• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بيان أنصار ثورة 14 فبراير حول تصريحات الشيخ علي سلمان في صلاة الجمعة وخطوات جمعية الوفاق نحو الحوار .
                          • الكاتب : انصار ثورة 14 فبراير في البحرين .

بيان أنصار ثورة 14 فبراير حول تصريحات الشيخ علي سلمان في صلاة الجمعة وخطوات جمعية الوفاق نحو الحوار

بسم الله الرحمن الرحيم
يشعر أبناء شعبنا بكبت وحصار وترويع كبير ومحاربتهم في أرزاقهم حتى أن الأطفال أصبحوا محبوسين داخل البيوت والمنازل لا يستطيعون الخروج ، والحياة أصبحت لا تطاق والبلد قد تحولت إلى مرتع للمرتزقة السعوديين حتى أنك عندما تمشي في الشارع فإنك ترى دوريات الجيش السعودي وليس فقط الدبابات والمدرعات وكأنك في السعودية ، وهناك رسائل تهديد بالطرد لأبناء الطائفة الشيعية من المناطق المختلطة بين السنة والشيعة في المدن حيث تقوم المخابرات ببثها بين الأهالي.
لقد أصبحت البحرين بعد الإحتلال السعودي محافظة ومقاطعة من مقاطعات السعودية ويقوم الجيش السعودي مدعوما بالجيش الخليفي وقوات الأمن والمرتزقة والبلطجية الوهابية بهدم المساجد والحسينيات والمظائف ودورالعبادة وقبور الصالحين والمداهمات اليومية للمنازل وإعتقال الناشطين السياسيين والعلماء كان أخرهم سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عادل الجمري أحد قادة جمعية العمل الإسلامي.
والغريب أن الجمعيات السياسية ومنها جمعية الوفاق الوطني الإسلامية تسعى لتفعيل الحوار مع السلطة الخليفية بعيدا عن بقية الجمعيات السياسية المؤثرة ومنها جمعية العمل الإسلامي  "أمل" حيث تلاحق قياداتها وعلى رأسهم العلامة الشيخ محمد علي المحفوظ والشيخ عبد الله الصالح ، وتسعى جمعية الوفاق أيضا للدخول في حوار مع السلطة في غياب حركات المعارضة الرئيسية وهم حركة الحقوق والحريات والديمقراطية  وتيار الوفاء الإسلامي الذين يقبع قادتهم في السجن.
السلطة الخليفية بالتعاون مع الجيش السعودي يقومون بحملة إرهاب وقمع وتنكيل شديد بحق الشعب في البحرين وتسعى السلطة الخليفية لإرهاب الشعب والمواطنين بإعلان أحكام سياسية على المعتقلين من أجل إرهاب الشعب وثنيه عن المطالبة بحقوقه السياسية المشروعة والسير في طريق إسقاط السلطة الخليفية الفاسدة.
مسلسل الأحكام السياسية بالإعدام مستمر ضد أبناء الشعب وثوار 14 فبراير مما حدى بإئتلاف شباب 14 فبراير إلى إعلان التصعيد ضد السلطة فيما لو قامت بتنفيذ الأحكام الصادرة بحق الشباب الأربعة الذين حكموا قبل أيام بالإعدام في المحكمة العسكرية ، وجاء في بيانهم بأنه إذا لم نشهد وقفا للمارسات العدوانية وإلغاء أحكام الإعدام الباطلة وإطلاق سراح الأسيرات خلال الأسبوع الحالي (اسبوع الفرصة الأخيرة) وهي المهلة الممنوحة لتدارك الأمور قبل إنتقال الثوار لمرحلة ستنسحب تداعياتها على الخليج وعموم الشرق الأوسط فإننا نحمل الإدارة الأمريكية ومن خلفها آل سعود وآل خليفة كافة النتائج الوخيمة والمكلفة التي ستؤول إليها الأمور بعد هذه المرحلة وما يلها.
وفي الوقت الذي يتعرض شعبنا ومقدساته إلى أبشع الإعتداءات والإنتهاكات السافرة لحقوق الإنسان وهتك الأعراض والحرمات من قبل السلطة الخليفية الإستبدادية والجيش السعودي الوهابي المحتل والغازي للبحرين ، تطالعنا جمعية الوفاق الوطني الإسلامية على لسان أمينها العام الشيخ علي سلمان بتصريحات في صلاة الجمعة الماضية فيها تثبيط للعزائم والهمم والإصرار على الإعتراف بشرعية السلطة الخليفية والملك الذي تلطخت يداه بدماء الشهداء والأبرياء من أبناء شعبنا.
شعبنا الذي قال كلمته الفصل في "حمد" الذي عرفه بالملك الخائن والغادر وسفاك الدماء والعميل للكيان الصهيوني والصهونية العالمية نرى جمعية الوفاق الوطني الإسلامية تعترف به كملكا شرعيا للبحرين ولا ندري هل توافق أم لا على محاكمته ومحاكمة أزلام سلطته على جرائمه البشعة بحق الشعب في البحرين؟!.
