• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : منهج التعامل مع علماء الدين بين الطعن والتقديس .
                          • الكاتب : الشيخ جميل مانع البزوني .

منهج التعامل مع علماء الدين بين الطعن والتقديس

المقدمة :
1- بيان المقصود من (المنهج) و (العلماء ) .
2- الاحتمالات في القضية .
3- اسباب صيانة حرمة العلماء .
4- المساحة الشرعية في رد كلام العلماء.
5- الخلفيات الفكرية والنفسية للطعن بالغير .
6- خلاصة البحث .

بسم الله الرحمن الرحيم

إن المؤلف الواعي لابد أن يكون على دراية واطلاع بما يدور حوله من أفكار ورؤى , وذلك يمثل قمة المواكبة والعصرنة , ومن الأمور التي كثر الكلام حولها هو التعامل مع العلماء وكيفية إيصال أمراض المجتمع لأولئك الذوات المحترمين , وكان لزاما على من يملك شيئا نافعا في هذا المجال إن يقدمه لتلك النفوس العطشى لماء الحقيقة الذي نضب في أودية كثيرة سوى أودية البعض , ومن المهم جدا أن يكون الكلام الأخير في المسائل التي يقع فيها أي خلاف لما جادت به قرائح العلماء لهم ولذلك كتبت هذا الموجز المتواضع أملا في إن أقدم لبعض النفوس ما تصبو إليه .
وقد أحسست بعد أن انتهيت من ذلك بان المسألة تحتاج إلى بيان وتوضيح أكثر, ولابد من معاودة الكرة للقيام بذلك ورافق ذلك شعور من كاتب الكلمات في اعتبار هذا المختصر الحجر الأساس في هذا البناء العملاق- الفكر الإسلامي الواضح - ونزولا عند إلحاح بعض الأخوة فقد طرحته على اختصاره على أمل الخوض فيه بشكل موسع في مناسبة قريبة إن شاء الله , وقد سميته (منهج التعامل مع علماء الدين بين الطعن والتقديس) لكي أشير وأنبه القارئ الكريم على الرأي الصائب في التعامل قبل الخوض ,ولبيان ما هو محل الكلام لان البعض قد يفهم من ظاهر الحديث شيئا لا يمثل قصدا ولا هدفا للكاتب وقد يكون في طيات البحث ما يرفع مثل هذا التصور البسيط وكل أملي أن أكون قد أوضحت ما يمكن أن ينفع الإنسان يوم حشره وأتمنى أن يتحول ذلك إلى رحمة وغفرانا يرفرف على قبر والدي الحاج الذي أحسن رعايتي وقبور جميع المستضعفين والمظلومين في الأرض0
وفي الختام أتمنى أن أكون قد وفقت في بيان الحق لمريديه وان لم افلح فحسبي قول الحكيم (ليس يلزمني أن يكون كلامي مقبولا بل يلزمني أن يكون صحيحا ) والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا.

الاحتمالات في القضية :
إن طرح مثل هذه المسالة المهمة يستدعي تفصيل الكلام في فرضياتها, وهذه الفرضيات قد تكون واقعية بدرجات مختلفة ففي الوقت الذي تكون إحدى تلك الفروض واقعية جدا تبدو الثانية واقعية بدرجة اقل وهكذا وربما اختلفت واقعية كل فرض من مكان لآخر بسبب البيئة التي تنمو فيها أفكار الإنسان وتصوراته .
ونتيجة الخلفية الاجتماعية التي تلعب دورا اساسياً في تكوين فكر الإنسان فان الأطروحات المفترضة في مثل هذه القضية ثلاثة :
1- التعامل مع العلماء على أساس التقديس .
2- التعامل معهم على أساس الطعن.
3- التعامل مع العلماء على أساس التوازن الشرعي .
أما بالنسبة التوجه الأول فقد يقال بعدم وجود مثل التوجه كظاهرة يمكن تسليط الضوء عليها في الوقت الحاضر , ولكن الأمر ليس كذلك وذلك أمر تكذبه الوقائع الخارجية , فان الكثير من أتباع بعض العلماء ربما يصل بهم الأمر الى عدم فرض وقوع الخطأ منهم وهذا في الأمور الشخصية قد يكون متصورا لأنه يلزم منه نسبته الى الخلل ولكن الأمر قد يصل أحيانا حتى الى القضايا العلمية التي لم يقل احد بحرمة نسبة الخطأ الى أصحابها واستثنيت من موارد الغيبة في الفقه الإسلامي .
ومن خصوصيات هذا التوجه انه قد يصدر من أشخاص تغيب عنهم الرؤية الصحيحة في التعامل مع القضية المذكورة كما هو الغالب في مثل هذه الفئة التي تفتقر الى القصور تارة والى التقصير أخرى .
