• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تعددية الازواج مرفوضة فسيولوجيا عند المرأة .
                          • الكاتب : سعيد العذاري .

تعددية الازواج مرفوضة فسيولوجيا عند المرأة

 لا اريد عرض بضاعتي المنسجمة مع متبنياتي الدينية بالاستشهاد باراء المتخصصين حول عدم السماح بتعدد الازواج بل لتبيان حقيقة رفض المراة لتعدد الازواج او الاحباب او العشاق وهذا الرفض منسجم مع طبيعتها الفسيولوجية على عكس الرجل وهي ليس اثباتا او تأييدا لأحقية الرجل بالتعدد .
    لو كان لي حق الافتاء او تشريع قوانين التعدد لقيدت تعددية الزوجات بقيود عديدة لاتسمح للرجل بالتعددية تبعا لمزاجه او رغبته الطارئة  بل لظروف قاهرة ينبغي تقنينها ولايحق له الزواج الا بهذه الشروط :
   اولا : ضرورة واضحة المعالم تشاركه زوجته بالاقرار بهذه الضرورة ثانيا : تقرير طبي من اطباء البدن والاطباء النفسانيين يسمحون له بالزواج ثالثا : موافقة قاضي المدينة رابعا : موافقة  عالم الدين النزيه والكفوء
    بعد هذه المقدمة ادخل بتفاصيل الموضوع لأثبات رفض الفطرة الانثوية لتعدد الازواج  الا ما شذ وقبول الفطرة الذكورية او الذكرية لتعدد الزوجات بمعنى الانسجام مع فسيولوجية كلا الجنسين .
   والمقالة  مقاطع من كتابي (( الحقوق والواجبات الجنسية  على ضوء المذاهب الاسلامية السبعة )) كتبته سنة 1997حذفت منها مالاينسجم مع الذوق السليم لمثقفي وكتاب مواقع الانترنيت  ومراعاة لنوعية القراء المخالفة لنوعية وخصوصيات قراء الكتاب .
من الفوارق الملموسة بين الذكر والانثى انّ الذكر  يستيقظ دافعه الجنسي تلقائياً   في الكثير من الأحيان وبدون الحاجة إلى اثارة خارجية أو جنسية موضعية، في حين ان الانثى قليلة التحسس بدافعها الجنسي  بشكل تلقائي، وهي في معظم الأحيان في حاجة إلى اثارة خارجية أو موضعية.
    أفاد كنزي في دراسته الاستبيانية عن الحياة الجنسية للانثى (سنة 1953) انّ هنالك فروقاً كبيرة بين الذكر والانثى من حيث استثارتهم بالمواضيع الجنسية، وقد وجد انّ الذكور اكثر استثارة من الاناث بالمواضيع الجنسية الواضحة، والانثى أقل استثارة بعوامل الاثارة الجنسية النفسية، وخاصة اذا كانت المثيرات بصرية، فهي لاتثار بشدة برؤية الجسم العاري أو المواضيع البصرية المماثلة كما هو الحال عند الذكور، وقد تحتاج الانثى إلى توافر مثيرات خاصة لا تتوافق بالضرورة مع ما يثير الرجل في جميع المواقف والحالات.
 وأفاد شمدت وسيجوش (سنة 1970) انّ الانثى أقل من الرجل استثارة بصور الممارسات الجنسية، غير  انّها اكثر من الذكر استثارة بالانتاج الأدبي، والمقصود منه القصص والروايات الغرامية والجنسية.
 وبينت دراسة هايمان (سنة 1977) ان الانثى اكثر استثارة بالافلام وأقل بالخيال، واقل من ذلك بالقصص المسجلة على الاشرطة، غير ان المرأة كالرجل تثار بشكل أشد بالتسجيلات التي تصف العلاقة الجنسية من الاستثارة بالتسجيلات التي تصف الحب الرومانسي، وقد كانت حصيلة هذه الابحاث هي انّ الجنسين اكثر  تأثراً بالافلام ذات المواضيع الجنسية الواضحة منها بالافلام القصصية، غير انّ هذا الفرق والتأثير هو اكثر وضوحاً في الذكر منه في الانثى.
