• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : كشاهد عيان اروي ما حصل قبل سقوط الموصل بعشرة أيام. من أين دخلت داعش ؟ .
                          • الكاتب : اثير الخزرجي .

كشاهد عيان اروي ما حصل قبل سقوط الموصل بعشرة أيام. من أين دخلت داعش ؟

مقدما اقول : بصورة انتقائية مخجلة اتفق الجميع على محاربة (داعش) بقيادة امريكا، ثم زعموا ان وراء ذلك صعوبات قد يطول معها القضاء على (داعش) لربما حتى إلى عشر سنوات. وكانهم نسوا ان الربيع العربي الذي افتعلوه اسقط اربع انظمة قائمة بجيوشها في ضرف اشهر معدودة، وان عملية اسقاط صدام حسين مع كافة مؤسساته لم يستغرق اسبوعين عام 2003 ، فمن تكون داعش حتى تستغرق كل هذا الوقت والتكلفة المالية الباهضة الخيالية التي وضعتها امريكا.

المسألة وما فيها ياسادتي هي : اقطعوا الدعم المالي وغيره ، واغلقوا الحدود التركية ، سوف تنتهي داعش ومن يقف معها في ضرف اقل من اسبوعين. الحدود التركية مصدر البلاء. ولكن على ما يبدو ان ترميم الاقتصاد الامريكي المنهار لا يتم إلا عبر طريق الابتزاز والقرصنة على اموال الشعوب.

ما اريد ان اقوله ، وقلته امام الكثير من المسؤولين العراقيين بأيام قبل هجوم داعش على الموصل وبعدها، هو أن الموصل وتكريت والرمادي وجزء من ديالى وصولا حتى مشارف بغداد وحدود أربيل شمالا لم تسقط لوحدها بل بفعل فاعل ولاعب اساسي في هذه اللعبة قدم تسهيلات كبيرة، ولولا هذا اللاعب لما قُدر لهذه الشراذم ان تعبث بأرض سوريا والعراق والمنطقة.

فكيف كان ذلك ؟

سأحكي لكم حكاية واترك الاستنتاج والخروج بالنتائج لكم .

ابتدأت رحلة العودة بالسيارة من تركيا إلى العراق بتاريخ 26/5/2014 ،  وصلت إلى منطقة ماردين في نصيبين وقررت المبيت في احد الفنادق المتناثرة على طول الطريق السياحي داخل الاراضي التركية ، ولكنني فوجئت  في كل فندق بأعداد غفيرة من المجاهدين (الارهابيين) (1) وتنقلت من فندق إلى آخر واضطررت أخيرا بعد حلول الظلام ان انام في فندق في ضواحي مدينة ماردين اسمه (آيدنلر) (2) يقع مقابل الحدود السورية .

 في هذا الفندق وجدت أيضا اعداد كبيرة من هذه البهائم البشرية (الارهابيين) مغاربة ومن تونس والشيشان وغيرهم ومعهم نساء كثيرات منقبات وقد ملأوا ارجاء الفندق والمطعم وحوانيت التسوق . استأجرت غرفة في هذا الفندق المرعب ثم نزلت و اعطيت جواز السفر لمدير الفندق الذي كان رجلا تركيا يُجيد العربية بلكنة سورية ، ثم ذهبت إلى المطعم لطلب الطعام فهالني ان أرى هذا العدد الكبير من الارهابيين وعلى الجدران  صور امير قطر (تميم) وشعارات باسم خادم الحرمين وكان يدير هذا المطعم عدة اشخاص سلفيين ذوي لحى طويلة وهيئات غريبة على ما يبدو انهم من المغرب العربي وكان بعضهم يراقب المكان وحوله حراسات  فطلبت الطعام وتكلمت معهم باللغة العربية، ثم اخرجت محفظتي فقالوا لي بأن الطعام مجاني في سبيل الله للمجاهدين.