ويبدو أن جمعية الوفاق الوطني الإسلامية تعول على الموقف الأمريكي في إجراء الإصلاحات السياسية ، هذا الموقف الذي تجلى واضحا بإعطاء الضوء الأخضر للسلطة في قمع الثورة الشعبية والإحتجاجات الجماهيرية للسلطة ومن ثم أعطى الضوء الأخضر مرة أخرى للتدخل والعزو والإحتلال السعودي للبحرين وما شهدناه من مآسي وويلات وألآم لشعبنا.
إن الإعتراف بشرعية السلطة الحاكمة وطاغية البحرين حمد بن عيسى وولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة وأزلام السلطة الحاكمة يعني عدم الإعتراف بجرائمهم بحق الشعب وتورطهم بقتل الأبرياء وسفك الدماء ومحاولة إبعادهم عن المحاكمات التي ستجري لهم في المحاكم الجنائية الدولية. وهذا يرجعنا إلى المآسي والألآم التي تعرض لها شعبنا أبان الإنتفاضة الشعبية منذ عام 1994م إلى عام 2000م حيث تم تعذيب المئات بل الألآف من أبناء شعبنا وراح ضحيتها أكثر من 26 شهيدا بعضهم تم إعدمه وبعضهم أطلق عليه الرصاص الحي مباشرة وأستشهد وبعضهم أستشهد تحت التعذيب وبعد عملية الحوار مع السلطة حول ميثاق العمل الوطني وما زعم بالمشروع الإصلاحي وقيام حمد بن عيسى آل خليفة بالإعلان عنه فإن كل المتورطين بجرائم القتل والتعذيب وسفك الدماء قد فلتوا من المحاكمة وقام الملك بعد ذلك بإصدار مرسوم عفو ملكي شمل المتورطين في جرائم التعذيب ومهم أيان هندرسون وعادل فليفل وغيرهم ، وذهبت دماء شهدائنا هدرا وبقي ضحايا التعذيب دون أن يأخذوا حقوقهم ، فهل يا ترى ستكرر جمعية الوفاق الوطني الإسلامية ومعها سائر الجمعيات السياسية هذه المأساة بإقناع الناس بإصلاحات سياسية يفلت منها المتورطين والمباشرين في القتل وهم ملك البحرين وولي العهد ووزير الداخلية ورئيس الوزرء ووزير العدل ووزير التربية وقائد درع الجزيرة والجيش السعودي في البحرين؟!
إننا نحذر شعبنا هذه المرة من مغبة السكوت عن أخذ القصاص العادل لشهدائه وجرحاه وللذين هتكت أعراضهم وحرماتهم والذين تعرضوا لأقسى أنواع التعذيب ، فإن شهدائنا الأبرار سيسألوننا يوم القيامة عن المسئولية الملقاة على عاتقنا وفي رقابنا ، كما أن عوائل الشهداء وضحايا التعذيب وضحايا الإعتداءات والتنكيل والإجرام سوف يسألوننا عن ذلك.
إن أنصار ثورة 14 فبراير يرون أن مواقف الرئيس الأمريكي من مطالب الشعب في البحرين هي مواقف منحازة تماما لحلفائهم الخليفيين وما إتصال باراك أوباما الهاتفي بديكتاتور البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وإتصال مبعوث وزيرة الخارجية الأمريكية "فيلتمان" بوقف قرار حل جمعيتي الوفاق والعمل الإسلامي ،وأخيرا إبراز قلقهم من قرار الإعدام لشباب الثورة ما هو الإ إستهلاك إعلامي وذر الرماد في العيون ، وأن الولايات المتحدة لا زالت متمسكة بخيار دعمها للسلطة الديكتاتورية في البحرين من أجل الحفاظ على مصالحها الإستراتيجية والحيوية وأسطولها البحري الخامس في البحرين وقواعدها العسكرية في المنطقة وإنها قد وضعت القيم الديمقراطية والمثل الإنسانية وحقوق الإنسان تحت قدميها.
وهنا وقبل كل شيء فإننا نعلن بأننا نكن كل الود والإحترام لأخوتنا المؤمنين المناضلين والمجاهدين في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية ونثمن جهادهم ونشاطهم السياسي ونؤكد بأننا لن ندخل مع أخوتنا في صراع جانبي يخدم السلطة وحربها النفسية لجر الفرقاء السياسيين للتناحر من أجل الإستقواء علينا جميعا ، إلا أننا نرى بأن لنا الحق في طرح مرئياتنا ومواقفنا السياسية في الإصلاح السياسي أمام شعبنا وجيل الثورة والمفجرين لحركة 14 فبراير والرأي العام العالمي تجاه ما تحدث به سماحة الشيخ علي سلمان في خطبة الجمعة وهو كالتالي:
 
أولا   : إن الشعب في البحرين يطمح ويسعى ويريد إسقاط النظام بعد أن كان في بداية حركته يريد إسقاط حكومة خليفة بن سلمان الذي بقى في رئاسة الوزراء أكثر من 42 عاما.
ثانيا  : الشعب يرفض الحوار مع سلطة قامت بتهميشه وإقصائه لأكثر من 230 عاما. وإن جمعية الوفاق الوطني الإسلامية لا تمثل غالبية شعب البحرين في العملية السياسية وليس من حقها الدخول بصورة منفردة في أي مفاوضات وحوار مع السلطة الخليفية والأطراف الدولية.