ونتائج هذا البحث تؤيد الملاحظة بانّ الذكور ينشغلون بصورة اعظم في الامور الجنسية عن طريق التفكير  ر والخيال، وهي عمليات عقلية تقوم في معظمها على أساس التجزئة البصرية، بينما الاناث ينشغلن بهذه الامور  ن  عن طريق الحديث أو القصص وهي التي تبنى على الكلام والصوت والسمع، والتوافق بين هذه الدراسات الفعلية يؤيد الرأي المطروح; وهو انّ الذكر يحب بعينيه، أما الانثى فهي تحب باذنيها.
.
وفي نوعية الاستثارة تلقائية أم محدثة، فانّ الذكور على العموم لديهم القابلية على الاستثارة التلقائية في  الامور الجنسية، اما بدون سبب أو بفعل التأمل والخيال والحلم، بينما الانثى لا تستثار عادة أو بسهولة  بنفس الأسباب، فهي بحاجة إلى مثير خارجي مباشر كالصوت أو الكلمة أو الصورة، أو إلى مثير داخلي  مباشر في منطقة أو اخرى من المناطق الجنسية في جسدها، وهكذا فانها تثار بالاثارة الفعلية أكثر بكثير  من استثارتها بالاثارات غير الفعلية التلقائية منها أو الخارجية، وهذا الواقع يعطي الانثى خصوصية أعظم  في اختيار مايثيرها مما هو عليه الحال عند الذكر، وهذا يجعل الانثى بالضرورة البايولوجية اكثر اتزاناً  ووفاءً وحصراً في علاقتها الجنسية من الذكر.
التنويع والتعدد
انّ الفطرة جعلت من الذكر الرغبة في تنويع علاقاته الجنسية مع أكثر من انثى، بينما لا وجود لهذه الرغبة عند الانثى، وهذه ظاهرة متكررة في كل مجتمع وكل بلد في العالم، وقد اكد الباحثون على تواترها عبر العصور والحضارات، ولا تفسير لذلك إلاّ القول بالفطرة وفطرية هذا الميل وعدمه.
وترى بعض الدراسات انّ جميع الذكور تقريباً يميلون إلى تحقيق هذا التنوع والتعدد في علاقاتهم الجنسية لو لم تكن هنالك موانع اجتماعية، وقد افادت احدى الدراسات الواسعة حول هذا الموضوع بانّ حوالي 84% من 165 مجتمعاً معاصراً تمت دراستها، يسمح فيها للرجل بان يتخذ اكثر من شريكة جنسية في زمن واحد، بالزواج أو بطريق آخر.
وقد فسرت ميول الرجال إلى التنويع على أسس بايولوجية، فالتنويع عند الذكور يخدم غرض تأكيد استمرارية الوراثة والتنويع والتطور، امّا من ناحية الانثى فانّ تحديد ميلها للتنويع يفسر على اساس بايولوجي اجتماعي، فهي بحكم طبيعتها البايولوجية وموقعها الاجتماعي لاتستطيع ان تضمن استمرارية وراثتها إلاّ عن طريق ذاتها، ومثل هذه الامكانية تتحدد بفترات الحمل المتباعدة والمحددة وهي لذلك يجب ان تحصر علاقاتها الجنسية بما لا يخرج عن طريق الزواج.
ولو تتبعنا الحركة التاريخية للمجتمعات لوجدنا انّ ظاهرة تعدد الزوجات هي الغالبة في أنماط الزواج، أمّا تعدد الازواج فهو نمط قديم كان شائعاً في الماضي البعيد عند بعض المجتمعات، ومازال ممارساً في حضارات معاصرة خاصة في جنوبي وسط آسيا، حيث تستطيع المرأة أن تتخذ اكثر من زوج واحد، وتمارس حق اختيار من تعاشره جنسياً.
وقد يتصور البعض من الباحثين انّ الحياة الجنسية للانسان القديم كانت حياة عشوائية لاترتبط بنظام معين أو التزام معين، بمعنى انّ الرغبة الجنسية والسعي إلى ارضائها كانت فعالية من أجل ذاتها وبدون ارتباط بمفهوم الحياة الزوجية والعائلية، وعلى اساس هذا التفسير العشوائي تتعدد الشريكات ويتعدد الشركاء جنسياً، وتتنوع العلاقات الجنسية.
