• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مؤتمر أربيل لمكافحة الارهاب ؟! احذروا رفع المصاحف مرة اخرى . .
                          • الكاتب : مصطفى الهادي .

مؤتمر أربيل لمكافحة الارهاب ؟! احذروا رفع المصاحف مرة اخرى .

بعد ان رأى معاوية ان لا طاقة له بعلي عليه السلام وانه مهزوم لامحالة وأن مالك الاشتر اصبح على أبواب فسطاطه يزحف بجموع المؤمنين ومن خلفهم دعوات امير المؤمنين لهم بالنصر والثبات ، وضع معاوية رجله في ركاب الفرس لكي يهرب من سيف الاشتر ولكن (شيطانا) اعترض طريقه وقال له : الحل عندي اصبر ساعة ، وذهب العاصي ابن العاص ورفع المصاحف على الرماح وهكذا انهار معسكر علي واحاط الجنود بالامام طالبين منه الاستجابة إلى القوم وتحكيم كتاب الله ، وعبثا ذهبت جهود الامام علي مظلوم التاريخ فلم يفلح في ثنيهم عن عزهم هذا ، ومالك الاشتر يصيح امهلوني رمية هذا الرمح النصر لكم . ولكن لا فائدة لقد خارت القوى وهناك في معسكر علي من اعماه بريق (الذهب ) الذي كان معاوية يغدقه على رؤساء عشائرهم .

 

واليوم فإن معسكر الامام علي يُحقق الانتصار تلو الانتصار فهشّم بحذائه الصخر وحرر بارادته جرف الصخر لقد تحرك شيعة العراق لكتابة تاريخهم من جديد وداسوا باقدامهم على صماخ الشر في عامرية الفلوجة وهيت وتكريت ومصفى بيجي وامرلي وجرف الصخر وجلولاء والسعدية وحمرين وانجدوا أربيل . وباتت جحافلهم تسحق ومن دون رحمة اذناب اليهود من نواصب هذه الامة ودواعشها بعد صبر طويل ضرب فيه الشيعة اروع الامثلة في التحمل والصبر والاخلاق والتعامل الانساني. 

 

العجيب ان امريكا قالت ان القضاء على داعش يتطلب سنوات لربما عشر ومبالغ تريليونية ، ولكنهم ذُهلوا واصيبوا بصدمة عندما رأوا ان داعش تتهاوى بفتوى صغيرة من من ربّان هذه الامة وقائد سفينتها ذلك هو (السيد علي الحسيني السيستاني) وإذا بالشباب العراقي ينتفض بعد طول صبر فترك مقاعد الجامعات والمدارس وترك المصانع والمعامل ويندفع بجرأة عجيبة نحو الموت . عندها لابد من اللجوء للمصاحف وإلا سوف يُهرق ماء وجوههم على احذية الحشد الشعبي وارادة الجيش العراقي الذي بدأ يسترد عافيته. 

أوربا وأمريكا واذنابها من كرد وعربان الخليج وعلوج آل عثمان لم يحركوا ساكنا عندما اقتحمت داعش الموصل وتكريت والرمادي وجزء من ديالى حتى وصلت مشارف بغداد ولم يُحركوا ساكنا وهم يرون مئآت الألوف من المسيحيين والايزيدية يفرون بجلدوهم من الموت وليس بينهم شيعيا . ولم يتحركوا حتى عندما رأوا داعش تبيع سباياها بدراهم معدودة وتُدمر الكنائس والمعابد والاضرحة وتحطم كل الاثار التاريخية الآشورية، ولكن هؤلاء الامريكان المنافقين ثارت ثائرتهم لمجرد تفجير تمثال بوذا في افغانستان وحركت جيوشها للقضاء على طالبان الهمجية.

 

ولكن بمجرد ان بدأ الشيعة بالزحف وتبين هشاشة داعش ومن يقف ورائها ، هنا تحرك عمر بن العاص بمصاحفه زاحفا بجحافل الشر نحو العراق عاقدا مؤتمره في أربيل الذي ضمن بين جوانحه اكثر السفاحين اجراما .  وإذا بالمستشارين الامريكيين يملأون المنطقة الغربية في قواعد تكريت وبيجي وغيرها (1) وإذا (وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل،) يطير بقدرة قادرة، وإذا بمسعود برزاني يرسل شيطانه الصغير نيجرفان إلى بغداد ، وإذا بفؤاد معصوم في السعودية واحمد داود اوغلو في بغداد ثم بدأت التصريحات من هنا وهناك لا بد من الحل السلمي في سوريا مع بقاء بشار الاسد ، لابد من القضاء على الارهاب في العراق، لابد من الاتفاق مع إيران. الخليج يهب لاجراء تغييرات فطُرد هذا وجيء بذاك ، وإذا بعقل قطر تنقلب وتتطاير ليصبح امرائهم في لندن يتسكعون على ارصفتها ، ومن الاردن انطلقت فتاوى عبد الملك السعدي مفتي اهل السنة بضرورة التعاون وانطلقت التوسلات مصاحف هذا الزمان من هنا وهناك فهل تستعيد الحكومة التاريخ وتستفيد من دروس الماضي خصوصا وان مجتمع العراق هذه الايام يختلف عن مجتمع الامام علي في الكوفة . مجتمع الامام علي عصاه ولم يُطيعه إلا القليل، ومجتمع السيستاني اطاعه وضحى بارواحه بين يديه . 

 

فيا حكومتنا الرشيدة لا تخذلوا الشعب الذي اجلسكم على الكراسي ووضع ثقته فيكم ولا تخذلوا سيستانيكم فلا يختلف خذلانكم له عن خذلان مجتمع الكوفة للامام علي عليه السلام  أو الحسين واحذروا رفع المصاحف من جديد ، يا شيعة العراق يجب ان تُعيدوا كتابة التاريخ وتمسحوا عار خذلان الامام علي والحسن والحسين(2) اثبتوا للعالم انكم بإيثاركم هذا تُثبتون انكم تستحقون ان تكونوا من المقاتلين بين يدي الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وليكن شعاركم : ( تصدي ، تصدي ، حتى ظهور المهدي).

 

توضيحات . 

1- لا نعرف السبب الذي يُفضل الامريكان تواجدهم في المنطقة الغربية والاستفادة من مطاراتها وقواعدها في الانبار وتكريت ، أين المقاومة الشريفة المزعومة التي يتبجح بها اهل المنطقة الغربية وصدعوا رؤوسنا بها.

2- الشائع ان اهل العراق خذلوا الامام علي والحسن والحسين ، وهذا خطأ بينه الأئمة نفسهم وخصوصا الامام الحسين عندما خاطب الجيش قائلا لهم : يا شيعة آل ابي سفيان . فبيّن الامام الحسين (ع) ان الذين خذلوهم ليسوا من شيعته.ولكن الجيش الخرج لقتال الحسين كان كله من عشائر الكوفة ولم يأت من الشام.فتبين مقدار ما بذله معاوية من اجل شراء  الذمم. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=55449
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28