• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العدوان والإعتقاد!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

العدوان والإعتقاد!!

البشر متنوع المعتقدات , والمجتمعات كافة تقدم أمثلة على ذلك , كالصين والهند ودول شرق آسيا , والدول الأوربية وكندا وأمريكا الشمالية , ومجتمعاتنا كذلك.
 
والمشكلة ليست في المعتقدات , وإنما في آليات الرفض والقبول المتصلة بها.
 
ومعظم المجتمعات نظمت العلاقة ما بين المعتقدات بدستور واضح صريح , ووصفته بحرية التعبير عن الرأي والمعتقد , ولهذا تجد فيها معابد لجميع المعتقدات , وشرائح إجتماعية تعتقد بما تعتقد , وما يجمعها هو العقيدة الوطنية التي تعلو على كل عقيدة.
 
وقد تعلمت هذه المجتمعات آليات القبول والتحمل , وأنكرت آليات العدوان والرفض والنكران , فهذه السلوكيات السلبية تواجَه برفض شعبي عارم , وهذا لا يعني إنتفائها وإنما عدم توفير المحفزات والمعززات لتكرارها , لأن القانون يحاسب عليها بشدة وقسوة.
 
وفي مجتمعاتنا المُبتلاة بأنظمة متطرفة السلوك والإعتقاد , تتحقق معززات متراكمة لتنمية آليات الرفض والعدوان , التي في بعضها أصبحت مواد قانونية ودستورية فاعلة ومدمرة للوجود الإجتماعي المعاصر.
 
ونهضت مدارس إنفعالية لتسويغ السلوك العدواني على المعتقد الآخر , وإقران ذلك بأحداث وتطورات ذات طاقات إنفعالية قاسية ومؤثرة , حتى وجدتنا أمام أجيالٍ مصنّعة في مختبرات الإتلاف الحضاري الخلاق القاضية بالإنقراض.
 
وأصبح لها رموز تسمي نفسها أكاديمية , لترسيخ الطاقات الإنفعالية المغلفة للمعتقد , مما أوجب عليها أن تتخذه سبيلا للتكسب على حساب الآخرين الأبرياء من أبناء المعتقدات كافة.
 
إنّ المضي في حشو المعتقدات بطاقات عاطفية سلبية عدوانية , سيساهم في تدمير الحياة وحشر المجتمعات في زوايا حادة من الصراعات الخالدة , التي ستنهكهم وتستعبدهم وتلقيهم في أفواه التبعية والخنوع.
أي أن أصحاب المعتقدات سيتحولون إلى عبيد , وآلات لتنفيذ إرادات الآخرين وتحقيق مصالحهم وأهدافهم التي يخططون لها , بعد أن حوّلوهم إلى أرقام.
 
وفي هذا الجحيم السقري الذي يُغذى بطاقات تدميرية فائقة , يتوجب على المعتقدين أن يستيقظوا من هذا الغثيان , ويتحرروا من  لعب دور "القشمرة" , ويبحثوا عن المشتركات العديدة الجامعة , ويحترموا معتقدات بعضهم ويأنسون بها , بدلا من جعلها تحفز فيهم مشاعر الرفض والعدوان , التي سقطوا فيها وهم " يتقشمرون"!!
 
فإعتقد بما تعتقده , وكن مَن تكن , فأنت أنت وأنا أنا , وعلينا أن نبني الحياة سوية ومعا , وبتفاعل إيجابي ينفع مصالحنا ويُصالحنا



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=56346
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28