وهذا التوجه من غرابته انه قد يجمع بين توجهين متناقضين وهما التوجه الأول والثاني وهذا يدل على وجود سلوك نفسي منحرف عند هؤلاء ويكشف عن ذلك عدم قبول نسبة الخطأ الى من يحبونه في الوقت الذي يعيشون حالة الانحراف الأخلاقي بالنسبة للعلماء الآخرين .
وأما بالنسبة الى التوجه الثاني فانه توجه يرتبط بالتوجه الأول من جهة إمكان الاجتماع في مورد واحد ويفتقر عنه بأنه قد يكون فكرا كما في حالة تبني أفكار بعض المندسين على الفكر الإسلامي ممن كتبوا حول سيرة بعض العلماء فانزلوا أمراضهم النفسية وتفاهاتهم الكتابية في مؤلفات لا يبحث عنها إلا التافهون من أنصاف المثقفين أو الغائبون عن الفكر الإسلامي ممن ولج الى الفكر الإسلامي عن طريق كتابات بعض المتطفلين
وهذا التوجه يعد اخطر التوجهات الموجودة في الساحة الدينية من جهة أن التوجه الأول عندما يتمحض في الذود عن سمعة العلماء ويمنع من الكلام فقد لا يصاحبه طعن في الطرف المخالف .
وأما التوجه الثاني فانه في الغالب الآن أصبح منطلقا من توجهات خاصة أو من أخطاء وقعت هنا أو هناك من قبل البعض واعتبرها هؤلاء سنة يجب الالتزام بها والتقيد بتفصيلاتها في الوقت الذي كانت هذه الأمور قد صدرت في غفلة من الزمن ولم يكن مطلقها أفضل حالا عند الله من الملتزم بها غفلة وغرورا .
وأما التوجه الثالث فهو التوجه الذي يدعو له كاتب هذه السطور انطلاقا من عدة عوامل شرعية تمنع انتهاج المنهجين الآخرين في التعامل مع العلماء كما إن النهج المذكور لا يعبر عن انحراف نفسي أو سلوكي في تصرفات الأشخاص وهو متناسب مع الشخصية السوية من الناحية النفسية فان الطعن من الناحية النفسية يعتبر توجها نحو الاعتداء وهو سلوك مرضي في نظر علماء النفس والأخلاق لأنه يتضمن خروجا عن جادة الوسطية بين الإفراط والتفريط .
وقبل الخوض في خلفيات القضية من الناحية الفكرية يجب الوقوف على العوامل المؤيدة للنهج المختار وهو المنهج المتوازن في التعامل .
أسباب صيانة حرمة العلماء :
إن الخوض في سيرة الناس باعتباره فعلا من أفعال المكلفين فهو يحتاج الى تنظير فقهي , والتنظير الفقهي لمثل هذا الأمر بالنسبة الى المؤمنين فضلا عن العلماء هو الحرمة لان الفرض أن الكلام عنهم يكون في الغالب في حال غيبتهم , والحكم الثابت في مثل هذه الحالة هو الحرمة , ومنه يبدو مدى الغفلة التي يعيشها أؤلئك المنتهجين للمنهجين الأول والثاني , وقد يظن البعض إن المسالة كما إن لها أصلا محرما لمثل هذا التصرف فانه من الممكن القول أن هناك موارد قد أجيز فيها الخوض في سيرة الناس دون محذور شرعي ؟؟؟؟
والجواب عن ذلك إن تلك الحالات المذكورة في الفقه لم تتضمن مثل هذه الحالة لان تصوير الحالة هو الذي يحدد الموقف الشرعي منها , ومن الواضح أن الموارد المذكورة لا تنطبق على هذه الحالة التي نبحث عن حكمها, إذن فمن الناحية الفقهية ليس هناك أي منفذ يمكن الاستناد إليه في مثل هذه القضية فالمخالفة - بحسب هذا التصوير على حد تعبير الأصوليين قطعية .
وقد يحاول البعض تبرير مثل هذه الأمور بان الحديث يختلف عندما يتعلق الأمر بالحديث السياسي عن مصير الأمة الإسلامية أو مستقبل المذهب باعتبار إن هذا الأمر من الأهمية بمكان تزول معه كل هذه القيود التي توضع في الحالات العادية ؟؟؟
والجواب هو الجواب فان الحديث عن مصير الأمة الإسلامية لا بد أن يكون على منهج الإسلام لا منهج الرغبات المرضية التي تحملها بعض النفوس الضعيفة .
كما المتحدثين في هذه الأمور يمثلون هذا التوجه الإسلامي وهو يمنع من مثل هذه التجاوزات الصارخة والتي تعد من أهم الاختراقات الفكرية التي غابت عن ذهنية هؤلاء الذين خدعوا أنفسهم بمشروعية ما يقومون به وهم يخدمون تلك التوجهات من حيث لا يشعرون .
