• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هذه هي أمريكا ! (2 ) .
                          • الكاتب : علي جابر الفتلاوي .

هذه هي أمريكا ! (2 )

نحن على قناعة أن المذهب السني والسنة الشرفاء براء من الوهابية والفكر التكفيري المتطرف الذي تدعو إليه ، ونؤكد في حالة عدم تطويق هذا الفكر المتطرف الذي ترعاه الحكومة السعودية وحكومات أخرى في المنطقة ، وتجفيف منابعه وقطع التمويل عنه ، وغلق الجمعيات التي تعمل تحت عنوان الخير وهي تدعم التطرف والإرهاب ، وغلق المؤسسات والمدارس على مستوى العالم التي تدّرس هذا الفكر إلى الأطفال والشباب فتشوّه أفكارهم وتضلل عقولهم ، في حالة عدم القيام بهذه الإجراءات وإجراءات غيرها سيبقى هذا الفكر المنحرف حيا ويزداد إنتشارا ، لأنه يلقى دعما دوليا من
 أعداء العرب والمسلمين وأعداء الإسلام ، ومعروفة نتائج إنتشار هذا الفكر وبقاؤه على قيد الحياة هي المزيد من الإرهاب .
 في رأيي لا بد من الذهاب إلى أبعد من إجراء غلق المدارس التي تدرس وتنشر هذا الفكر المتطرف على مستوى العالم ، لابد من تقييد حركة الحكومة السعودية التي تسرق ملايين الدولارات من لقمة عيش السعوديين الفقراء لتنشر هذا الفكر على مستوى العالم ، لهذا السبب نرى اليوم الإرهابيين من مختلف الجنسيات والدول .
كذلك ندعو إلى لجم وعاظ السلاطين التابعين للمذهب الوهابي الذين يفتون بالتكفير وجهاد الإرهاب وقتل الآخر المختلف ، لنقرأ فتوى أيمن الظواهري وهو يدعو لقتال المرتدين حسب وصفه ، ويعني بهم المسلمين الآخرين الذي لا يتوافقون معه في الفكر والرؤى ، ويمنع من قتال اليهود الصهاينة في فلسطين :
 (( إن القتال في فلسطين أقل وجوبا من قتال الحكام المرتدين لأن قتال المرتد مقدم على قتال الكافر الأصلي ولأن تحرير فلسطين يكون بعد إقامة حكم الله )) .
هذه هي العقول الوهابية التي تتحدث باسم الله ، تدعو إلى قتل المسلم وترك الصهاينة آمنين في فلسطين ، الظواهري يرى كل مسلم لا يوافقه أفكاره مرتدا يجب قتله ،  كيف لا تتبنى أمريكا والصهيونية هذا الفكر الموظف لخدمة أهدافهما ؟
الحكومة السعودية وحكومات الخليج الأخرى هي حكومات عائلية عشائرية وراثية عفا عليها الزمن بعيدة عن المنهج الديمقراطي الذي تبشر به أمريكا ، وهي تعرف هذه الحكومات وعدم صلاحيتها ، لكنها تصرعلى دعمها وحمايتها لإنها في خدمة الأهداف الأمريكية والصهيونية ، اشترت الحكومات الخليجية التي انتهت صلاحية بقائها الموقف الأمريكي الداعم لها من خلال دعم الإقتصاد الأمريكي بأموال النفط الخليجي من جهة ، ودعم موقف أمريكا وإسرائيل في محاربة المقاومة من جهة أخرى ، إضافة إلى تبنى هذه الحكومات وهو الأهم الإرهاب منهجا في تغيير الحكومات التي تدعم
 المقاومة ، واليوم موقف الحكومة السعودية لتخفيض أسعار النفط  من خلال زيادة الإنتاج يأتي استجابة للرغبة الأمريكية ، لغرض التأثير على الإقتصاد الروسي والإيراني لمواقفهما من الأزمة السورية والمقاومة ، وقد تأثر الإقتصاد العراقي أيضا من الموقف السعودي ، لاعتماد ميزانية العراق على النفط بشكل رئيسي .
