• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : على هامش أحداث العنف في أبو سنان ..! .
                          • الكاتب : شاكر فريد حسن .

على هامش أحداث العنف في أبو سنان ..!

كشفت أحداث العنف الأخيرة في بلدة أبو سنان الجليلية عن مدى تغلغل الفكر الطائفي في عمق مجتمعنا العربي الفلسطيني ، الذي مزقته قوى الظلام أو ما يسمى بمحراك الشر "الوسواس الخناس" الذي يزرع الكراهية والبغضاء والعنصرية والتعصب الأعمى ، وينشر الفرقة والطائفية البغيضة وثقافة العنف والإجرام .
ولا ريب أن هذه الأحداث لها علاقة مباشرة بما يجري في عالمنا العربي من نزاعات وخصومات واقتتال طائفي، وارتباط بالتعبئة الطائفية الآخذة بالازدياد في مجتمعنا خلال السنوات الأخيرة ، كما لا يمكن تجاهل دور السلطة التاريخي في تأجيج الفتن وتغذية الصراعات والنزاعات الداخلية بين جماهيرنا الواسعة وطوائفها المختلفة .
أن ما يجري ويحدث في مجتمعنا من أعمال عنف مستشرية عل خلفيات طائفية يعود بالأساس إلى التحولات والتغيرات التي طرأت عليه ، وإلى تبدل المفاهيم واندثار القيم والغزو الاستهلاكي المتعولم وانهيار المشروع السياسي الوطني وسقوط الأيديولوجيات ، عدا عن  تراجع دور الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وغياب ثقافة الحوار .
الطائفية هي لوثة خطيرة تهدد السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية لشعبنا ، ولذلك يجب اقتلاعها واجتثاثها قبل أن تتأصل في جسد مجتمعنا وتغدو داءاً مستعصياً ووباءً خطيراً يصعب القضاء عليه والتخلص منه . وهذا الأمر يتطلب تعزيز الحوار الحضاري ونشر قيم التسامح والتفاهم والمحبة وإشاعة ثقافة السلام ورفض العنف والاقتتال على أساس طائفي ، إضافة إلى استعادة دور الأحزاب السياسية والنخب المثقفة في تحمل مسؤوليتها التاريخية ودورها الحقيقي ، الذي من المفروض ان تقوم فيه ، في التثقيف والتنوير والتوعية والتعبئة والإرشاد وبناء الإنسان ، والعمل على تأسيس مجتمع صالح وعادل وراق ومتطور ومتحرر من قيود الجهل ومتعافي من أمراضه كالتعصب والأنانية والعدوانية والطائفية والحمائلية والعشائرية والقبلية الجاهلية ، مجتمعاً متيناً متماسكاً متآخياً يسوده السلم الأهلي والتسامح الأخوي والمحبة الإنسانية ، وقائماً على التعددية وشرطها احترام الآخر وقبول الاختلاف والتنوع . وكذلك العمل على النهوض والارتقاء بمجتمعنا سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وصحياً وثقافياً من خلال تنمية الإمكانات وحشد الطاقات  البشرية لتحسين أوضاعنا الاجتماعية المتردية ، ولأجل انتصار القيم الحضارية الديمقراطية .
فلن ينهض مجتمعنا ولن يرتقي إلا بالإنسان والفضيلة والقيم والأصالة والأخلاق الحميدة ، ولن ينهض الإنسان إلا عندما يشعر بحريته وكرامته ويتخلص من الشر في داخله . وأننا لعلى ثقة بان العقلاء في أبو سنان وخارجها قادرون على تطويق ومحاصرة الأحداث الدموية وإعادة الهدوء والاستقرار والحياة الطبيعية إلى القرية وفرض أجواء السلم الأهلي فيها ، خاصة وأنها بلدة عرفت على الدوام بتآخي أبنائها وطوائفها .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=54138
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29