ومن خلال هذا الطرح يتبين النهج السليم في التعاطي مع هذه القضية وذلك من خلال حفظ كرامة العلماء وحرمتهم لا من جهة الايمان فقط بل من جهة إن الوارد في الروايات أن العلماء قادة أو حكاما حتى على الملوك وهذه القيادة والحاكمية المذكورة ليست منحة شخصية يمكن التنازل عنها واعتبارها سبة في الوقت الذي ينبغي أن تكون سببا لاحترام متعلقها .
المساحة الشرعية في الرد على العلماء :
قد يفهم البعض من خلال الحديث المتقدم إن مسالة الحديث مع العلماء تشبه الى حد بعيد الحديث المحرم بين الجنسين لان الحرمة التي تمخض عنها يشير الى ذلك عمليا, ولكن الأمر ليس كذلك لان الحديث يختلف باختلاف نوعه لان الحديث الممنوع شرعا وتترتب عليه تلك الآثار هو الحديث عن العلماء بالسوء وليس الحديث مع العلماء في القضايا التي ليس فيها سلطان لأحد ما دام مستجمعا لمواصفات المحاور من الناحية العلمية, ولذلك نجد الحديث في القضايا العلمية داخل الحوزة العلمية مفتوح لكل احد وهو المستثنى من موارد الغيبة عندما يكون ردا على فكرة فاسدة أو عقيدة مضللة وان استلزم التقليل من شخصية قائلة لعدم إمكان التفكيك بين القول أو العقيدة وصاحبها .
ومن الجدير بالذكر ان أكثر الكتاب الذين يصنفون على الانحراف كانوا قد انطلقوا من هذه النقطة الجوهرية وهي التدخل في الحديث التخصصي دون ان يكون عندهم علم أو دراية وهذا ما يفسر لنا ظاهرة انتشار مثل هذه المؤلفات بين ضعاف النفوس لأنهم سيقراؤون على أيديهم تلك الأمراض التي تأصلت في نفوسهم المريضة خاصة الكتاب الذين لهم تاريخ مع بعض الجهات , ولذلك نجد التأكيد في بعض كتابات هؤلاء على الجهات التي كانوا يعملون معها وعند الرجوع الى كتاباتهم في تلك الأزمنة سنجد التبجيل والتعظيم للأعمال فيما نجد خلاف ذلك تماما في كتاباتهم الأخيرة مع العلم ان أكثر هؤلاء لا يحملون تخصصا فيما يكتبون وربما لا يصدق على بعضهم أكثر من صحفي تقمص شخصية كاتب أو مؤرخ أو مفكر ...
كما ان من الغريب جدا ان الحصة الأكبر من هؤلاء كانوا يتعاطون العمل السياسي في وقت من الأوقات مع بعض التنظيمات الإسلامية وقد خرجوا على تلك التنظيمات بصورة الجنين المشوه الذي لن يعيش طبيعيا لان التشوه قد أصاب عقله قبل ان يصيب بقية الجوانب في شخصيته .
وترى تلك المؤلفات يحرص أصحابها على التعرض للشخصيات التي لا تتعاطى العمل السياسي مخافة السطوة أو الذين يملكون دينا ولا يلجاؤون الى السطوة حتى مع العمل السياسي .

الخلفيات الفكرية للطعن بالعلماء
حرص الاستعمار منذ أن وطأت أقدامه الأراضي الإسلامية على أن يقوم بما يفتت وحدة العقيدة التي تجمع المسلمين في كل حدب وصوب لذلك فانه قد حاول وكما هو معلوم لمن ألقى السمع وهو شهيد أن يحقق ما يصبو إليه من ذلك الوجود اللاشرعي في هذه البلاد الغافلة عن نواياه السيئة ومخططاته الشيطانية .
ولقد كان هذا العدو الغاشم يعلم جيدا كيف يجمع المعلومات عن هذه البلاد المستضعفة بواسطة عيونه ومستشرقيه الذين ملأوا البلاد الإسلامية فكانت التقارير تصل إلى دوائر التخطيط والهدم الشيطانية بشكل متواصل .
وقد علم من خلال تواجده المذكور إن هناك أشياء لا يمكن مقامتها وهناك أشياء قد تكون اقل تأثيرا من غيرها وقد فحص جيدا تلك الجوانب ليوجه سهامه إليها ليحقق بعض النصر ما دام النصر الكامل لا سبيل إليه.
من هنا فانه قد نجح في كثير من الأحيان في التغلغل بين الأذهان الساذجة وطرح أفكاره باعتبارها تمثل الجانب الإصلاحي في العقيدة لذلك فانه لن يحتاج إلى تجشم عناء الإجابة إذا قيل لأولئك المصلحين (حسب زعمهم) إن ما طرحتموه لم يكن مقبولا وقاومه الكثيرون من أهل الفضل والعلم لأنه قد استفاد من مقولة شائعة بين الأوساط الدينية خاصة والأوساط العلمية عامة إن كل جديد يحاربه الناس وذلك لا يحتاج إلى كبير عناء لإثباته وقد يستشهد بسيرة العلماء المصلحين لدعم ما دعا إليه وليبرر ما لقيه من عدم القبول من الآخرين .