وقد أعلن بعض قادة الجمعيات السياسية ومن ضمنهم سماحة العلامة الشيخ محمد علي المحفوظ أمين عام جمعية العمل الإسلامي "أمل" كما أعلن قادة المعارضة بأن ليس من حق أي جمعية أوأي عالم دين أو أي جهة الدخول في حوار مع السلطة بصورة منفردة وقيادات المعارضة الرئيسية في السجن والبعض الآخر ملاحقين من قبل السلطة.
ثالثا  : الشعب والمعارضة والقوى السياسية قد وصلت مع السلطة إلى طريق مسدود لأنها لا تريد إصلاحات سياسية جذرية ترقى إلى مستوى حتى الورقة السياسية التي قدمتها الجمعيات السياسية في بداية الأحداث ، وقد جاء طرح الحوار ومبادرة الحوار من قبل ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة للإستهلاك المحلي والعمل على إرضاء الرأي العالم الإقليمي والدولي وتضليله ، إضافة إلى محاولة الحصول على هدنة ووقت كافي لترتيب الأوراق والإنقاض من جديد على الثورة وإجهاضها ، وهذا ما حصل بالفعل،وما لمسناه من مواقف السلطة بقمعها لمسيرات الشعب وإعتصامه في دوار اللؤلؤة (ميدان الشهداء) لأكثر من مرة وما أدى في نهاية المطاف للغزو والإحتلال السعودي وما رافقه من القيام بقمع إعتصام الدوار والقيام بمجازر وجرائم ضد شعبنا وإستباحة البلاد إلى يومنا هذا.
رابعا  : إننا نتمنى من جمعية الوفاق الوطني الإسلامية وسماحة الشيخ علي سلمان بالتوقف عن التملق للملك وولي العهد بكلمات وألقاب أصبحت منبذوة من قبل شعبنا ولا تليق بعلماء الدين وجمعيات سياسية إسلامية تنتهج نهج أهل البيت عليهم السلام في مقارعة الظلمة والمستبدين. فإطلاق كلمة جلالة الملك وسمو ولي العهد حاليا وكما عهدناها منهم في بداية تفجر الثورة في 14 فبراير في بياناتهم وتصريحاتهم في وسائل الإعلام والفضائيات قد أصبح غير لائقا بأن تستخدم من قبل سماحة الشيخ علي سلمان وقادة جمعية الوفاق لأن شعبنا أصبح يشمئز من هذه الكلمات الجوفاء. فالشعب الذي سفكت دماء أبنائه وأبائه وأطفاله ونسائه وهتكت أعراضه وحرماته ومقدساته لا ولن يقبل بالتملق لهؤلاء السفاحين والقتلة والمجرمين والخونة لشعبهم والذين عرفوا بالغدر والمكر والحيلة والفتك. ونتمنى أن يراعي الشيخ علي سلمان وجمعية الوفاق مشاعر شعب البحرين وأحاسيسه فهو لا زال مفجوعا بشهدائه والمفقودين من أبنائه وسجنائه وحرائره القابعين في السجون والمعتقلات. وإن تبرير إطلاق هذه الكلمات بأنها دبلوماسية سياسية في التعامل مرفوض تماما من قبل شعبنا فهؤلاء لا يستحقون هذه الكلمات وهذه التسميات وإن ذلك يعد تملقا سيحسبه الشعب عمل مشين وممقوت يخرج من ألسن أصحابه.
خامسا : إن شعب البحرين وشباب 14 فبراير عندما أطلقوا شعار: "الشعب يريد إسقاط النظام" كانوا واثقين تماما لوعد الله سبحانه وتعالى بسقوط الطغاة وأي فرعون مستبد. وهذه سنة الله سبحانه وتعالى في الطغاة والمستبدين والمفسدين و"الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم".
ونتمنى على جمعية الوفاق الوطني الإسلامية وقادتها أن لا يثبطوا عزائم الناس والشباب ، وقد أوصلتنا دعواتهم للتهدئة إلى هذا الوضع بإنخفاض المعنويات الثورية وقيام السلطة بمداهمة البيوت وإعتقال الشباب والنساء والشيوخ وإيداعهم السجون.
ونتساءل: ماذا جنينا من تصريحاتكم وتثبيطكم للعزائم وركونكم للتهدأة والحوار غير إخماد روح الثورة ولهيبها ، بينما قامت السلطة بفتح الحدود والمعابر لدخول القوات السعودية وقوات درع الجزيرة لإستباحة البلاد وخنق الإنتفاضة وملاحقة ومداهمة وإعتقال قادة الثورة وشبابها ونساء البحرين وهدم المساجد والحسينيات ودور العبادة والمظائف وقبور الصالحين ، وهدم وتخريب بيوت الناس بعد إقتحامها وترويع الناس والقيام بأبشع الأعمال التعسفية بحق الآمنين.
