنقل بها عند أوقات استجمامه وما شاكل. ولا ادري ما هو المنصب الذي يشغله السيد الربيعي لكي يحصل على الامتيازات غير المحدودة ، فضلاً عن المساحة التي يشغلها في منطقة البندقية .

السيد فلاح السوداني ، كان السيد فلاح السوداني يشغل منصب احدى الوزارات في عهد السيد المالكي  في الولاية الاولى، وقد حُوكم السيد السوداني حينها بتهم كثيرة، وعلى اثرها غادر العراق مستقراً في بلده المقيم فيه وهي بريطانيا، ولا يهمنا في هذا المقام تلك السيرة ولكن الذي يهمنا في هذا المورد ، هو القصور التي في حيازة السيد فلاح السوداني في المنطقة الخضراء وخصوصاً في المنطقة التي كانت تحت يد جلاوزة الطاغية المقبور من أمثال قصور ومساحات عبد حمود وعدي وغيرهم من الجلاوزة ففي تلك المنطقة يشغل السيد السوداني قصراً يزوره بين الحين والآخر عندما يأتي للعراق في زيارته لبلده، ويشغل ذلك القصر أفراداً من الحماية وما شاكل والقائمة كبيرة.

ولو أحصينا بقية أفراد الحكومات السابقة لأخذ منا الكثير من الأسطر ولأتعبتُ القاريء الكريم لكثرة الكلمات والتي تودي الى ازدياد الهموم والأحزان على بلد رعاته يستغلونه ابشع استغلال ويرفعون له ذات الوقت ارقى الشعارات واعظمها، وهي شعارات الولاء لأهل البيت ( عليهم السلام) ،
ولا ادري كيف يخالف السياسيون للقانون الذي هم يشرّعونه؟
في حين ان فتاوى جميع العلماء تفتي بحرمة مخالفة القانون، ولا ادري كيف يقيم هؤلاء عباداتهم في بيوت وأراضي وقصور مغصوبة لانها ملك الدولة وليس يحق لهم شغلها؟
كيف يصلي ؟
كيف يصوم؟
كيف يتعبّد هؤلاء في تلك الأماكن؟
ألا ينبغي لهم ليلتفتوا الى انفسهم ودينهم ومعتقدهم؟
ألا ينبغي لهم بأن يفكروا في أعداد اليتامى وإعداد الأرامل والمساكين وأبناء السبيل ؟
ألا ينبغي لهم بأن يفكروا في أعداد العاطلين عن العمل؟ حيث يتخرج الآلاف من طلبة الجامعات دون ان يحصلوا على اية وظيفة تذكر إلا لمن كان له حزباً يدعمه، او صاحب منصبٍ يعيّنه، او رشوةٍ يقدمها للمفسدين لكي يوظفه؟
ألا ينبغي لهم بأن يدعموا المشاريع الخيرية والمؤسسات الثقافية النافعة والشرعية وبعيداً عن الحزبية المقيتة والدوافع الدنيئة؟
بقلم : حيدر الفلوجي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=56873
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28