ولكن في الجانب الآخر كان هناك من اكتشف هذه الفرية التي غرسها أولئك في النفوس لغاية شيطانية لكن الحقيقة هي أن هذه الحالة المذكورة مسلمة لان الكثيرين من أبناء هذه الأمة المصلحين قد حوربوا بشدة في بعض الأوساط المنحرفة مما جعل بعض المغفلين ينسبون تلك المحاربة إلى مراجع الدين وأصحاب الكلمة الأولى في المجتمع لأنهم لم يستطيعوا أن يجدوا في سيرتهم ما يحقق أمانيهم الشيطانية - إن كانوا ملتفتين إلى ذلك طبعا- لذلك فأنهم عمدوا إلى تعميم الأخطاء الواقعة من بعض الحواشي والمتزلفين إلى صاحب الحاشية ولو أنهم تأملوا لعلموا بان ذلك سيجعلهم في نفس المصير لأنه غالبا لا يخلو الحال في الإفراد الذين يلتفون حول المراجع من وقوع مثل هذه الزلات المتعمدة تارة وغير المتعمدة تارة أخرى وان كان السبب
الخفي وراء ذلك كله هو الحرص على بقاء الأمور على ما هي عليه ليتسنى له القيام بمهامه والعيش بسلام في ظل ذلك التي مالا حاجة إلى تجديد أو حداثة ومن أسباب تلك المحاربة هو ذلك الحرص الذي تمكن من بعض النفوس لإبقاء الحال على ما هو عليه وعدم السماح بتغيير ما فيه لئلا ينسحب ذلك إلى تغيير في موقع هذا أو ذاك من الأشخاص وقد يكون بعضهم غير مؤمن بذلك ولكن جمعتهم الرغبة في بقاء الحال فصارت إلها يعبد من دون الحق سبحانه .
وفي حياة العلماء جوانب متعددة قد تكون من اشد الأمور على الأعداء ألا وهي الجوانب الخلقية في مسيرتهم العطرة التي ما انفكت تعبر عن تلك السجايا والفضائل التي صار بها أولئك من أعلام الأمة الإسلامية .
وقد يكون من الصعوبة بمكان على الإنسان أن يفكك بين الإنسان وسيرة الأفراد الذين يحيطون به لذلك فان جميع الأصوات التي نادت بتلك الأشياء عاليا لم تكن تنسب تلك الأمور إلى ذلك العالم إلا من خلال توسط أولئك الإفراد مع أنهم لا يقدرون على نسبة ما في أدمغتهم الفارغة من خزعبلات وتفاهات صدرت من هذا أو ذاك من المنسوبين إلى العالم مع عدم اطلاعه على تلك الأخطاء بل قد يحرصون على عدم علمه بها ليتمكنوا من إقامة الحجة عليه ظاهرا لأنهم مرضى من حيث لا يشعرون ...... ولو أنهم تمكنوا من نسبة تلك الأخطاء إلى مراجع الدين مباشرة لفعلوا ولكنهم لما عجزوا عن الحصول على ذلك مباشرة فقد موهوا على الآخرين نسبة ذلك والنتيجة واحدة عند مرضى النفوس لأنهم ينظرون بنور الشيطان..!
ونجد بعض المفكرين عندما يقع مثل ذلك من قبل المرجع نفسه ينظر إلى أسباب ذلك بموضوعية وتجرد ولا ينسبه إلى العالم(المرجع)وان صدر الأمر منه مباشرة , فمع إن الظلم الذي ناله في كل مكان كان نتيجة سماع ذلك المرجع تلك الأقاويل عنه من بعض الإفراد المحيطين به فذلك المظلوم العظيم الفذ تراه يمجد ذلك المرجع بعد موته بشدة ويتساءل بعد ذلك عن توهم بعض المرضى من التفاوت بين نقده لحاشية المرجع ومدحه إياه فتراه يعبر عن ذلك بما يدفع الفهم الخاطئ والمريض الذي يحاول البعض التشبث به , وهذا العالم العملاق ترك الحوزة مضطرا نتيجة وشاية بعض الأشخاص الملتفين حول ذلك المرجع وغم ذلك تراه يتحدث عن ذلك المرجع ويمجده كما يمجد العظماء بل وعدد مآثره ومواقفه المشرفة في خدمة الدين مميزا بين أولئك المنحرفين وبين ذلك المرجع الفذ الذي يقف على هرم المرجعية
وهذا الموقف الجليل منه يعبر عن عمق الوعي والتجرد في كل ما كتب ونظر مؤلفات ومحاضرات صارت
بعد استشهاده قل أن يجود الزمان بمثلها مع كل تلك المضايقات النفسية والاجتماعية ومن هذا وغيره يظهر إن المطلوب من أولئك المرضى بهذا الداء العضال أن يفكروا جيدا قبل أن يعمموا هذه الأشياء إلى مواقع لم تصدر منها أمثال هذه الأمور وقد يكون في التاريخ الذي نقراه للنبي الأعظم - ص- ما يمثل ذلك تمثيلا واضحا فكم هي الأحداث التي وقعت من قبل أشخاص أرسلوا من قبل النبي- ص- ولكنهم أساءوا التصرف بل وخان بعضهم الأمانة وسفكوا الدماء....
