• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بين عام ملعون ، وعام سيلعن .
                          • الكاتب : حميد آل جويبر .

بين عام ملعون ، وعام سيلعن

لم اجد - وظنتي لن اجد ابدا - افيونا صالحا لتثبيط العمل مثل التمنيات الفارغة مع بدء كل عام سواء أكان ميلاديا ام هجريا . بدرجة اقل تخديرا هم اولئك النفر المتثيقفون الذين يسبون العام المنصرم باقذع السباب و هم يتوسلون بالعام الجديد ان يكون اكثر رأفة بهم ورحمة بشعوبهم من سابقه . وبين هذا وذاك يصب العراقيون - خصوصا - جام غضبهم على الدهر الذي فعل وترك ببلدهم ، بمن في ذلك الذين يؤمنون بالحديث القدسي : لا تسبوا الدهر ، فانا الدهر . على الارض و في السماء لاتختلف الدنيا في الثانية التي تسبق حلول منتصف الليل عن الثانية التي تلحق بحلوله ، ورحم الله القائل واظنه فيلسوف المعرة : " الناس كالناس والأيام واحدة ... والدهر كالدهر والدنيا لمن غلبا " . معضلتنا اننا نتعامل مع الايام و كأنها هي الكائنات الحية التي تحركنا نحن الجمادات ، ثم يغضب واحدنا عندما نقول له انك تعاند تعاليم القران و سنة محمد "ص" في كل حركة وسكنة . القرآن الكريم من اوله الى منتهاه هو حث خليفة الله "المفترض" على العمل الصالح كشرط لبناء الانسان . و قد سرد لنا باسلوبه القصصي المتفرد ماهو العمل الصالح وما هو الطالح ، ثم كيفية اتباع الاول واجتناب الاخر . ثمة تسابق حقيقي في الضحك على الذقون مع بداية كل عام نمارسه عن قصد كثير وجهل اقل . وبين هذه القصدية و ذاك الجهل يُلعن الزمن لعن عاد وثمود و يُسب العام السابق باقذع السباب وكاننا نتعامل مع الشيطان الرجيم او يزيد بن معاوية و أبيه . من أسف اقولها وبحرقة اننا جميعا نخوض في سفينة منكوسة في وحول ، و خيمة تنهار اعمدة واوتادا على رؤوس ساكنيها ، و السبب الرئيس الذي يقف وراء ذلك الانهيار هو الانقسام الذي يلف ما يسمى بالعالم الاسلامي من اقصاه الى اقصاه . ولا يخفف من وطاة هذا الانقسام ان نتهم ديك چيني او عزرا وايزمن بالتخطيط له . و قبل ان اتهم بالمبالغة اتمنى ان يلقي احد المتهـِمين نظرة خاطفة على اعلام هذه البلدان ليجد من هو العدو التاريخي اليوم ... اسرائيل ام ايران !!! وان شئت الدقة تابع خبر مقتل العقيد الايراني في سامراء الاسبوع الماضي . الكثير من الاعلام المستعربي ساوى هذا الحدث مع اي انتهاك داعشي في العراق ... يعني هذا بذاك ... وبعد كل هذا نتمنى لبعضنا عراقا مزدهرا خاليا من غزاة الوهابية !!! اليس ذاك ضحكا صريحا على الذقون ؟ العام الماضي بكل كوارثه نحن صنعناه بايدينا ولا تتحمل ايامه ولا ساعاته مسؤولية الكوارث التي حلت فيه على رؤوسنا لنلعنها . والعام الذي فتحت ابوابه اليوم على مصاريعها امامنا سيكون سراؤه و ضراؤه نتيجة لاعمالنا . ليس من العدل الالهي في شيء ان نكون مهزومين في الداخل ومنشطرين كالاميبيا ، ثم نرجو بعد ذلك ان يكون عامنا هذا عام رخاء خاليا من لحى الدواعش الموبوءة . ثم اني اسألك بالله ، هل كان العراق وبلدان اسلامية اخرى جنان الله في الارض قبل فقاعة الدواعش ؟ كارثة المد الطائفي التي اكلت الاخضر واليابس على مدى أربعة اعوام في العراق انتفخت وانفجرت قبل ان يسمع احدنا بتنظيم الدولة الاسلامية . وقبل اعلان تاسيس هذه الدولة الاموية كان العراق منذ سقوط حكم العوجة والى يومنا هذا يعيش على صفيح ساخن لا احد يعرف متى يبرد ، وقبل ذلك التاريخ كان العراق يتسابق مع الزمن ليكون اكبر مقبرة جماعية في التاريخ . في عراق اليوم الفساد و الانقسام في كل شيء من راس الهرم حيث تدار الدولة بكردي وسني وشيعي الى اصغر مديرية توزعت فيها المناصب طائفيا ، فما علاقة داعش المدلل ؟ وما علاقة العام ٢٠١٤ ؟ الانسان الالماني عندما كان يتمنى في منتصف القرن الماضي في راس كل سنة ان يكون عام بلاده اللاحق افضل من السابق كانت النساء فيه وهن في العقد السبعيني يحملن طابوق البناء على الاكتاف لتشييد البلد وهن متفائلات ببناء غد للاحفاد . فتحققت نتيجة الدعاء الخالص والعمل الدؤوب مع الأمنيات الحقيقية ، و ليست تمنيات زمن الفيسبوك التي نوزعها ذات اليمين و ذات الشمال بتقنية الشير والكوپي پيست المنزوعة المشاعر تماما . فهل من العدل ان يكتب لي الله النجاح و يكتب الخيبة للسبعينية الالمانية التي اصبح بلدها اليوم يوجه ربع الاقتصاد العالمي - على الاقل - بعد ان كان هشيما تذروه الرياح . جميعنا يعرف ان القرآن الكريم دعانا الى : ... اعملوا فسيرى الله عملكم . والذين يريدون بقاءنا في الجحيم الذي نحن فيه يقولون ان المراد بالعمل هنا هو مجمل الصلاة والصوم ، فيما تروي لنا كتب التاريخ ان الامام عليا "عليه السلام" وهو زين العابدين وسيد الساجدين كان يمارس عملا شاقا عند يهودي وفي رواية عند ميثم التمار لتامين عيش من يلوذ به بكرامة ... لكن يستمر كابوس التضليل ومعه يستمر لعن ٢٠١٤ ، وتتكثف التمنيات بعام جديد سيحمل البشائر ، والجميع سيكتشف متاخرا - اي بعد نهاية ٢٠١٥ بان التمني راس مال المفلس ، لكن بعد فوات الاوان . اتمنى لكم - كأي مفلس - عاما مليئا بالنجاح !!!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=55816
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28