سادسا : منذ اليوم الأول لإنطلاق ثورة 14 فبراير وتعليق جمعية الوفاق لعضوية نوابها في البرلمان قمنا بكتابة رسالة وبيان تحذير للجمعية من مغبة تسلق الثورة والإلتفاف عليها وركب الموجة ، وطالبناكم بأن لا تتحدثوا بإسم الثورة وشبابها وأن لا تراهنوا على الحوار العقيم مع السلطة وبصورة إنفرادية، لكنكم لم تسمعوا لنداءات الآخرين ولا زلتم تحملون العقلية الحزبية والمحورية الضيقة وتعتقدون بأنكم أصحاب وأسياد الساحة الحقيقيين لأنكم خضتم الإنتخابات البلدية والنيابية في غياب "تيار الممانعة" وجمعية العمل الإسلامي "أمل" وسائر القوى السياسية ومنها "حركة خلاص" و"حركة أحرار البحرين"، وأقنعتم شريحة واسعة من الشعب بضرورة خوض العملية الإنتخابية من أجل الإصلاح وحصلتم على أغلبية المقاعد في البرلمان ، مما عزز لديكم القناعات بأنكم التيار السياسي والجمعية السياسية الأكثر شعبية في الساحة.
ونتساءل مرة أخرى : هل بدخولكم الإنتخابات البرلمانية والبلدية في عام 2006م إستطعتم أن تقوموا بعملية إصلاح جذرية وشاملة ؟؟!! أم أن السلطة ومنذ عام 2002م وفرضها لدستور المنحة كانت قد تمادت في غيها وتكبرها ولم تقبل الحوار ولم يقبل الملك إستقبال قادة المعارضة والعرائض التي قدمت له من قبل العشب والقوى السياسية حتى إنطلاق ثورة 14 فبراير 2011م.
سابعا : نذكركم أيها الأخوة في الوفاق بأنكم خرجتم على إجماع القوى السياسية منذ عام 2006م إلى 14 فبراير من عام 2011م ، وأطلقتم شعار الإصلاح السياسي من تحت قبة البرلمان ، وسببتم إنشقاق داخل تيار الوفاق أصبح بعد ذلك يسمى "بتيار الممانعة" الذي عمل جاهدا وبصبر وثبات مع جمعية العمل الإسلامي وسائر القوى السياسية بمقاطعة السلطة التي إنقلبت على مشروع الإصلاحات وميثاق العمل الوطني وأعلنتها ملكية خليفية مطلقة.
ثامنا  : إن أصحاب الساحة وأصحاب الثورة الحقيقيين هم شباب ثورة 14 فبراير الذين خرجوا من رحم الأحداث وما عانوه من إحباط شديد لمسوه لأكثر من عشر سنوات مضت. وشباب ثورة 14 فبراير كان شباب ينتمي لتيار الممانعة المتمثل في حركة "حق" و"تيار الوفاء الإسلامي" و"تيار العمل الإسلامي" و"تيار حركة أحرار البحرين" و"تيار حركة خلاص" وبعد ذلك إلتحق تيار جمعية الوفاق الوطني الإسلامية مع ركب الجماهير والثورة. فشباب 14 فبراير وقوى المعارضة التي كانت خارج العملية السياسية هم الذين فجروا الثورة وإستطاعوا بشجاعتهم وثباتهم وصمودهم وإيمانهم بإدخال الشعب في ساحة المواجهة مع السلطة من أجل تحقيق المطالب والحقوق السياسية.
تاسعا : بعد 14 فبراير أصبحت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية أحد التيارات والجمعيات السياسية المعارضة والمطالبة بالحوار بينما سائر القوى السياسية المعارضة المتمثلة في حركة حق وتيار الوفاء الإسلامي وحركة أحرار البحرين وحركة خلاص وجمعية العمل الإسلامي "أمل" هم المؤيدين لرفع سقف المطالب الذي أعلن عنه شباب الثورة وشعبنا الذي فقد الثقة بالسلطة التي فقدت شرعيتها ومصداقيتها من خلال مواقفها الخيانية تجاه شعبنا ومطالبه العادلة والمشروعة.
إن أصحاب الثورة الحقيقيين هم شباب ثورة 14 فبراير الذين خلقوا واقعا جديدا ، إذ لم تعد الوفاق هي سيدة الموقف وليست هي المعارضة الرئيسية للسلطة وإنما أحد التيارات المعارضة التي تراهن على الحوار العقيم كما أسلفنا ، هذا الحوار الذي يراه شعبنا بأنه خيار فاشل مع ما تمتلكه العائلة الخليفية من عقلية قبلية وهابية ورصيد هائل من الخيانات والغدر خصوصا بعد التدخل العسكري السعودي السافر للبحرين فإن رصيدها في الخيانة والغدر وتهميش وإقصاء الشعب وقوى المعارضة سوف يكون أكثر لأن اللاعب الرئيسي في الساحة هم السعوديون وليس آل خليفة.
عاشرا : تحدث الشيخ علي سلمان في خطبة الجمعة الاسبوع الماضي عن أن القوى السياسية قد طالبت بالملكية الدستورية فنحن نتساءل مع شعبنا وشباب ثورة 14 فبراير:
 1 – هل نصحت السلطة الخليفية بعد حوارها مع العلامة الشيخ عبد الأمير الجمري وكل من الأستاذ عبد الوهاب حسين والأستاذ حسن مشيمع في السجن عام 2000م في الإلتزام بقيام الملكية الدستورية؟! أم أنها قامت بالإلتفاف على إتفاق قادة المعارضة والإلتفاف على ميثاق العمل الوطني وعلى الدستور العقدي لعام 1973م وتمرير مشروعها بعد فرض دستور المنحة لعام 2002م بقيام أسوأ عهد للملكية المطلقة شهدته البحرين في عهد حمد بن عسى آل خليفة، حيث صرح العلامة الشيخ عبد الأمير الجمري"ليس هذا البرلمان الذي كنا نطمح إليه ".