ونحن ومن خلال نظرتنا لواقع الانسان ولحركته التاريخية منذ نشوئه، ومن خلال متبنياتنا الاسلامية نرى انّ هذه الامثلة ظواهر شاذة في بعض الشعوب والقبائل، فالعشوائية الجنسية ظاهرة منحرفة في جميع مراحل الحياة الانسانية، لاننا نؤمن بانّ الدين بمفاهيمه وقيمه قد رافق الانسان في جميع مراحل الحياة منذ الانسان الأوّل وإلى يومنا هذا، وهو الذي شرّع العلاقة الزوجية ونظّم الاسرة ووضع لها القوانين والموازين الملزمة لها، امّا الاباحية أو العشوائية فهي ظاهرة طبيعية سببها الانحراف عن المنهج الالهي في الحياة، وهي ظاهرة ليست عامة وشاملة بل محدودة في مجتمعات معينة وقبائل معينة.
ويمكننا القول: انّ التنويع والتعدد في الشراكة الجنسية ظاهرة واقعية لازمت الرجل في مختلف العصور والازمان، وفي جميع أو أغلب المجتمعات دينية كانت أم غير دينية، وهي ظاهرة لا تجد قبولاً عند المرأة، حيث تبقى ظاهرة شاذة ومقززة ومنفرة، وهذا هو الظاهر من خلال دراسة تاريخ الامم والشعوب وتاريخ الديانات وتاريخ النظم والقوانين، وحتى المجتمعات التي تحكمها المرأة والتي تسمى المجتمعات الامومية نجد انّ الحاكمة أو الملكة تحتفظ بزوج واحد من الناحية الرسمية، ولا تتبنى تعدد الأزواج وان كانت هي صاحبة الحول والطول.
وإذا تتبعنا الكثير من القوانين في العصر الراهن لوجدناها تقرر تعددية الزوجات ولا تقرر تعددية الأزواج، ايماناً بفطرية الأمر والظاهرة، فالطبيعة الانثوية ترفض التنويع والتعدد مهما كانت الفلسفة أو العقيدة التي تتبناها، بينما الطبيعة الذكرية ترغب في التنويع والتعدد، ولهذا فانّ القوانين التي تقرر هذه الحقيقة لاتشترك في ظلم المرأة أو الانتقاص من شأنها أو غصب حقوقها، بل تراعي الجوانب الفطرية فيها، وهذه الظاهرة الفطرية نراها في جميع المجتمعات حتى الاكثر انحطاطاً وتحللاً واباحية، فهي لاتستسيغ تعدد الأزواج أو تعدد الشركاء الجنسيين، بينما تستسيغ تعدد الزوجات، وهذه الظاهرة الفطرية مراعاة في سن قواعد واسس الحقوق والواجبات الجنسية.
المبادرة
من الامور والحقائق الثابتة انّ الذكر أو الرجل هو الذي يقوم بالمبادرة الاولى لاستمالة الجنس الآخر، بينما تبدي الانثى أو المرأة تحفظاً وقدراً من ضبط العاطفة، وتبدي إعراضا وممانعة، والذكر حينما يقوم بدور المُطارِد والمغازِل يعطي المجال الكافي للانثى للبدء في استجاباتها الجنسية.
وهذه الميزة ليست ميزة حضارية واجتماعية فقط، وانّما هي ميزة فطرية، ولهذا نجدها في جميع الفصائل الحيوانية، وفي جميع الحضارات الانسانية، ونجدها في اكثر البلدان انحلالاً فعلى الرغم من وفرة الجنس ووجود اباحية نجد انّ الرجل هو المبادر لمطاردة المرأة أو استمالتها.
وبالاضافة إلى فطرية هذه الظاهرة فانّ هنالك عوامل اجتماعية تساهم في تركيزها حيث يربى الذكر على عدم الحياء، بينما تربى الانثى على الحياء، وهذه ظاهرة مطردة في جميع المجتمعات والحضارات، فحتى الدول والبلدان المتحللة تجد فيها تربية للذكر تشجعه على أن يكون صاحب المبادرة، ومن هنا نرى ان الذكر أقلّ قدرة على كبح وكبت الدوافع الجنسية، بينما تتمتع الانثى بقدرة اكثر على كبح وكبت الدوافع الجنسية.
والمبادرة من قبل الذكر أو من قبل الرجل ظاهرة ملموسة في جميع المجتمعات وعلى اختلاف متبنياتهم العقائدية والفكرية والخلقية، فهو المتقدم دائماً أو غالباً وخصوصاً في مسألة التقدم للزواج، فالرجل هو المبادر لمفاتحة المرأة، هذا في الامور المباحة أو المشروعة، امّا في الامور غير المشروعة فهو كذلك المبادر، وان كانت المرأة هي الراغبة، ولهذا فان انحراف الذكور اكثر بروزاً ووضوحاً من انحراف الاناث.
