• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هو معجزة علي ... وكفى .
                          • الكاتب : حميد آل جويبر .

هو معجزة علي ... وكفى

لا ينتطح عنزان - كما يقال - في رفعة مقام الامام الحسين "ع" عند رب العزة . وحسبه مقاما محمودا صرخة ( حسين مني وانا من حسين ) شهادة لم يقلدها النبي محمد الا على عنق هديته النادرة للبشرية علي ابن ابي طالب (عليهم السلام) . ولن يزيد في شأن هذا المقام الحسيني السامق الذي يحسده عليه حتى عم جده البطل حمزة ، ان نلصق به في كل يوم كرامة مصطنعة تروج بين العوام فيتلاقفونها كما يتلاقف اللاعبون الكرة . وحسب هؤلاء الكرام العظام كرامة الشهادة وهي ارفع وسام يتهاوى حذاءه كل وسام ، " .. القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة - الامام علي بن الحسين " . ارى ان من يبحث عن هذه الكرامات المادية في قدور الطهي العملاقة ، وفي صوندات الغاز ، و بين المرضى السائرين بعشق الى الحائر الحسيني ، هم من اولئك النفر الذين ينقصهم الايمان الكامل بعظمة الامام الحسين "ع" ، و هم بذلك انما يبحثون عما يكمل لهم قطع هذه الصورة المنقوصة . ارقى تجليات رحلة الامام منذ بدئها وحتى نهايتها المشرفة في العاشر من محرم هي ان حلقاتها كانت تتابع الواحدة تلو الاخرى بانتظام طبيعي يتماشى مع السنن الالهية للطبيعة وفي كل تحركاته البطولية كان يتصرف الامام مثل اي انسان آخر ، وما جرى له من الويلات الدنيوية كان يمكن ان يجري لاي انسان اخر ليس بالضرورة ان يكون سبطا من الاسباط او ابنا لعلي والزهراء " عليهما السلام " . ولو لم تكن تلك الوقائع المفجعة والمواقف البطولية في سياقها الطبيعي لما كانت اسوة حسنة لنا ولمن سيعقبنا الى يوم يبعثون ونبعث . اعجب ممن ينسب الى الامام الحسين "ع" كرامة حفظ ارواح عدد من زائريه وسلامتهم من كلاب ابن تيمية السائبة اثناء توجه الملايين الى رحابه المشرفة في كربلاء . من يصدق مثل هذه الطروحات ، عليه ان يصدق ايضا بان الامام الحسين يبعض بين زواره - وحاشاه - فيختار منهم من يستحق الموت على ايدي الدواعش الامويين الدمويين ، وآخر يستحق ان يكمل زيارته حتى العودة بقطارات و حافلات الصديق بيان جبر !!! هل يدخل هذا التهافت في دماغ عاقل ؟ وهل هذا هو المراد من التشيع العلوي الذي لو انتشر بين الشيعة انفسهم لذابت دويلات عائلية باكملها في المنطقة دون اطلاق رصاصة خلب واحدة ... كل ما سطره الحسين منذ اكثر من شهرين على مقتله وحتى بعد ذلك ، لهو شرف رفيع ودرس بليغ للانسانية جمعاء في الشجاعة والاباء والمروءة والشرف الرفيع الذي لا يمكن ان يسلم حتى يراق على جوانبه الدم الزكي . لا الحسين ولا اتباعه الحقيقيون بحاجة الى سفاسف قصص وروايات تنتشر كل يوم لا تغني من الحق شيئا ، بل تمنح الضفة الاخرى المهزوزة هدية مجانية للضحك علينا واتخاذ معتقداتنا هزوا . ان شئتم ان تبحثوا عن معجزة حقيقية في شهادة الحسين فهي تكمن في هذا التزايد الملفت لاعداد الزائرين الموالين لاهل البيت "عليهم السلام" من خارج ايران والعراق وسط مَدافع اعلام النواصب والشانئين . المعجزة الحقيقية هو استيعاب هذه الاعداد المليونية التي تضيق بها بلدان باكملها وليس مدن . المعجزة الحقيقية التي تبهرني انا شخصيا ولا اجد لها تفسيرا هو هذا الانتظام الخرافي للمشاة . فمثل هذه المسيرات المليونية لا بد وان تكون مرتعا خصبا لمفاسد جانبية وتحرشات وحتى سرقات واعتداءات ، ولنا في ما جرى باحتجاجات الشعب المصري المليونية اسوة "سيئة" . حيث كان عدد المتجمهرين لا يضاهي ربع عدد زوار الامام الحسين ، غير ان ما حدث من خروقات اخلاقية خلال الاحتجاجات لم يكن بالامكان تغطيته بغربال . المعجزة الحقيقية يجب ان يبحث عنها في عشق فقراء الجيوب ، فقراء الجنوب الذين نصبوا طاولات على ناصية الطريق راصفين عليها "اخف ما لم من زاد اخو سفر - الجواهري " هو كل ما يملكون في بيوتهم من قوت يومهم . اما اذا كانت كرامة الامام في شفاء مريض مصاب بجلطة او مسموط ابو ابوه بالسرطان او مقعد عاجز عن الحركة فانني ساتحول من هذا اليوم لديانة اخرى لاني لا انفك اتابع يوميا برامج مبشرين بدياناتهم وهم يبرؤون الابرص و الأكمه و المقعد و الأثول ، وبقي فقط أن يحيوا الموتى !!! الامام علي هو هدية النبي محمد للانسانية - قلت للانسانية - والامام الحسين هو هدية علي للبشر - قلت للبشر - وحسب الحسين معجزة انه هديةُ هديةِ رسول الله وكل أمر بعد ذلك لا يحرك شعرة في مفرقي . السلام على شبير الحسين يوم بشر به علي محمدا ، و السلام على الحسين يوم رفع الى جوار ربه راضيا مرضيا ، و السلام على الحسين يوم يدعى كل اناس بامامهم ، جعلنا الله واياكم منهم .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=54981
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29