2 – هل سيقبل شعبنا بملكية دستورية على غرار الأردن والمغرب ونحن نعرف بأن هذه الملكيات كلها ملكيات مطلقة وها نحن نشاهد المظاهرات والإعتصامات المناهضة للظلم والإستبداد في هذه الدول وشعوبها تطالب بالإصلاحات الدستورية والسياسية.
3 – هل ستوافق سلطة آل خليفة بملكية دستورية على غرار بريطانيا ؟ هذا ما نراه مستحيل ووهم تتغنى به الجمعيات السياسية وعلى رأسهم جمعية الوفاق التي تناضل في سراب ووهم في ظل عقلية قبلية لآل خليفة الذين لن يتخلوا للشعب عن السلطة والوزارات السيادية التي كانوا يستحوذون عليها لسنين متمادية.
إن جمعية الوفاق الوطني الإسلامية ومعها سائر الجمعيات السياسية تطالب بإصلاحات هشة وسطحية لا ترتقي لمستوى مطالب الشعب الحقيقية ، ويبدو أن عين الوفاق لم ترى شعارات الشعب نساءا ورجالا وأطفالا وأهم الشعارات التي كان يهتف بها الشعب:"يسقط حمد .. يسقط حمد" والموت لآل خليفة .. والشعب يريد إسقاط النظام وشعارات ثورية أخرى، فالإستهانة بشعارات الشعب ومطالبه بإسقاط النظام هي بمثابة إستهانة بالشعب ومشاعره وقدرته على التغيير والإصلاح السياسي الجذري ، ونحن نرى أن الشعب قادر على التغيير لمستقبل أفضل وإيجاد نظام سياسي جديد تخلقة الإرادة الشعبية، وعلى جمعية الوفاق وقادتها أن تعتذر للشعب الذي قد تجاوزها وتجاوز نهجها في الإصلاح والتغيير بعد ثورة 14 فبراير.
إن الشعب وشباب ثورة الغضب في 14 فبراير كانوا يعرفون تماما ماذا يهدفون وماذا يقصدون من طرحهم لشعار "الشعب يريد إسقاط النظام" ، لأنهم وبعد أن عانوا من خيانة الملك والسلطة الخليفية ووحشيتها وتعاملها القاسي مع الشعب وسعيها الدائم للإلتفاف على مطالبه وإجهاض الثورة ، فإنهم قد وصلوا إلى نقطة النهاية وهي إسقاط السلطة مهما كلف الثمن والتضحيات.
ولو سلمنا بأن شعار الناس والشباب في الدوار (ميدان الشهداء) في بداية إنطلاق الثورة بأن القصد من إسقاط النظام هو "إسقاط حكومة خليفة بن سلمان" ، فهل قبلت السلطة الخليفية الحاكمة لنداءات الشعب والشباب والجمعيات السياسية بحل حكومة رئيس الوزراء وإستبدالها بحكومة وطنية أخرى ؟!! أم أن رئيس الوزراء بعد أن رأى بأنه سيكون كبش الفداء في عملية الإصلاح الجديدة قام مرة أخرى بإفشال مبادرة الحوار وتعاون مع رئيس الديوان الملكي بالإستفادة من نفوذهم عند السلطة السعودية مطالبين بالتدخل السريع لخنق الثورة الشعبية المطلبية ليسلم رئيس الوزراء من رياح التغيير التي جات لإزاحته عن السلطة.
والذين طرحوا شعار إئتلاف من أجل الجمهورية هم أحق بأن يجيبوا على طرحهم ومواقفهم وليس من حق الشيخ علي سلمان أن يكون ناطقا رسميا بإسمهم حتى يبرهن للشعب ماذا يريد هذا التحالف وقياداته. فالأستاذ حسن مشيمع قال في دوار اللؤلؤة( ميدان الشهداء) إذا إستطاعت الجمعيات السياسية أن تتوفق في الحصول على مطالبها بإعلان البحرين ملكية دستورية على غرار بريطانيا فإننا سنوافق وإلا سوف نواصل النضال والثورة حتى إسقاط الطاغية ، كما أن الأستاذ عبد الوهاب حسين قد طرح وجهة نظره بين الملكية الدستورية وإسقاط النظام ، فقال بأنه لا يؤمن بالملكية الدستورية وإنما يؤمن بإسقاط النظام وقيام نظام سياسي جمهوري.
وقيادات إئتلاف من أجل الجمهورية هم حاليا في السجن وهم الأحق بأن يتحدثوا ويصرحوا بمواقفهم كما أن إئتلاف من أجل الجمهورية أصدر بيانا وضح فيه وجهات نظرهم من الأزمة السياسية الخانقة وضرورة الإصلاح والتغيير وأوضحوا ثباتهم على إسقاط النظام.