الذروة
من الفروق الأساسية بين الجنسين في حياتهما الجنسية هو تحقيق الذروة وبعبارة أدق الوصول إلى قمة الشهوة، فالرجل عند وصوله لها يتحقق له الاكتفاء الجنسي والشعور باللذة، وهي المرحلة الاخيرة من عمليات الاستجابات الجنسية، وبدون الوصول إلى هذه المرحلة واتمامها فانّ الرجل يشعر بانّ استجابته الجنسية قد توقفت عند حد الاحباط والفشل ولذا تنتابه الهواجس والمخاوف ويبقى يعيش في دوامة من الاضطراب والقلق النفسي والروحي والجنسي.
والذروة لاتحدث في نسبة عالية من الاناث، وفي نسبة كبيرة من العلاقات الجنسية، وتظهر استطلاعات رأي الاناث في هذا الموضوع انّ عدم حصول الذروة لايسبب بالضرورة احباطاً جنسياً للانثى، فهي تعتمد إلى حد بعيد، وربما اعتماداً كلياً في الكثير من الحالات على عملية المشاركة الجنسية والتوافق في العاطفة مع شريكها الجنسي وبصرف النظر عن تحقيق الذروة أو عدمه( ).
وتختلف الفترة اللازمة للوصول إلى قمة الشهوة من بداية الاستثارة عند الرجل عنها عند المرأة، ففي أغلب الأحيان تحتاج المرأة إلى مدة أطول من الرجل للوصول إلى قمة الشهوة، ولذلك ينبغي تحقيق الانسجام الجنسي أو ما نسميه اليوم التكيف الجنسي أو المواءمة الجنسية بين الزوجين وهذا يعتبر من أهم المشكلات التي يعاني منها الأزواج، وذلك لأنّ أي انحراف في هذه المواءمة غالباً مايؤدي إلى الاضطرابات العصبية الحادّة، فإذا ما أحس أحدهما أن شريكه يصل إلى اشباع غرائزه هو وحده فقط فإنّ الجنس بالنسبة له يصبح تضحية مريرة وعملاً قاسياً لا معنى له ولا فائدة فيه وقد يقوده إلى هاوية العقد النفسية التي قد تكون سهلة في البداية ولكنّها تتفاقم تدريجياً حتى يصعب التغلب عليها بعد ذلك( ).
والتأخر في الذروة أو عدم الوصول اليها ظاهرة واضحة عند النساء في مختلف الحضارات والبيئات الاجتماعية والتربوية، وفي مختلف مراحل التاريخ الانساني، فهي حالة متكررة بل ثابتة لاترتبط ببيئة دون اخرى أو بعصر دون آخر، وليس الامر متوقفاً على حصول المرأة على حريتها أو تمتعها بوعي وادراك، بل انّ المرأة مطلق المرأة تتأخر في الذروة قليلاً أو كثيراً عن الرجل.
وايماناً بهذه الحقيقة واقراراً بها نرى انّ علماء النفس أو علماء الاجتماع أو المختصين بالشؤون الجنسية ينصحون بمراعاة الزوجة اثناء المباشرة الجنسية، وينصحون باطالة فترة الغزل والغرام والملاعبة من اجل وصول الشريكين معاً إلى الذروة في آن واحد.
وكانت توصيات وارشادات القادة الدينيين توجه الانظار والممارسات إلى هذه الحقيقة لتتم مراعاتها من قبل الزوج أو من قبل الزوجين معاً، حتى اصبحت حاجات المرأة ضرورة ملحة، وداخلة في حقوقها المشروعة.
وأصبح انتظار الشريك ضرورة واضحة المعالم تتراوح بين الاستحباب والوجوب، وهي إلى الوجوب أقرب لموافقتها لروح الشريعة، وللذوق الشرعي السليم الذي يؤكد على المعاشرة بالمعروف، ومن تمامها انتظار الشريك للوصول إلى الذروة، وبها يتحقق الهدف المرحلي للمباشرة الجنسية.