فلو قيل إن النبي – ص- معصوم بخلاف العلماء ونحوهم , قلنا بان هذه النكتة في صالح الحق بتقريب إننا لو غضضنا النظر عن ذلك الأمر الزائد في شخص النبي لوصلنا إلى نفس النتيجة وقد حدث أن حاورت احد الإخوة من أولئك المبتلين فقال إن الذي يمنعنا من نسبة هذه أمور إلى النبي والأئمة هو العصمة فقط فلولاها لقلنا وقلنا ....فقلت هل قرأت الكتاب الكذائي قال نعم ... فتعجبت من كلامه وقلت له بأنك على شفا جرف هار اذهب والتمس لك إنسانا له دين ليهديك سواء السبيل فانك تسير إلى الجحيم من حيث لا تشعر .
وقد تسألني هل أنت على يقين مما تقول وهل هذا الكلام هو الواقع الذي نعيشه في النجف وغيرها من المدن الإسلامية....؟ أم أن هذا تاريخ مضى ولا تحبون أن ينسب إليكم الخطأ فتحاولون أن تجدوا التبريرات والمسوغات لذلك.؟
والجواب طويل ولكن يلخص في هذه الكلمات البسيطة ...إن ما تذكرونه بين الجانب النظري والعملي ليس فيه خلاف ولكن ليس إن الواقع يخلو من الممثل لذلك الأمر النظري , بل على العكس من ذلك قد نجد إن الممثلين يتجاوزون كل ما نتصوره ونعتقده . والسبب إن هذا الجانب مطبوع في اغلب الأحيان بطابع الكتمان
لان تحصيل الإخلاص فيه حدوثا وبقاء يتوقف – غالبا – على ذلك وهذه سيرة الأئمة الأطهار - ع – قد مثلت هذه المسالة تمثيلا واضحا فكان احدهم يقوم بخدمة الآخرين ولا يخبرهم بشخصه بل لا يفعل ذلك وان سمع منهم ذمه لعدم علمهم بأنه المحسن إليهم والواصل لرحمهم إن كانوا أرحاما ولأخوتهم إن كانوا غيرهم ...
ومن الجدير بالذكر إن هذه الأمور لا يطلع عليها في الغالب إلا صاحبها وأما غيره فلا يعلم بذلك ولكنه يعلم بان العمل إذا لم يكن خالصا لوجه الله تعالى فانه سيكون وبالا على صاحبه لان الله تعالى هو الحاكم في ذلك كله فلا بد إذن من توفير مستلزمات الإخلاص في كل عمل وهكذا هي سيرة علماء الدين الأفذاذ منذ قديم الزمان وحتى هذه اللحظة وأما مايختلج في بعض النفوس من عدم كون ذلك الأمر النظري موافقا للواقع الموجود فذلك يحتاج إلى بعض البيان .
