إذا كانت زيارة الأربعين من علامات المؤمن، وأصبحت في الأعوام الأخيرة ملتقى المؤمنين ومحل اجتماعهم واتحادهم، فلا شك في أن الإمام الحجة عجل الله تعالى فرَجه الشريف يأتي إلى كربلاء في هذه الأيام، ويتواجد بين المشاة، ويمشي معهم في الطريق من نجف عليّ إلى كربلاء الحسين عليهما السلام، ولعله يلبي دعوة بعض أصحاب المواكب، فينزل عندهم، ويستريح في كنفهم، ويأكل من طعامهم. فياله من توفيق عظيم يحظى به صاحب الموكب، وهو لا يدري ما الذي جعله يستحق هذا المقام الرفيع.
وليت شعري؛ هل يُعقل أن يحضر الإمام بين شيعته ومواليه الماشين إلى كربلاء ولا يزور خنادقكم ويتفقّد مقراتكم وهو يعلم مدى أهمية ما تنهضون به من دور في المحافظة على أمن الزوار وصيانة هذه الشعيرة العظيمة؟!
فإذا انتابك أخي المجاهد في هذه الايام إحساس القرب من إمام العصر عليه السلام، وعشت أجواء معنوية في مناجاتك معه، فما يدريك؟ فلعل الإمام عليه السلام يكون قد مرّ من مقرك، ونظر إليك نظرة لطف ورحمة، فهاج قلبك لهفة إليه.