• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سلام لروحك أبا عمار .
                          • الكاتب : علي محمود الكاتب .

سلام لروحك أبا عمار

 ماذا نقول في ذكراك العطرة يا شهيدنا ورمزنا وفخرنا وعزتنا ، وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر، وكيف لا تكون قمرنا وشمسنا ومعلمنا أبا عمار وقد كنت الضياء والبهاء وشعاع الأمل وبوصلتنا الموحدة نحو القدس ....

ماذا نقول في ذكراك الخالدة فينا ، يا من أسموك من رفاق السلاح بمنبع الأمل والتفاؤل طوال مسيرة النضال والتحرير وفي أحلك الأيام وأصعبها ؟!

وكيف لا نفتقدك ونزرف الدمع أنهارا وأنت من كان فينا بحر العطاء الذي لا ينضب، فقد كنت الأب والرجل الصنديد الذي خالف العالم بآسره ، ألست من قال عن نتائج حرب عام 1967م بأنها لم تكن هزيمة بل نصراً مظفرا ؟!

وكنت عملاق جسور حين أجبروك على الخروج من بيروت بعد صمود أسطوري ، وقد أذهلت العالم بآسره حين سألوك الى أين المسيرة أبا عمار؟ فأجبتهم بثقة المحارب المغوار ووجهك تعلوه علامات النصر والثبات ، ان وجهتك هي الى القدس !

كنت رجلاً في زمن ندرت فيه الرجولة وكنت منتصراً في زمن عانت فيه امتنا العربية من ويلات الهزيمة ، فلم تتوقف عن الحلم ولم تفقد بيوم بوصلتك وقد استطعت ان تضع شعبك على أول دروب الحرية والتحرير ، وأثبت للعالم بآسره كما يقول شاعرنا الراحل محمود درويش أن "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"

كنت أقوى من كل رجالات العرب ومن زعيمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وأبنتهم المدللة إسرائيل ، وقلت حين اشتد حصارك برام الله "يريدوني أسيرا أو طريدا أو قتيلا ، وأنا أقول ، بل شهيد  "

فكيف ننساك أيها الأب والمعلم والقائد يا من جعلت العالم كله يعترف بنبل قضيتنا وصدق نوايانا ووضعت أقدام شعبك ثابتة على تراب الوطن وأضئت أمامهم قناديل القدس حتى يأتي اليوم الذي سيرفع فيه شبل من اشبالنا او زهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق ماّذن القدس وكنائس القدس  ؟

كيف ننساك يا من عشت كل سنوات عمرك بعيداً عن مظاهر الترف العربي مرتدياً لزيك العسكري الذي تعلوه الكوفية السمراء حتى صارت رمزاً ثورياً لكل حركات التحرر في العالم

ربما قد رحلت بجسدك عن عالمنا ولكنك خالد فينا للأبد، فأنت الرجل الذي عاش ومات وهو ممسكاً محافظاً بعزيمة صلبة على الثوابت الوطنية ولم تقدم يوم تنازلاً يعايرك به القريب أو البعيد ، وقد هابك العدو قبل الصديق حتى وأنت بين جدران المقاطعة محاصراً منهك القوى ، لكنك وكالعادة خرجت منتصراً لتقول للعالم كله ان في هذه الأرض قوما جبارين !

سلام لروحك الغالية، سلام يا قائد لواء الحرب والنصر وعاشق زيتونة السلام، سلام يا قمر الأمة العربية ورمزها العالمي للبطولة والفداء
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=53425
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16