من المسلم إن هذه الأفكار موجودة منذ فترة طويلة في أذهان الكثيرين من المنتسبين إلى الحوزة العلمية فضلا عن غيرهم من المرضى وهذه الأفكار لها أسباب نفسية في أكثر الأحيان إن لم يكن السبب الحقيقي وراء ذلك هو طبيعة الشخصية من حيث التكامل وعدمه فمثلا تجد بعض الأشخاص ينكرون وجود حتى وجود عالم واحد له مزايا وصفات فاضلة وتراه يقيم استدلاله في دحض ذلك على ما مشاهداته وتجاربه الشخصية وبدلا من أن يقول إن هذه تجربتي الشخصية مع هذه الجهة أو تلك الجهة على فرض قيمتها في ذلك المحل المحدود وتراه يقول بان كل العلماء هم على شاكلة العالم الذي رآه وعاشره وهذا الصنف من المساكين إنما يعبرون تعبيرا صادقا عن قول علماء النفس بان الإنسان يقيس كل شيء بنفسه وهذه ثابتة في الشرع ولكنه لما كان غافلا عن السبب الذي حركه إلى اتخاذ هذا الموقف المتأزم لم يكن باستطاعته الوصول إلى الأسباب الواقعية فحاول أن يلتمس لما يقوم به ويتخذه من مواقف وتبريرات ظاهرية

ثم إن من جملة الأسباب وراء ذلك إن الإقرار بان العلماء قد اتصفوا بهذه الصفات الفاضلة سوف يعكس الفارق الكبير بين ما يتصف به أولئك الأفذاذ وبين ما يتصف به هذا الطاعن المعترض لذلك فهو لا يستطيع الإقرار بشيء يحرمه من الصفة التي يحرص عليها وهي وراثته أولئك العلماء فلا بد أن ينزلهم إلى مستواه لأنه لا يستطيع العروج إلى مستواهم مثله كمثل شخص قتل غيره والمقتول ليس له قرابة ووريث إلا القاتل فهو لا يستطيع الإقرار بذلك فان أنكر القتل ورث المقتول وكل أوصافه وان اقر بالقتل حرم من ذلك الميراث المادي والمعنوي إضافة إلى الآثار التي تترتب على ذلك فالذي نريد أن نعبر عنه هو إن المسالة لا تتعلق بالجانب النظري فقط بل قد تنسحب وهي كذلك إلى الجانب النفسي فأنت لا تجد بين أولئك الذين يدعون لهذه الأفكار شخصا سويا مائة بالمائة 0
ولكن لا يعني ذلك عدم صحة وقوع بعض الأخطاء في بعض المواقع ولكن لا بد من تحديد كل شيء بحسب المقياس الصحيح ولا يصار إلى التعميم سواء كان ذلك مرغوبا أم مرفوضا من قبل الآخرين فليس للعاطفة في مثل هذه الأمور- التي يقحم البعض نفسه فيها بلا تأمل- دور في ذلك بل يعتبر ثقته بنفسه سلاحا يشهره على الآخرين ويظن بفكره القاصر إن سكوت الآخرين عن جهل بالواقع وعندما يحاول طرح الأفكار فانه ينتهز الفرصة ويعلن تلك الأفكار بين ذوي الذهان السقيمة والإرادات الضعيفة وهكذا....
وقد يعترض البعض بان هذا الكلام دعوى صريحة لتقديس العلماء الذي ذمه الكثير من العلماء والمفكرين.!
فنقول إن التقديس الذي ذمه أؤلئك العلماء في أحاديثهم وكتاباتهم هو تقديس الزي العلمائي على ظاهره والعناوين الفارغة التي لا تحمل بين طياتها المعنونات التي تمثلها 0000
وهذا شيء لا نختلف فيه بل ذكره أكثر العلماء في كلماتهم بل التعظيم الذي ندعو إليه هو احترام العلماء بالمعنى القابل لذلك لا مطلق من صدق عليه انه عالم 0000 فهذا الاعتراض تمويه وتزييف للحقيقة وهو أسلوب استخدمه الأعداء ضد علماء الدين وحفظة الشرع المبين 0
وقد صادفنا الكثير من المساكين الذين يحاولون تفسير النص كما هي حقيقتهم ويسحبون القدسية التي للنص لتفسيرهم الذي يعتقدون ظهوره من ذلك النص 0
والمهم في كل هذا أن نعرف جذور هذه المسالة وقد قضيت مدة طويلة في البحث عنها بين طيات البحوث التي كتبت حول هذه المسالة إضافة إلى القصص والخواطر التي ذكرها العلماء في ذكرى وفاة أساتذتهم فتبين إن للمسالة نحوين من الطرح يتعلق الأول بالجانب الأخلاقي والثاني بالجانب الفكري 0
أما الجانب الأول فيمكن التعرف عليه من خلال ما ذكره السيد الخميني في تفسير البسملة فقال تحت عنوان (سر انتقاص الآخرين) :-
(( لولا حب النفس والأنانية لما عاب الإنسان على الآخرين , فحالة تقصي معائب
الآخرين الموجودة لدى بعضنا ناشئة عن إننا نعتبر أنفسنا غاية في التهذيب والسلامة, والآخرين ذوي عيوب فنعترض عليهم بسببها , وذلك بسبب حب النفس الذي نرى بسببه إننا كاملون , في تلك المقطوعة الشعرية – لا أريد أن اقرأها – ورد إن احدهم عاب على آخر عيبا فأجابه : إنا كما قلت ولكن هل أنت كما هو ظاهرك ؟ نحن نستعرض ( مظاهر) للناس من قبيل أننا جئنا إلى هنا لطلب العلم ودراسة الشريعة وإننا من جند الله وأطلقنا اسم (جند الله) على أنفسنا فهل نحن حقيقة كما تبدو مظاهرنا ؟ هذا هو الحد الأدنى أما أن يكون الباطن شيئا آخر فهل هذا غير النفاق ؟ فالنفاق ليس فقط أن يظهر الإنسان التدين وما هو بمتدين كابي سفيان فما تقدم نفاق أيضا نفاق أن يظهر الإنسان شيئا ساميا وهو بذلك من المنافقين والفرق هو في المرتبة00))