معاودة المباشرة الجنسية
ان المرأه بطبيعتها قادرة في حالة حدوث الاثارة الجنسية الكاملة على الوصول إلى قمة الشهوة أو الذروة أكثر من مرّة، قد تصل إلى ست مرّات أو اكثر خلال العملية الجنسية الواحدة، ووجد أنّها قد تصل أحياناً إلى 50 مرة أو اكثر إذا استمرت الاثارة للمنطقة البظرية واستطاعت المرأة أن تتحكم في توترها الجنسي وتحتفظ بمدد أطول من الاثارة( ).
اما الرجل فانّه يصل إلى قمة الشهوة مرة واحدة حيث ينتهي بالقذف ثم الارتخاء، ويحتاج إلى انتصاب جديد واستراحة وقتية للوصول إلى قمة الشهوة مرة اخرى، وهذا هو واقع الرجل.
وقد دلت الدراسات والتجارب على انّ الرجل لايستطيع معاودة البدء بالعملية الجنسية الثانية إلاّ بعد مرور مالا يقل عن خمس عشرة دقيقة على انتهاء العملية الاولى بقذف سائله المنوي، وربما امتدت هذه الفترة إلى ساعات عند بعض الرجال، وهي عند البعض تمتد إلى أيام عديدة، وأما بالنسبة إلى المرأة فان باستطاعتها أن تمارس العملية أكثر من مرّة وفي فترة قصيرة جداً( ).
الجنس والحب
من الفروق الواضحة بين الرجل والمرأة; انّ الرجل يفصل بين الجنس والحب، فهو يمارس الجنس دون النظر إلى حبّه للمرأة المستجيبة له سواء كانت زوجته أم أمرأة اخرى، فهو يصل إلى قمة الشهوة مادام يمارس العملية، ويصل إلى المتعة والسرور التام مع أيّ امرأة وان لم يكن مرتبطاً بها عاطفياً.
والرجل يستطيع أن يكون محباً ومخلصاً لشريكة حياته ولكنّه في نفس الوقت يتطلع إلى غيرها لاشباع حاجته الجنسية أو حاجته إلى التنويع، فقد يتزوج غيرها أو يقترن معها بعلاقة غير شرعية، حيث يستسلم لجمال امرأة أو سحرها دون أن يشعر بأي عاطفة حب نحوها.
وقد نجد رجلاً يحب زوجته حباً عميقاً قد يصل إلى حد العبودية إلاّ أنّه لا يرغب في مباشرتها جنسياً بسبب عامل جسمي أو جمالي.
امّا المرأة فانّها أكثر ميلاً لربط الجنس بالحب، فهي تستسلم لمن تحبه، فإذا ملك الرجل قلبها فهو على جسدها أقدر، ولهذا نجد انّ ضعف الحب أو العاطفة تجاه الزوج يؤدي إلى ضعف الرغبة في المباشرة الجنسية، وان استسلمت تحت الاكراه أو الاضطرار فإنها لا تصل إلى قمة الشهوة ولا تشعر بالارتياح، وإذا أحبت المرأة شريكها فانّها ترفض غيره ولا ترغب في التنويع الجنسي، ومن هنا نستطيع القول: انّ الخيانة الزوجية من قبل المرأة مرتبطة ارتباطاً مباشراً بضعف العلاقة العاطفية معه، فمتى ماضعف الحب أمكن الوقوع في الانحراف، ... ولهذا نجد انّ المرأة أقل خيانة من الرجل لشريك الحياة، ويخرج عن قاعدة الربط بين الجنس والحب ظاهرة البغايا، فانّ البغي تعرض جسدها عدة مرات على عدة رجال طلباً للمال وهي لا تشعر بأيّ عاطفة أو متعة جنسية معهم، وبعض البغايا وكما يحدثنا بعض أصحاب التجارب يحتفظن بعشيق أولهنّ علاقة خاصة ببعض الافراد، وهذا العلاقة تجعلها تشعر بلذة ومتعة جنسية اثناء اللقاء معه، واحياناً ترفض أن تأخذ منه أجراً.
واحياناً تتوجه المرأة إلى الجنس بحثاً عن حب مفقود افتقدته حينما كانت طفلة في بيتها بموت الأب أو موت الأم أو كليهما مع حياة التشرد وعدم الاستقرار، فتجرب أحضان الرجال الواحد تلو الآخر إلاّ انّها لا تحصل على ماتريد من حب وعطف وتستمر على هذه الحالة ان لم تعالج نفسياً وقد تستمر على هذه الحالة حتى بعد الزواج، وقد تطلّق بسبب انحرافها ومع ذلك تستمر تاركة حياة الزواج السعيدة، وقد تشعر بمرارة عملها إلاّ أنّها لا تقلع عنه وان ادّى إلى ضياع مستقبلها.