لن ينتهي الإرهاب ما دام الفكر الوهابي موجودا ترعاه الحكومة السعودية وحكومات أخرى في المنطقة ، إن أردنا إنهاء الإرهاب لا بد من إنهاء الفكر الوهابي ، ولن ينتهي الفكر الوهابي إلا بتقييد حركة الحكومة السعودية مع وعاظ السلاطين الذي يفتون بالتكفير والجهاد الإرهابي ، لا بد من تغيير هذه الحكومات على أن تختار شعوب هذه الدول حكامها بانتخابات ديمقراطية ، كي ينتهي الإرهاب والتطرف الديني ، ونهاية هذه الحكومات يكون بتشجيع شعوب هذه الدول على الثورة مع دعم  الشعوب الثائرة من قبل الدول الجادة في محاربة الإرهاب ، ولا تشمل الدعوة أمريكا ومحورها
 لأن الإرهاب في خدمة أهدافها والأهداف الصهيونية ، وقد تحرك شعب البحرين لتغيير حكامه ورأينا التدخل السعودي العسكري العلني لصالح حكام البحرين بعلم وتشجيع من أمريكا ، لكن لم نر في المقابل من يقف إلى جانب شعب البحرين لنصرته في ثورته السلمية ، وهذا مما يولد الإحباط عند الشعوب الأخرى في المنطقة ممن تعاني من سلطة الحكام الظالمين المفروضين على شعوبهم بالقوة .
سمعنا قبل أيام تقاريرا ، أكدت أن داعش لعبة أمريكية صُنّعت في سجن بوكة في البصرة أيام الإحتلال الأمريكي للعراق ، إذ كان البغدادي ( إبراهيم السامرائي ) مسجونا في بوكة ، ولا نستبعد ذلك لإن سجن بوكة كان مدرسة للإرهاب ، وسجنا حقيقيا إنتقاميا لغيرالإرهابيين ممن ألقت بهم أمريكا في السجن ظلما ، البغدادي خليفة المجرمين والإرهابيين اليوم ،  تلقى دروسا من إستاذه الأمريكي في فنون الإرهاب ، وبعد أن أتقن دروسه أطلقت سراحه ، وأرسلته إلى سوريا مع مجموعة من الوحوش الضالة ، وهذه هي أمريكا .
بعد أن يئست أمريكا من تطبيق مشروعها في العراق طيلة السنوات الماضية ، أوعزت إلى التلميذ النشيط البغدادي بدخول الموصل بالتعاون مع أطراف سياسية وعسكرية في داخل العراق ليكون احتلال الموصل بابا تدخل منه أمريكا من جديد إلى العراق ، يبدو أن أمريكا نادمة لانسحابها من العراق فأوعزت إلى داعش بفتح الباب لها من جديد ،  عسى أن تتمكن من تطبيق مشروعها التقسيمي للعراق تحت غطاء داعش ، بالتعاون مع سياسيين من العرب والكرد بعد أن فشلت في تطبيقه سابقا ، فتحرك مسعود بارزاني فورا بالتوافق مع حركة البغدادي فاحتل منابع نفط كركوك ومناطق أخرى في ديالى
 والموصل ، فضربت أمريكا عصفورين بحجر من خلال لعبة داعش وزعيمها البغدادي ، لقد التف حول البغدادي جميع السياسيين الطائفيين من السنة المرتبطين بأجندات دول مجاورة ، وهيأوا له حواضنا ومقاتلين كلهم محسوبين على المذهب السني ، وهذه هي المشلكة التي أكد عليها الكاتب الكويتي فؤاد الهاشم في مقاله السابق ، لماذا يذهب إلى هذه المنظمات الإرهابية المجموعات المحسوبة على السنة فقط ؟ ليس في العراق فحسب بل جميع منظمات الإرهاب في أي بلد كانت مقاتلوها من السنة ، هذه الظاهرة بحاجة إلى دراسة لتشخيص الإسباب .
 في رأيي لابد من وجود خلل قد يكون فكريا أو فقهيا ، على علماء السنة المعتدلين والباحثين والمفكرين الذي يرفضون الإرهاب ، ويدينون منهج التكفير الموظف لخدمة الأهداف الأمريكية والصهيونية تشخيص هذا الخلل وإيجاد الحلول المناسبة له، يعلم علماء السنة المعتدلون وكذلك الباحثون والمفكرون أن هؤلاء الإرهابيين يستهدفون السنة مثل ما يستهدفون الشيعة ، ويستهدفون الناس الآخرين بغض النظرعن الدين أو المذهب أو القومية أو المنطقة ، الجميع هدف لهؤلاء المتطرفين المنحرفين ما دام الآخرون لا يوافقونهم أفكارهم .
