• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السيد محمد علي الحمامي وصلابة الموقف الرسالي .
                          • الكاتب : الشيخ جميل مانع البزوني .

السيد محمد علي الحمامي وصلابة الموقف الرسالي

       كان السيد الحمامي من أساتذة البحث الذين كان لهم موقف واضح من النظام البعثي في فترة الثمانينات وقد حوصر هو وعدد من كبار علماء النجف طوال تلك الفترة مع المرجعية العامة التي تمثلت بالامام السيد الخوئي.
      وقد كان النظام يرى ان موقف السيد الحمامي من النظام القائم في العراق يمثل مشكلة فقد موقف العلماء في فترة السبعينات موقف الرافض لتصرفات الأجهزة الحكومية لان قرارات المعاداة للحوزة العلمية كانت قد بدأت في بداية السبعينات بصورة واضحة .
      ولم يكن النظام راغبا بسكوت العلماء عن تصرفات الحكومة فقط بل كان يامل ان تكون للعلماء العراقيين رؤية موافقة لما يصدر من الحكومة وقد كانت اوراق النظام تتحدث عن وجود مخططات لارغام العلماء على الرضوخ لهذه الرؤية شيئا فشيئا .
     وكانت اساليب الحكومة تبدا بالترغيب وتنتهي بالترهيب والقتل واتخذت عدة مراحل للحصول على هذه الغاية الخبيثة .
      ولعل أسلوب التضييق كان واحدا من الأساليب التي اتخذت من قبل النظام لإسكات العلماء لعل الزمن يلعب دورا مساعدا في ذلك , ولعل النظام يعلم من خلال تجربته الطويلة في القضاء على الخصوم أن الزمن يؤثر في تغيير المواقف السياسية كما حصل لها مع عدد من المعارضين كالحزب الماركسي فقد تمكنت من تغيير موقف عدد من كبار الحزب الشيوعي وجلبتهم من عدد دول أوربا الشرقية وأغدقت على بعضهم الأموال .
     ولم يكن الزمن وحده هو المؤثر في مواقف اؤلئك المعارضين لان عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية كانت هي الهاجس التي شغل بال كثير من المعارضين يضاف إلى الموقف اللاخلاقي الذي اتخذته الدول الشيوعية تجاه عدد من الشخصيات مقابل بعض صفقات السلاح التي كانت تجريها مع النظام السابق .
    
        وبقي موقف السيد الحمامي بالرغم من شدة الوسائل المتخذة تجاهه صابرا على موقفه الرافض للتعاون باي نحو من الانحاء مع اجهزة الدولة .
        وقد ظهر ذلك بصورة صريحة في منتصف التسعينات عندما حاولت الدولة ان تجد بديلا عن المرجعية الموجودة عن طريق طرح مقام المرجعية الاداري المرتبط بالحكومة للعلماء المجتهدين الذين ينحدرون من اصول عربية ومنهم السيد الحمامي .
       وكانت الدولة على يقين من وجود رفض واضح لهذه المهمة من قبل البعض الا انها كانت تامل ان يكون هناك من يرغب في الحصول على هذا المنصب وكانت لها تجربة سابقة عندما ارسلت عددا من العلماء الى ايران وكانت خطوة متقدمة في التعاون بين الدولة وعلماء من الحوزة العلمية وبالرغم من وجود هدف انساني معلن لهذه الخطوة الاان النظام لم يكن يعول كثيرا على ذلك وهو يعلم علم اليقين بان موقف الجمهورية الاسلامية رافض للتعاون مع اي جهة طاغوتية حتى وان صارت علاقتها مع امريكا سيئة بسبب بعض الاوضاع .
      وقد بقي السيد الحمامي رافضا لهذا المنصب وشوكة في عين النظام السابق واستمر باعطاء الدرس الخارج في مكتبه في نهاية حي الحويش حتى وافاه الاجل عام 1999م .
     وكان موقف الحكومة منه موقفا متشددا جدا حتى بعد موته محاصرا ومضيقا عليه فقد حاصرت جنازته بطريقة غريبة واجبرت البعض من الناس على عدد مواكبة موكب الجنازة بل واجبرت الجنازة على عدم الخروج من محيط مرقد الامام علي عليه السلام .
     وقد سجل السيد الحمامي لنفسه موقفا رافضا لكل محاولات الارضاخ سيسجل له في تاريخه الناصع وقد ختم حياته الكريمة بنفس النهج الذي  بدا به طالبا ناشرا للخير ومدافعا عنه وصابرا في الذود عن موقف البطولة الاخلاقية في هذا الجانب ومثبتا ان موقف العلما ليس موقفا قابلا للبيع والشراء وهو موقف ليس بجديد على التاريخ الشيعي بل هو استمرار للتاريخ المشرق لعلماء مدرسة اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام ..  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=54392
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29