وقال السيد الخميني تحت عنوان (الجهاد الأكبر) :-
((على من يريد الخروج من هذه الأنانية أن يهاجر هذه الهجرة بالمجاهدة يجاهد ويهاجر جئتم من الجهاد الأصغر وبقي عليكم الجهاد الأكبر وسائر أشكال الجهاد في الدنيا تبع لهذا الجهاد فلو انتصرنا لكان كل جهاد نقوم به هو جهاد وإذا لم ننجح في هذا الجهاد لكانت سائر أشكال جهادنا الأخرى شيطانية))
وأما الجانب الفكري للمسالة فقد ورد ذكر ذلك في مقررات حكماء صهيون مما يدلل على خطورة المسالة بالنسبة إلى الأقوال السلبية التي تنجم عنها وقد ذكر المستر همفر الجاسوس البريطاني في البلاد الإسلامية بان التشكيك بقيمة علماء الدين هو من الأسس التي تبتني عليها قاعدة التفرقة بين المسلمين لان الالتفاف
حول علماء الدين تعتبر من العقبات القوية في طريق العمل الاستعمار في بلادنا وقد جاء في البروتوكول السابع عشر قوله :-
((.. وقد عنينا عناية عظيمة بالحط من الكرامة رجال الدين من الأميين (غير اليهود ) في أعين الناس وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون عقبة كؤودا في طريقنا . وان نفوذ رجال الدين على الناس ليتضاءل يوما فيوما .. ) )
ثم قال بعد ذلك :-
((.. سنقصر رجال الدين وتعاليمهم له على جانب صغير جدا من الحياة وسيكون تأثيرهم وبيلا سيئا على الناس حتى إن تعاليمهم سيكون لها اثر مناقض للأثر الذي جرت العادة بان يكون لها..))
وقد بين الحقيقة ولكن بأسلوبه الواضح احد كبار علماء الدين في القرن العشرين فقال:-
(( ..هؤلاء وكل واحد من أصحاب الآراء الباطلة والأقوال النشاز لأنهم يعلمون أن الوحيدين القادرين على التصدي لهم في المجتمع وفضح أكاذيبهم هم العلماء.. وسائر الناس أما ليسوا مختصين في هذا المجال أو إذا كان لهم اطلاع قل أو كثر فأنهم لا يعتبرون واجبهم ذلك واؤلئك السائبين الشيء الوحيد الذي يهتمون به لأجل تحقيق أهدافهم المسمومة ويقدمونه على كل شيء هو إن يوجهوا التهم والافتراءات إلى العلماء بكل وسيلة وكذبا وزورا ليفصلوا الناس عنهم ويحقرونهم في أعين الناس ويضعفوا تأثيرهم الروحاني بكل ما أمكنهم ليفتح أمامهم الميدان فيتصرفوا بكل اطمئنان للتلاعب بأرواح بعض الناس المساكين وأعراضهم وأموالهم 000يشهد الله إن الجهة الوحيدة التي حفظت دين الناس منذ وفاة نبي الإسلام وحتى اليوم وحالوا دون تأثير أباطيل السائبين هم العلماء ))
وقال شهيد المحراب السيد عبد الحسين دستغيب كتابه في (الذنوب الكبيرة) : (ورد الوعيد بالعقوبة الشديدة على كفران نعمة وجود العلماء منها ما ورد عن النبي الأكرم(ص):-انه قال –

( سيأتي زمان على الناس يفرون من العلماء كما يفر الغنم من الذئب فإذا كان ذلك ابتلاهم الله بثلاثة أشياء الأول : يرفع البركة من أموالهم,والثاني : سلط الله عليهم سلطانا جائرا ,والثالث يخرجون من الدنيا بلا إيمان )
وكان من اثر ابتعاد الشباب عن رعاية العلماء بسبب هذه الأفكار المنحرفة أن أصبح الكثير من أصحاب الآراء الباطلة يعول كثيرا على هذه القطيعة المصطنعة بين الطرفين للتأثير على نفوس المؤمنين من غير المطلعين في القضايا العقائدية مثلا لكي يبث أفكارا باطلة تتعلق تارة بالإمامة وأخرى بالظهور في وقت محدد وهو أمر يحتاج إلى بحث خاص ومستقل في الأسباب المباشرة والمساعدة علاوة على إن الكثير من الزوايا غير المضاءة بنور الحقيقة لازالت في الغالب مرتعا لذوي الادعاءات من مدعي الاجتهاد ونحوهم الذين وجدوا في نشر هذه الأفكار فرصة للحصول على امتيازات هنا أو هناك وقد كشفت أوراق النظام السابق زيف الكثيرين من هؤلاء وارتباطهم بأجهزة الشيطان من قبل ومن بعد

خلاصة البحث :
لقد كان للعلماء على امتداد الزمن جذور واسعة في قلوب الناس، لم يقفوا يوماً مع الحكومات الجائرة ضد الشعوب، ولم يكونوا تبعاً لأي نظام، ولم يسمحوا لأنفسهم أن يكونوا مجرد صدى يردد كلمات الزعماء...
