• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من لايريدنا فليرحل .
                          • الكاتب : صادق غانم الاسدي .

من لايريدنا فليرحل

لعلى القارىء الكريم يستغرب او يتفاجىء لقراءة هذا العنوان بمفهوم التهجير القسري, او يتساور الى ذهنه فجأةً من لايحب العراق فعليه مغادرة بلد انعم الله عليه بأمكانيات وطاقات لمختلف الاتجاهات , عنوان هذا المقال كلمة رددها صدام المقبور في احد المناسبات بالتأكيد لم تكن مناسبة سارَة , فقد عاش الشعب وهو يحتفل بعشرات المناسبات , عندما تسمع شعوب الارض تتصور بان بلد يعيش بتلك المناسبات فهو  يكون قد نال الرقي والازدهار ويتمتع بانجازات تدلل انها تحولت الى مناسبات , هذه الكلمة ( من لايريدنا فليرحل) مقولة ثم سرعان ماتحولت الى قانون يتنافى مع الاعراف والقوانين السماوية والانسانية , ليصدرمنها صدام  قانون لاشرعية له ولاسند بمغادرة جميع الكرد الفيليين وبمجرد صدور القرار اسرعت وعلى الفور القوات الامنية يساندها حزب البعث بتطبيق القرار ومصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة وترحيل الجميع خارج البلاد بتهمة انهم تبعية فارسية وقد مارست بحقهم شتى صنوف التعذيب والاضطهاد النفسي وزجوا باكثر شبابهم في سجون مظلمة ونكرة السلمان كان لها حصة كبيرة منهم  ثم اعدموا الكثير بدون محاكمة ولم يعرفوا وهم تحت الثرى ماهو جرمهم , والقسم الاخر من النساء والاطفال رأوى القسوة والعذاب عندما وضعتهم الزمر البعثية على الحدود العراقية الايرانية لفترة زمنية ثم ادخلوا اخيراً الى الاراضي الايرانية بينهم المرضا , اما كبار السن فلم يتحملوا لضعف بدنهم ففارق قسم منهم الحياة , في حين نجح قسم قليل منهم بالسفر الى الدول الاوربية وحصول منهم على الجنسية السويدية والالمانية والدينماركية , هذا القرارشبيه بالكثير من القرارات التي اصدرها الطاغية دون مشورة ومسوٌغ قانوني  فقد اصدر  قرار الحرب وقرار تجفيف الاهوار وقمع الانتفاضة الشعبانية وقرارات اوصلت العراق الى التجزئة والعزلة عن المحيط العربي والعالمي ,أن الكرد الفيليين هم من المكونات الرئيسية والفعالة في المجتمع العراقي ولهم بصمات واضحة في مجال الحركة التجارية واقتصاد الدولة كذلك لهم حضورمميز في الحركة الثقافية والمناسبات الدينية , وامتزجوا بارواحهم وافكارهم مع الآسر العراقية منذ القدم واصبحوا يشكلون ظاهرة المجتمع العراقي الموحد وتفاعلوا جميعاً لخدمة الوطن , كان قرار الترحيل لهم كما وصف احدهم ذلك ( انه اشبه بخروج الروح من الجسد) واستند الى معاير خاطئه في التمييز بينهم وبين بقية اطياف المجتمع , نشرت مجلة الدراسات الاستراتيجية في البحرين العدد 8, خريف 2007  دراسة للآستاذ عبد الحسين شعبان حول الشيعة في المشهد السياسي العراقي الراهن , جاء فيه ( وقد اصدر عام 1924 قانون الجنسية العراقي رقم 42 الذي قسم العراقيين الى فئتين ألف وباء وبدأت معه كما يرى بعض الدارسين اشكالية المواطنة ذلك ان هذا القانون جعل الذين كانوا من التبعية العثمانية هم من فئة الف حتى وإن لم يكونوا عرباً او كرداً او غيرهم من سكان العراق الأصليين والذين كانوا لايتمتعون بالجنسية العثمانية كانوا من فئة باء حتى وان كانوا عرباً اقحاحا) لقد خلق هذا واقعا"ً غريباً لامثيل له في بناء الشعوب حيث ان جميع المواطنيين الذين يعيشون في بقعة من الارض وعلى الرغم من اختلاف مكوناتهم وطوائفهم وتجمعهم الاهداف والمصالح المشتركة يكونوا تحت مظلة الحكومة  وتكون جنسيتهم للدولة المؤسسة والذين ولدوا فيها وتربوا واخلصوا الى مؤسساتها الدستورية وتفاعلوا مع قوانينها وحافظوا على ممتلكاتها واسهموا في البناء على اساس المواطنة بالمفهوم الوطني , في حين لم نرى فعلياً ان الاخلاص للدولة والوطن ومؤسساتها في عهد البعث تعتبر مثال المواطنه , بل كان المفهوم بعيد كل البعد اعمل ماتشاء واسهم في التخريب الثقافي والديني وعليك ان تخلص للحزب ولصدام فقط هذا المفهوم الوطني لحكومة البعث . ان ترحيل الكرد الافيليين من العراق خلف لنا قصص واقعية عاشها هذا المكون من فترة غياب والالتقاء بذويهم عبر هذه السنين الطويلة شمل تباعد الزوج عن زوجته والابناء عن ابأهم وامهاتهم , لو تحولت الى مساسلات ادرامى لاأظهرت بعرضها التعسف والألأم  وتحمل الصبر والصراع من اجل الأمل .                             
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=5445
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 05 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28