أقرّ الكونجرس الأمريكي مشروع قانون لتخصيص مبلغ ( 577 ) مليار دولار لوزارة الدفاع الأمريكية ، وهذا شأن أمريكي لا علاقة لنا به ، لكن الذي يعنينا أنّ أمريكا اللاعب السيء الصيت أطلت علينا بخبر تخصيص جزء من هذا المبلغ لدعم ما أسمته المعارضة السورية ( المعتدلة ) ، فانبرت السعودية متبرعة لتدريب هذه المعارضة ( المعتدلة ) على أراضيها وعلى نفقتها الخاصة ، ولا نعرف كيف يمكن أن تكون معارضة ( معتدلة ) وهي تحمل السلاح لقتل الآخرين المختلفين معها ؟
 هذه هي أمريكا ، قاتلة وتشرعن القتل والإرهاب وفق مصلحتها ، لا إنسانية لا قيم لا مبادئ عندها ، من تعده أمريكا اليوم معارضة معتدلة ربما سيتحول غدا إرهابيا والعكس صحيح ، كلنا نعرف أن داعش منذ سنتين أو أكثر تقاتل في سوريا ، فهي معارضة مسلحة تدعمها أمريكا من دون حياء ، لكن بعد أن أدخلتها إلى الموصل تحولت إلى إرهابية ، علما أن أمريكا لا زالت تدعم داعش بطريقتها الخاصة ، أمريكا حولت داعش بين ليلة وضحاها إلى منظمة إرهابية ، فشكلت حلفا دوليا لقتالها بعد أن صورتها العدو الذي لا يقهر ، إلا بتشكيل هذا الحلف الدولي الذي يضم أكثر من أربعين دولة .
أسلوب أمريكا في التعامل مع الأحداث بات معروفا لشعوب المنطقة ، خلق أسباب ومبررات من أجل تحقيق أهداف معينة ، سلّم خونة العراق الموصل إلى داعش لخلق المبرر كي تتدخل أمريكا لتطبيق مشروعها عن قرب ، وربما في حساباتها وحسابات السعودية فرض المشروع بالقوة ، وفي حالة تعثر مشروع التقسيم الذي يرحب به الأكراد وبعض السياسيين الآخرين ، لا بد من خلق حرب أهلية على غرار ما يجري في ليبيا ، استغلت أمريكا ظرف داعش فأدخلت مئات المستشارين الأمريكان إلى العراق ، وقامت بتسليح الكرد بأسلحة حديثة كي يستطيعوا الدفاع عن حدودهم الجديدة في كركوك والموصل
 وديالى ، أما الجيش العراقي ربما يحتاج لسنين طويلة حتى يستطيع أن يقف على رجليه ، فلا تسليح ولا تدريب رغم الإتفاقية المعقودة بين العراق وأمريكا ، لكن أمريكا مستعدة لتسليح العشائر السنية التي تعاونت مع داعش بأسلحة حديثة كي يستقل السنة في دويلتهم المطلوبة من أمريكا والسعودية ومحورهم من الدول الأخرى ، أو خلق حرب أهلية ، وهذا أحد أهداف المشروع الأمريكي الجديد في العراق ، لهذا السبب إن من يطالب بمشروع إقليم الوسط والجنوب أو أقليم البصرة في هذا الظرف ، إنما يتناغم مع المشروع الأمريكي سواء علم المطالبون بذلك أم لا ، عليه أرى من الواجب
 تأجيل مثل هذه المطالبات في الوقت الحاضر على الأقل .
 هذه هي أمريكا ، بعد أن أدخلت داعش إلى الموصل بالتعاون مع بعض السياسيين العراقيين ، صورت داعش العدو الذي لا يقهر ، أمريكا ومعها أكثر من أربعين دولة ومعها البيشمركة المسلحة حديثا ، والجيش العراقي المغلوب على أمره ، لن يستطيعوا طرد داعش من العراق ، إلا في فترة ثلاث سنوات أو أكثرعلى حد قول أوباما ، وبعض الساسة الأمريكان الصهاينة قال نحتاج إلى ثلاثين سنة حتى يتمكن الحلف الدولي من طرد داعش من العراق .