إن الشعب في البحرين قد طرح مطالب سياسية منذ اليوم الأول لقيام الثورة ولكن السلطة الخليفية قامت بقمع الشعب والإحتجاجات بإستخدام القوة المفرطة وسفكت الدماء ، وتعاملت مع مطالب الشعب كما تعاملت في الإنتفاضة الشعبية التي إنطلقت عام 1994م والتي إستمرت حتى عام2000م. وخلال ست سنوات من الثورة الشعبية قدمنا 26 شهيدا بينما خلال شهرين من عمر الثورة قدمنا أكثر من 30 شهيدا والألآف من الجرحى والعشرات من المعاقين والمئات من المفقودين إضافة إلى أكثرمن ألف معتقل وألفين شخص من المفصولين من أعمالهم وأكثر من 100 إمرأة معتقلة في سجون آل خليفة. ومع كل هذا فإننا نشاهد آل خليفة وبعد أن إستقووا بالسلطة السعودية والجيش السعودي الوهابي في قمع الشعب فإنهم حاليا يكابرون ويتعالون وأصبح الخيار الأمني والعسكري هو الخيار الوحيد لهم لحل الأزمة السياسية الخانقة في البحرين.
وإذا كان ولي العهد ووزير الخارجية والملك كما ذكر الشيخ علي سلمان في خطبة الجمعة قد صرحوا بأن مطالب الشعب السياسية مشروعة ، فلماذا لم يستجيبوا لنداء العقل من اليوم الأول لقيام الثورة الشعبية ؟! ولماذا قاموا بمحاولات كثيرة لأجهاضها والإجهاز عليها ؟! ولماذا تآمروا وغدروا بالشعب في دوار اللؤلؤة ولأكثر من مرة ؟! ، ولماذا إستقووا بالمحتل السعودي لكي يجيش الجيوش والعساكر من أجل إستباحة البلاد وحرق الأخضر واليابس ويهدم المساجد والحسينيات وقبور الصالحين ودور العبادة وبيوت الناس إلى حد هذه الساعة؟!.
لماذا قامت السلطة الخليفية بأعمالها الإجرامية ضد الشعب وإستثنت قادة جمعية الوفاق الوطني الإسلامية وعلى رأسهم الشيخ علي سلمان وبعض قادة الوفاق من الملاحقة والإعتقال وصنوف التعذيب التي يتعرض لها قادة المعارضة السياسية وأبناء شعبنا في السجون؟!.
إن السلطة الحاكمة في البحرين تراهن على الشيخ علي سلمان وعلى جمعية الوفاق وقياداتها لتمرير مشروعها الأمريكي الصهيوني السعودي للإصلاح السياسي ، ولتكون الوفاق وقادتها شهداء زور على شرعية السلطة السياسية وملكها الديكتاتور حتى يفلت من العقاب والعدالة مع أزلام حكمه الملاحقين قضائيا في المحاكم الجنائية الدولية.
إننا على ثقة تامة بأن جمعية الوفاق الوطني الإسلامية سوف لن تذهب إلى حوار عقيم مع السلطة الحاكمة وبذلك تفقد شرعيتها عند شعبها ولن تقوم بإنتحار سياسي ، إلا أننا نتمى على الوفاق أن تنسق مع سائر الجمعيات السياسية وسائر قوى المعارضة فيما يتعلق بأي عملية حوار مستقبلية مع السلطة.
وبعيد كل البعد عن الشم السياسي الذي عهدناه من الشيخ علي سلمان حينما تحدث في خطبة الجمعة قائلا "كلام الملك واضح وكلام ولي العهد واضح وكلام وزير الخارجية واضح كلهم تكلموا عن مطالب مشروعه". وأخيرا ما كنى شيخ علي سلمان الملك الفرعون بـ"جلالة الملك" حيث أضاف سماحته قائلا :"أن هذه مطالب مشروعة" وأضاف :"مطالب تتمثل في حكومة منتخبة أو بتعبير ولي العهد تمثل الإرادة الشعبية بما يحقق مصالح البحرين وأطراف البحرين وظرف البحرين المحلي والإقليمي ، في مجلس كامل الصلاحيات التشريعية والرقابية وهو عنوان من 2001م ثابت والمطالبة فيه مستقرة والحديث عنه ، بالإضافة إلى دوائر عادلة كما صرح بها الشيخ علي سلمان بأن ولي العهد قد صرح بها بالإضافة إلى وقف التجنيس السياسي والفساد المالي وتقديم الخدمات ، هذه المطالب السياسية والخدمية والمعيشية الرئيسية".
ونحن نقول تعقيبا على مثل هذه التصريحات التي صدرت من سماحة الشيخ علي سلمان وتصريحات رموز السلطة الخليفية بأنه أولا فإن الأخوة في الوفاق يعيشون أحلام اليقضة ويسبحون في أحلام وردية ويعيشون عكس التيار ، وإن قبولهم بتصريحات أزلام النظام وتصديقها نراه مأساة كبرى يعانيها شعبنا الذي يعرف غدر آل خليفة ويعرف أن تصريحاتهم مجرد تصريحات جوفاء لا تغني ولا تسمن من جوع.
فأكثر من أربعين عاما على قيام سلطة آل خليفة بعد الإحتلال البريطاني لم يلمس شعبنا أي إصلاح حقيقي وأي تقدم في العملية السياسية ، وجاءتنا فترة الملكية المطلقة التي كانت أسوأ فترة في حكم آل خليفة وإنقلابهم على مشروع الإصلاح وميثاق العمل الوطني فكيف يصور الشيخ علي سلمان للناس بأن آل خليفة يريدون الإصلاح وهم أبعد الناس عن الإصلاح الحقيقي الذي يتمناه شعبنا ، ونأسف أن نسمع مثل هذه التصريحات منه والتي نعتبرها مخدرة للناس وتصريحات باهتة وعديمة الجدوى في ظل حكم ديكتاتوري شمولي وقوات محتلة غازية.
