• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هكذا رأيتُ المرجع السيد محمد سعيد الحكيم(قدس سرّه) .
                          • الكاتب : حيدر الفلوجي .

هكذا رأيتُ المرجع السيد محمد سعيد الحكيم(قدس سرّه)

شرف زيارة امير المؤمنين علي( عليه السلام)

تشرفنا يوم أمس بزيارة ة مرقد امير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام) في النجف الاشرف، وخلال وجودنا هناك قمنا بزيارة المرجع السيد سعيد الحكيم في مكتبه، وأثناء زيارتنا التقينا بالسادة نجلي سماحة السيد المرجع كل من السيد عز الدين الحكيم والسيد رياض الحكيم، وقد استغرقنا بالحديث حتى بلغ وقت أذان المغرب، فقمنا بأداء الصلاة جماعة بإمامة السيد عز الدين الحكيم، وبعد انتهائنا من الصلاة جلسنا وتحاورنا مع السيدين الجليلين، وما هي إلّا لحظات حتى جاءنا خبر بزيارة وفد من الحوثيين لِلِقاء سماحة السيد المرجع، عندها دعانا السادة للحضور في مجلس الحوثيين والاستماع الى حديث سماحة السيد المرجع.
كان عددنا أربعة أشخاص قدمنا بوفد من مدينة الحله، برفقة السيد احمد الزاملي الذي رتب لنا موعداً للقاء السيد المرجع.

(اللقاء مع المرجع) 

دخلنا الى قاعة الاستقبال والتي تُسمى في محافظة النجف ب( البرّاني)، حيث وجدنا وفداً من السادة الحوثيين يتألف من عشرين رجلاً او أكثر، كانوا قد وُفِقوا لزيارة الامام ابي الأحرار الحسين ( عليه السلام)،  وكان هؤلاء قد ذهبوا الى كربلاء المقدسة مشيّاً على الأقدام من مسافة بعيدة من داخل العراق نحو كربلاء العقيدة والإباء نحو الامام المظلوم( أرواحنا فداه) .
دخلنا الى القاعة فوجدنا سماحة السيد وهو جالس على الأرض وهو يتحدث مع السادة الحوثيين بحديث، وعندما نظر إلينا قطع حديثنا ورحب بنا اجمل ترحيب، ثم جلسنا ونحن نستمع الى حديثه الممتع الذي كان يوجّهه الى الوفد الحوثي.

(خطاب المرجع)

تحدث السيد المرجع وأشار الى ضرورة الوحدة بين المسلمين وأثرها الإيجابي على المجتمع المسلم فيما لو تحققت تلك الوحدة كما هي الان متحققة في زيارة أبي الأحرار الامام الحسين( عليه السلام) ، فزيارة الاربعين للإمام هي عبارة عن مشروع يوحد المسلمين جميعاً وعلى اختلاف مذاهبهم، ففي زيارة الامام أجتمع كل من الزيدي والحنفي غيرهم واشتركوا جميعاً في توجههم نحو ابي الأحرار.
وأشار سماحته الى الجانب الغيبي الذي يقود مسيرة المشي الخالدة نحو ابي الاحرار( عليه السلام) ، وذكر انه لا توجد قوة ولا قيادة ، لا على مستوى المرجعية ولا غيرها  تقوم بتنظيم هذه المسيرة الخالدة، وإنما هي مسيرة عفوية أساسها التقوى وأساسها، دماء الشهداء الذي ضحّوا بأنفسهم منذ مئات السنين من خلال تحديهم للحكومات الجائرة التي قامت بقمع وقتل كل من يتوجه نحو زيارة الامام الحسين(ع)، بدئاً من حكومات بني أُمية وحكومات بني العباس وانتهائاً بحكومات البعث الصدّامي المجرم.

(كان اهل اليمن يأتون مشياً لزيارة الامام الحسين ع)

اهل اليمن كانوا يقطعون المسافات الشاسعة مشياً على الأقدام  لزيارة ابي عبد الله الحسين ع، متحدين خطورة الطريق من الوحوش والأسود وغيرها فضلاً عن الخطورة التي كانوا يتحملونها خشية التيه في الطرقات ورداءة الأجواء المناخية طيلة تلك الحقبة الزمنية بالاضافة الى خطورة الحكومات السالفة ، ورغم ذلك فان جميع تلك العقبات لم تمنع زوار الامام الحسين من المضي في مشروعهم وهو طاعة اهل البيت ع من خلال تأكيدهم لتحملهم أعباء المخاطر لإثبات وترسيخ القواعد الاساسية لفوائد زيارة الامام الحسين والتي من خلالها ثبت الدين وعقائده وتاريخه السامي من خلال تسليط الضوء على ما قدمه ابو عبد الله من تضحيات لأجل نصرة دين جده الحنيف.

وفي ختام لقاءنا مع سماحة السيد وجه كلامه لنا من انه لم يتعرض في كلامه لحضورنا فقد أظهر اعتذاره من عدم توجيه شيئاً من خطابه لنا على اعتبار حديثه كان موجه فقط للإخوة من اهل اليمن ، إلّا اننا استفدنا كثيراً من ذلك اللقاء، ودعونا له وقد ذكرتُ له أنكم تمثلون خط اهل البيت في تواضعكم من خلال استقبالكم للأمة ومعايشتكم معها لأنكم تحملون همومها وإنكم قريبون منها.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=55236
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19