 أيها الشعب العراقي هذه هي أمريكا وأنت تعرفها أكثر من أي شعب آخر ، دجل وكذب واستهتار وخادم مطيع للصهيونية.
جاء في التقرير المالي للكونجرس أنه خصص من ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية (64 ) مليار دولار لتمويل الحرب في أفغانستان والعراق وسوريا ، وخصص (5 ) مليارات دولار لحرب داعش ، ونؤكد أن هذه المليارات مدفوعة مسبقا من حكام الذّل العرب في الخليج ، إما نقدا أو بدفع شحنات من نفط الخليج الموظفة إيرادته لخدمة الحكام العرب الشخصية ، ولخدمة الأهداف الأمريكية والصهيونية ، بعد إعلان قانون الكونجرس المالي صرح السناتور ( كارل ليفين ) رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونجرس الأمريكي ، أن القوات الأمريكية غيّرت من ستراتيجيتها لنقل المعركة مع داعش على
 الأرض ، السؤال كيف تنتقل المعركة على الأرض ؟
وهنا بيت القصيد ، أمريكا قالت أنها لا ترسل قوات برية ، والحكومة العراقية ترفض استقبال قوات برية أجنبية ، إذن كيف نحل هذا اللغز الأمريكي الجديد ؟
المؤشرات بدأت تظهر من خلال الدعوة لعقد مؤتمر أربيل في 18 / 12 / 2014 م  والمؤتمر يأتي استكمالا لمؤتمر عمان الذي اشتركت فيه شخصيات عراقية سياسية مطلوبة للقضاء العراقي بتهم الإرهاب ، السيناريو معد مسبقا ، من خلال طرح مشروع ما سمي بالمصالحة الوطنية من جهة ، ومشروع تسليح العشائر الغربية  لتنسحب بعد ذلك داعش وتحتل العشائر التي احتضنتها لتكون بديلا عنها ، لتطبيق المشروع الأمريكي في تقسيم العراق بالقوة ، وإلا سيكون البديل حربا أهلية ، هذه أمنيات السياسيين في مؤتمر أربيل التي توافقت مع المشروع الأمريكي لتقسيم العراق ، أمريكا لا تفعل خيرا
 للشعوب بل تسير من سيء إلى أسوأ .
 التزامن في طرح مشروع المصالحة الوطنية ، مع مشروع العفو العام ، مع إلغاء قانون المساءلة والعدالة ، مع مشروع تسليح العشائر الغربية ، مع مؤتمر أربيل ، لم تكن مصادفة ، بل كلها تصب في مصب واحد لتحقيق الهدف ، تغيير المعادلة السياسية وتقسيم العراق أو الحرب الأهلية ، طبعا يعنون بالمصالحة مع المطلوبين للقضاء العراقي أمثال طارق الهاشمي وعدنان الدليمي وناصر الجنابي والعيساوي والعلواني وغيرهم ممن يتبون المشروع الأمريكي لتقسيم العراق ، وهؤلاء هم المقبولون كممثلين لسنة العراق عند أمريكا والسعودية وقطر والأمارات وتركيا وبقية دول المحور
 الأمريكي .
أما الأكراد فهم المستفيد الأكبر من المشروع الأمريكي ، لذا فهم المؤيدون الأقوى  لمشروع التقسيم تحت ذريعة الفيدرالية ، وقد أعلنوا عن نواياهم في الإنفصال عندما تحركوا في توقيت واحد مع داعش واحتلوا جميع المناطق المتنازع عليها ، فأعلن البارزاني عن نواياه في إعلان دولته التي تضم كركوك ومناطق أخرى من الموصل وديالى ، بل أعلن كاكا مسعود عن نوايا الإنفصال حتى قبل تحريك داعش من سوريا إلى الموصل ، فحركة داعش واحتلالها للموصل هو جزء من المشروع الأمريكي المطروح الآن والذي يطالب به الكثير من السياسيين ، داعش مجرد جسر لتسهيل المشروع الأمريكي
 وتمريره ، وستغادر الموصل عندما تصدر الأوامر من أسياد داعش الذين يتحكمون في اللعبة ، وقد أعلنت أمريكا من خلال تصريحات سياسييها ، أن الحلف الدولي يحتاج إلى ( 3 ) سنوات كحد أدنى حسب تصريح أوباما ، وإلى ( 30 ) سنة كحد أعلى للقضاء على داعش حسب تصريح أعضاء في الكونجرس الأمريكي ، وهذا ما تتمناه أمريكا ومحورها .