إن تصريحات حمد بن عيسى وولي العهد ووزير الخارجية جاءت بعد ما هبت رياح التغيير   السياسي الشاملة والضغوط الشعبية وضغوط ثورة 14 فبراير ، فطرحت السلطة مبادرة الحوار لإحتواء الأزمة السياسية لكي تخرج منها سالمة وإستفادت من وجود الجمعيات السياسية المطالبة بالحوار والإصلاح السياسي المجهول وإستنفذت الوقت وطالبت الجمعيات بطرح مرئياتها السياسية وبعد أن قدمت مرئياتها جوبهت برفض ولي العهد للورقة السياسية المقدمة جملة وتفصيلا.
وأما ما طرحه الشيخ علي سلمان في خطبة الجمعة فيما يتعلق بالحوار وأن المعارضة عملت على تهيئة الأجواء المناسبة للحوار وتوفقت إلى درجة كبيرة في يوم 13 و14 مارس ، وأن ولي العهد أعلن مبادىء والمعارضة رحبت بهذه المبادىء وصارت المسافة قريبة جدا وكادوا أن يتوصلوا إلى توافقات وأننا جربنا الحلول الأمنية عشرات السنين ، وعلينا أن نجرب الحل السياسي وأن الحوار والتوافقات تحتاج إلى وقت ، وأن التوترات الإجتماعية كان بالإمكان التعاطي معها وتهدئتها وجعلها تتحرك في أطر منظمة ، فما كان في ضير في وجود تجمع الوحدة الوطنية ووجود القوى السياسية ووجود المطالب بشكل سلمي وأن يحترم كل طرف الطرف الآخر".
وردا على ما قاله الشيخ علي سلمان فإن تعقيبنا هو:أن جمعية الوفاق إستفردت بالحوار مع الأطراف الإقليمية والأطراف الدولية خصوصا الطرف الأمريكي وكذلك مع السلطة وأرادت أن تظهر نفسها اللاعب الوحيد في الساحة ، ففي الوقت الذي هب الشعب في مظاهرات ومسيرات وإعتصامات مطالبا بإسقاط النظام قامت الوفاق بحوارات وإجتماعات بصورة منفردة من أجل أن تحقق مكاسب سياسية حزبية متجاهلة بأن أصحاب الثورة من الشباب وشعبنا هم أصحاب الحق بمن يتخذ المواقف للمستقبل السياسي المنشود.
وتحدث الشيخ علي سلمان عن المعارضة بأنها قامت بتهيئة الحوار ،بينما المعارضة ليس بأجمعها محصورة في الوفاق وسائر الجمعيات السياسية لأنها لم تعارض مسيرة الإصلاح السياسي وشاركت في الإنتخابات التشريعية في عام 2010م بإستثناء جمعية العمل الإسلامي.
أما فيما يتعلق بتجمع الوحدة الوطنية فقد أثبت عمالته للسلطة وأنه مؤيدا لسياساتها وإحتلال القوات السعودية للبحرين والقيام بقمع الثورة وأجهاضها ووضع أتباعه المشانق في الشوارع وحرض السلطة وقوات الإحتلال على إعتقال قادة المعارضة والمشاركين في الإحتجاجات وطالب بمعاقبة مختلف أطياف الشعب لقيامهم بتأييد الحركة المطلبية في 14 فبراير.
على صعيد آخر فالمعارضة السياسية التي فجرت ثورة 14 فبراير هم شباب الثورة ومعهم حركة "حق" و"تيار الوفاء الإسلامي"، وتيار العمل الإسلامي وشباب ثوري مستقل ، لذلك نستطيع أن نطلق عليهم كلمة المعارضة ، بينما جمعية الوفاق وسائر الجمعيات التي شاركت في العلمية السياسية والإنتخابات البرلمانية منذ عام 2006 إلى ما قبل 14 فبراير 2011م فإننا لا نستطيع أن نطلق عليهم كلمة معارضة.
وإذا إعترفنا بأن مشاكل البحرين كلها ناتجة عن السياسات الأمنية المتواصلة وأن عقلية آل خليفة عقلية أمنية تسعى لخلق المسرحيات والأزمات لكي تحكم البلاد ، خصوصا تأجيج النفس الطائفي والسعي وراء حرب طائفية بين أبناء الطائفة الشيعية والسنية لكي تحكم البلاد وتغرق البحرين بأزمات مفتعلة كما قامت خلال الشهرين الماضيين من أجل حرف أنظارالعالم عن المطالب السياسية العادلة لشعبنا.
وخلال سنين متمادية أيضا خلقت لنا السلطة مسرحيات ومسرحيات وأزمات تتبعها أزمات وتخرجنا من حفرة لتلقينا في حفرة أكبر ، وهاهي تزج البلاد في أزمة سياسية جديدة بعد إعلانها عن صدور حكم الإعدام على أربعة شباب من أبناء الثورة.