الجواذب الجنسية
يختلف الجنسان في مقومات ومظاهر الجواذب الجنسية ويختلف الجنس الواحد في ذلك أيضاً، وهذا الاختلاف ناجم عن الفروق الفردية والاجتماعية وكذلك الحضارية، فالاختلاف واضح من فرد لآخر ومن جماعة لاخرى ومن حضارة لاخرى، ومع هذه الفوارق فانّه يلاحظ انّ الصفات الجسدية في المرأة هي اكثر الصفات جاذبية للرجل، وهذه الصفات هي التي تحدد درجة اهتمامه بالمرأة ومتابعته لها، فهناك أفراد يختارون المرأة البيضاء، وهناك أفراد يختارون المرأة السمراء، وبعضهم يختارون المرأة الضخمة واخرون يختارون الضعيفة النحيفة، وبعضهم يرغب في ذوات النهود الكبيرة واخرون يرغبون في ذوات النهود الصغيرة، ومن الرجال من يرغب في المرأة الطويلة وآخرون يرغبون في المرأة القصيرة، ومنهم من يرغب في الألية الضخمة بينما يرغب غيرهم في الألية الصغيرة، وكذا الحال في النظرة إلى حجم الصدر وحجم الوجه ولون العينين وحجم الانف والفم وبقية أعضاء الجسم، وهذه الرغبة أو الميل إلى خاصية معينة لها تأثيرها الملموس في المتعة واللذة والوصول إلى قمة الشهوة، وفي أغلب الحالات فانّ الرجل الذي يقترن بامرأة مخالفاً لرغباته فانّه يبقى يحن إلى من تتصف بالصفات الموافقة لرغباته فيضطر أحياناً للزواج من ثانية أو الاقتران بها بصورة غير شرعية أو على أقل التقادير تخيّل مباشرتها الجنسية في أحلام اليقظة أو أثناء المباشرة الجنسية مع شريكة حياته.
وإذا تابعنا المرأة في مقومات الجواذب الجنسية وجدنا انّ المرأة أقل من الرجل انجذاباً بالصفات والخصائص الجسدية، وتبقى الفوارق قائمة في درجة الانجذاب، تبعاً للون والحجم وسائر الصفات والخصائص، وقد دلت الدراسات والملاحظات الميدانية انّ النساء يبحثن عن الرجال الذين يتصفون بالرجولة الكاملة، ويبقى الاختلاف في التفاصيل، فبعض النساء يرغبن بالصدر معتدل الحجم، وبعضهن يرغب بالصدر الضخم، والبعض يرغبن بالطويل والبعض يرغبن بالمعتدل في الطول، وبعض النساء يرغبن باللون الأسمر وغيرهن باللون الأبيض، وبعضهن يرغبن بالرجل ذي الشعر الغزير بينما غيرهن يرغبن بالأملس أو قليل الشعر.
ومن الحقائق الميدانية انّ مايجذب الرجل نحو المرأة أو المرأة نحو الرجل لأغراض الزواج ليس بالضرورة مايجذب نحو الأغراض الجنسية، لانّ الجنس قد لا يكون دافعاً أساسياً للزواج، وفي بعض الأحيان قد تتبدل الرغبات بعد الاقتران ليجد كل منهما انّ اعتقاداته في الجواذب لم تكن صحيحة، حيث انّ الواقع والممارسة العملية هي الفيصل في تحديد النظرة الأخيرة أو النهائية حول الجواذب، فقد يرغب الرجل في المرأة البيضاء ولكنْ بعد الاقتران بها يجد انّ السمراء أفضل منها أو بالعكس، أو لا يجد فرقاً بينهما.
وإذا نظرنا إلى الواقع نظرة موضوعية وعميقة لوجدنا انّ الرجل يبحث عن خصائص جسمية تتوافق مع رغباته الجنسية، بينما لاتبحث المرأة عن ذلك كأولوية بل تبحث عن جاذبية تحقق لها المودة والاحترام والحماية والرعاية.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=5464
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 05 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28