كانوا دائماً لله تعالى، ومعه وفي خطه، لا تأخذهم في الله لومة لائم، ففتح قلوب الناس لهم وجعل لهم مكانتهم بين الشعوب.
ولا شك أن بقاء هذه الحوزات العلمية له ارتباط بالغيب والتاريخ أدلّ دليل على ذلك، فهذه القرون الطويلة التي مرت حاملة معها كل ظلم واضطهاد وحصار للحوزات وتقتيل للعلماء، كانت كفيلة بإزالتها وإزالة ذِكرها لولا اللطف الإلهي والتسديد الغيبي، الذي كان معادلة القتل من الإلغاء إلى تأكيد الوجود، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام):
"العلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة" .
وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام):
"العلماء باقون ما بقي الليل والنهار" .
ان فكرة الطعن بسيرة العلماء لا تستند الى المشروعية في الجانب الفكري وكذلك الجانب الفقهي وكذلك الكلمات الواردة على لسان كبار العلماء العاملين .
وقد تبين ان حكم مثل هذا العمل هو الحرمة بلا ادنى شك او ريبة ولا يمكن التمسك ببعض المبررات الواهية لتبرير مثل هذه التصرفات سواء كانت الاسباب المدعاة سياسية ام غيرها .
كما ان التبريرات الفقهية في مسالة الغيبة لا تتناول مثل هذه الاعمال كما هو واضح , وعند التامل في الجانب الفكري للقضية تبين ان اعداء الدين والانسانية من المستكبرين والصهاينة كانوا هم المنظرين لمثل هذه الفكرة في الجانب العملي وقد نشروا ذلك سرا في الاماكن التي سيطروا عليها باموالهم ووسائلهم الخبيثة .
وبالتالي فان الذين ينادون بهذه الافكار هذه الايام هم من الذين يقدمون خدمة مجانية للاعداء من المستكيرين والمستعمرين ويتبين الخداع الذي غفل عنه هؤلاء واخذوا يروجون له بكل قدراتهم .
ومن خلال هذا البحث تبين المنهج الحق في التعامل مع العلماء وفق الاسلوب الشرعي الناصع والذي كان ينادي به كل العلماء العاملين ومنهم السيد الطباطبائي الذي سئل مرة عن السبب الذي جعله يحصل على المكانة العلمية التي وصل اليها فقال انما وصلت الى هذا المقام لاني احترمت العلماء الذين سبقوني .
وهذه الكلمة الناصعة يمكن جعلها اخر وصية تكتب في هذا البحث وتكون ختام الكلام في هذه القضية التي شغلت بال الكثير من الاخوة وهذا هو الحل الشرعي لهذه المشكلة وقد تكفل هذا البحث ببيان ذلك من جميع الجوانب المفترضة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المصادر حسب الذكر:
1- كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال – المتقي الهندي(888 - 975 هـ )
2- غرر الحكم ودرر الكلم – عبد الواحد بن محمد التميمي الآمدي .
3- ذكرياتي مع الشهيد مرتضى المطهري - العلامة الشيخ علي الدواني
4- التاريخ الإسلامي دروس وعبر- العلامة السيد محمد تقي المدرسي
5- الإنفاق والإخلاص – العلامة الشهيد السيد عبدا لحسين دستغيب( شهيد المحراب)
6- نظرية المعرفة – العلامة الشيخ جعفر السبحاني
7- قصص وخواطر من أخلاقيات علماء الدين – الشيخ عبد المهتدي البحراني
8- تفسير البسملة – آية الله العظمى السيد روح الله الموسوي الخميني (1320-1409 )
9- مذكرات المستر همفر الجاسوس البريطاني في البلاد العربية الإسلامية
10- بروتوكولات حكماء صهيون (الخطر اليهودي) ترجمة الأستاذ محمد خليفة التونسي (أول ترجمة عربية أمينة كاملة مع مقدمة تحليلية في مائة صفحة ) تقديم الأستاذ عباس محمود العقاد طبع دار الكتاب العربي بيروت لبنان 1961م
11- كشف الأسرار – آية الله العظمى السيد روح الله الموسوي الخميني (1320-1409) ترجمة الأستاذ ابراهيم الدسوقي شتا
12- الذنوب الكبيرة – العلامة الشهيد السيد عبد الحسين دستغيب (شهيد المحراب




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=53841
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28