  نحن كمواطنين مطمئنون أن السحر سينقلب على الساحر ، بفضل صبر وصمود وتضحيات الشعب العراقي وأبنائه من أفراد الجيش العراقي البطل والقوات الأمنية الأخرى وأبناء الحشد الشعبي الذين سيطردون داعش خارج الحدود بالقوة وفي فترة زمنية قياسية ، وستتفاجئ أمريكا وحلفاؤها ، عندها ستضيع  فرصتها لتطبيق مشروعها الخطير لتقسيم العراق ، مع تفويت فرصة خلق حرب أهلية  .
هذه هي أمريكا كذب ودجل وتحطيم لأماني الشعوب وخادمة للصهيونية ، وليس هذا غريب عليها ، فهي عدوة الشعوب ، أعلنت أمريكا أنها لن ترسل قوات برية إلى العراق ، لكنها تريد خلق قوات بديلة تقاتل نيابة عنها لتحقيق أهداف المشروع الأمريكي ، وبدأت بالتنسيق مع عناصر مطلوبة للقضاء العراقي ، ومنهم سياسيون مشاركون في الحكومة لكنهم معروفون بتوجهاتهم وارتباطاتهم الخارجية ، ومجموعات من العشائر معارضة للعملية السياسية ، بل منهم من وفّر الحاضنة لداعش ، رفع هؤلاء جميعا مطلب تشكيل الحرس الوطني من أبناء المحافظات السنية ، وطالب قسم من السياسيين الذين
 أدخلوا داعش إلى الموصل ، وسلّطوها على أبناء جلدتهم ومذهبهم ودينهم ، بسحب الجيش والحشد الشعبي ، وهم حسب إدعائهم سيحررون الموصل ، وكلامهم صحيح لن يحرروها بقتال بل ستسلم داعش الموصل إليهم ، مثل ماهم سلموها إلى داعش ، لأنهم وداعش واحد ، ووجهان لعملة واحدة ، فالعملية تسليم وتسلم ، وبعد انسحاب داعش من الموصل سيعلن السياسيون المشاركون في مؤتمر أربيل الإقليم السني ، وهذا ما تريده أمريكا والسعودية وتركيا وبقية دول المحور الامريكي ، وفي حالة عدم تلبية هذه المطالب فالبديل هي الحرب الأهلية .
 اتضحت ملامح المشروع الأمريكي لتقسيم العراق ، أو خلق الفتنة الطائفية وإشعال الحرب الأهلية ، وهذه هي مهمة الحرس الوطني الطائفي الذي يطالب به أعضاء مؤتمر أربيل .
إذا كان مؤتمر أربيل وطنيا لماذا لم يطالب ببناء الجيش العراقي الذي يضم جميع الأطياف وتطويره تسليحا وتدريبا ؟
إذا كان مؤتمر أربيل وطنيا لماذا لم يطالب أمريكا لتفي بالتزاماتها مع العراق فيما يخص الإتفاقية المعقودة بين الطرفين ؟
 ولا بأس لو أقترح مؤتمر أربيل الخدمة الإلزامية لتشمل جميع محافظات العراق بغض النظرعن الدين أو المذهب أو القومية ، حينئذ سيُعد المؤتمر وطنيا وبعيدا عن التوجيهات الأمريكية والسعودية التي تريد زرع الفتنة الطائفية ، أخيرا نقول إن مؤتمر أربيل طائفي بامتياز ومدعوم من أعداء العراق ، والمؤتمر جزء من المشروع الأمريكي المعد للعراق ، والشعب العراقي لا يثق بأمريكا ومشاريعها ، لأنها أم الشر ، وهذه هي أمريكا .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=55622
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16