ولن يحدث إستقرار في المستقبل القريب بعد صدور هذه الأحكام القاسية والتي يراد منها إركاع الشعب وتخويفه وتخويف الشباب الثوري وإذلال المعارضة خصوصا الجمعيات السياسية للقبول بما تطرحه السلطة من إصلاحات سياسية سطحية لكي تحتوي الأزمة السياسية الخانقة.
لذلك فإننا نستنتج بأن السلطة الخليفية الحاكمة في البحرين ليست جادة على الإطلاق في إيجاد حلول سياسية جذرية للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد ، وهي لا زالت تتثبث بالسلطة وإقصاء الشعب والمعارضة عن المشاركة السياسية ، فلماذا تسعى جمعية الوفاق الوطني الإسلامية لإيجاد حلول للأزمة ما دامت السلطة غير مقتنعة ومؤمنة بمطالب الجمعيات السياسية ومرئياتها السياسية في التغيير والإصلاح؟!!
إن ما قامت به السلطة الخليفية من الإستقواء بقوى الإحتلال السعودي الأجنبي الذي قام بإستباحة البلاد وإرتكاب مجازر وجرائم بحق شعبنا المظلوم عزز قناعات الشعب في أن السلطة لا تبحث عن حلول سياسية جذرية وليس هناك أي أمل في حل وتوافق سياسي للأزمة وهي ماضية في الحلول الأمنية.
لقد عانى شعبنا من السلطة الخليفية التي تتميز بالعقلية القبلية الاستبدادية البعيدة كل الإبتعاد عن الإنفتاح على مشاكل الشعب ومطالبه السياسية ، وقد عودت شعبنا على سياسة الإقصاء والتهميش والإذلال والغدر منذ أن جاءت الى البحرين عبر القرصنة البحرية وحكمت بالحديد والنار حتى يومنا هذا.
ولو كان لدى هذه السلطة ذرة من الخير والإنسانية والقيم الأخلاقية ومعرفة الإحسان والجميل الذي قام به شعبنا في مواطن كثيرة لدعم شرعيتها في الحكم ومنه على سبيل المثال التصويت على ميثاق العمل الوطني بنسبة 98.4% في عام 2001م لتعايش معها شعبنا الذي فقد ثقته فيها وفي مصداقيتها التي ظهرت للعيان بأنها سلطة خائنة وغادرة وناكرة للجميل لا تفكر إلا في التسلط والجشع والتحكم والإستغلال للثروات والمال العام والتعطش للسلطة والحكم ولو على أنهاء من الدماء وجماجم الأبرياء.
لقد أبدى شعبنا في طرحه لمطالبه السياسية أعلى مستويات التحضر والسلمية وتحمل في ذلك أنواع الإرهاب والتنكيل والتعسف ، وإستشهد أكثر من ثلاثين من أبناء شعبنا ، ولا زال أبنائنا يعانون أبشع أنواع التعذيب حتى الموت في السجون والمعتقلات الرهيبة، ويبدو أن السلطة الحاكمة متمادية في غيها وتصعيد الخيار الأمني الى أبعد الحدود في إصدار أحكام قاسية وصلت إلى حد الإعدام لشبابنا.
إن السلطة الخليفية تسعى لجس النبض من أجل تشديد قبضتها الأمنية والقيام بحملة إعدامات لأبناء شعبنا من أجل إرهابه وإرعابه ، والسعي وراء إذلال شعبنا وإقناعه بضرورة قبول الحلول السياسية للسلطة التي تحاول إستعادة هيبتها وسيطرتها التي فقدتها منذ قيام الثورة الشعبية في 14 فبراير.
لذلك فإن شعبنا في الوقت الذي يرفض مبدأ الحوار مع السلطة الحاكمة وإستفراد بعض القوى السياسية بالساحة وفرض وجهات نظرها وإملاءاتها على الشعب ومحاولة إخماد روح الثورة الملتبهة في النفوس بدعوات التهدأة إستعدادا للحوار الهش الذي كانوا يدعون إليه منذ بداية الإحتجاجات الشعبية وإلى يومنا هذا.
إن إئتلاف شباب 14 فبراير قد أعلنوا عن مواقفهم الجديدة من عملية التصعيد الأخيرة للسلطة وأنهم أصبحوا غير ملزمين بطرح المطالب بصورة سلمية بعد إصدار حكم الإعدام بحق الشباب الأربعة الأبرياء ، وإذا ما قامت السلطة الخليفية بتنفيذ حكم الإعدام بحقهم فإن شباب الثورة سوف يجعلون البحرين مقبرة للغزاة السعوديين والخليفيين حيث جاء في بيانهم:"وعليه ، إذا لم نشهد وقفا للمارسات العدوانية وإلغاء أحكام الإعدام الباطلة وإطلاق سراح الأسيرات خلال الأسبوع الحالي (أسبوع الفرصة الأخيرة) وهي المهلة الممنوحة لتدارك الأمور قبل إنتقال الثوار لمرحلة ستنسحب تداعياتها على الخليج وعموم الشرق الأوسط لذا فإننا نحمل الإدارة الأمريكية ومن خلفها آل سعود وآل خليفة كافة النتائج الوخيمة والمكلفة التي ستؤول إليها الأمور بعد هذه المرحلة وما يلها ، والسلام ختام".
 
 
أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين
البحرين - المنامة – 2 مايو 2011




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=5413
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 05 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28