صعدت إلى الغرفة ليفاجأني منظر غريب حيث رأيت سلفيا من هيئته بدا انه سوري ذو لحية كثة ويرتدي طاقية على راسه يجلس في مكتب الفندق خلف الكومبيوتر وهو يتحقق من جواز سفري ويبحث في الكومبيوتر لأسباب اجهلها. ولم اسأل عن ذلك لكي لا اثير الريبة في قلوب هذه البهائم البشرية. ولم  انم تلك  الليلة لأن اسمي في الجواز هو نفسه الذي اكتب به وانشر  المقالات وكنت اشن الحملات القاسية ضد هذه التنظيمات الارهابية، وهذا يعني انه لو تم اكتشاف امري لكان قبري في التلال خلف الفندق.

 من نافذة الفندق الخلفية ـــ لكون الغرفة في  الطابق الثاني ـــ  تقع سلسلة تلال على ما يبدو انها مراكز تدريب ويدلنا على ذلك الطريق المتعرجة التي تؤدي إلى سلسلة التلال  حيث تعج بسيارات رباعية الدفع وهي تدخل وتخرج للحدود السورية التي تقع في الجهة الثانية من الشارع العام على بعد ( 200 ) متر من الفندق حيث تبدو الاسلاك الشائكة وابراج الحراسة لكلا البلدين واضحة للعيان.

وصح اعتقادي ان هؤلاء يذهبون إلى سوريا بعد تدريبهم حيث تقع الحدود السورية مقابلهم على بعد بضع امتار خلف الطريق الدولي ابتداء من نهاية مدينة اضنا مرورا بمدينة كازيان تيب ثم اورفا ثم سيلوبي حيث تنتهي الحدود التركية السورية المشتركة ، ثم يأتي بعدها خابور ثم بوابة ابراهيم الخليل حيث زاخو.

فجرا (28/5/2014 ) (3) تقريبا الساعة الرابعة ، تسللت من الفندق ويدي على صدري خشية ان يكون هؤلاء قد اكتشفوا اسمي واتجهت للحدود العراقية ولكن على بعد نصف ساعة بعد انطلاقي من الفندق فوجئت بعدد كبير من منشآت نقل المسافرين (الباصات) وعددها بالعشرات وهي تقل هذه الاشكال الغريبة من شذاذ الافاق أفارقة ومغاربة وشيشان وغيرهم من العرب وهم يقرئوا الاناشيد ويهزون رؤوسهم ، كانت الباصات تسير في نفس الاتجاه واعتقدت في بادئ الامر انها متجهة إلى أحد البوابات السورية ولكن بعد ساعة من المسير انتهت الحدود السورية واستمرت الباصات بالمسير معي ثم دخلت في ممر خاص من بوابة ابراهيم الخليل إلى العراق ؟!

انشغلت بإجراءات الدخول للعراق وتسجيل السيارة وبعد ان انتهيت استمريت بالمسير داخل العراق وعلى مقربة من دهوك رأيت هذه الباصات نفسها وقد انحرفت يمينا حيث لافتة تُشير إلى (موصل ، بغداد) واتجهت أنا إلى اربيل ثم كركوك ثم بغداد (4) واسئلة حائرة كثيرة تدور في بالي عن سر هذه الباصات ، وإلى اين تتجه هل تدخل سوريا من جهة العراق، أم ان هناك شيئا آخر يُبيّت إلى وطني وما هي علاقة الاكراد بذلك ؟!.

ثم بعد عشر أيام تناقلت الاخبار خبر الهجوم الكاسح (لداعش) .

هذا باختصار.

التوضيحات .

1 - أقدر عدد هؤلاء الارهابيين الذين رأيناهم في سلسلة الفنادق وغيرها داخل الاراضي التركية بالألوف وعلى ما يبدو ان الكثير منهم متجه إلى العراق كما رأينا ذلك بأم اعيننا.

AYDINLAR -2

3- جرى تغيير طفيف في الاسماء والتاريخ.

 4 – اتصلت ببعض اقربائي لكي يستقبلوني على حدود اربيل كركوك فكان في استقبالي اثنين من اقربائي احدهم في الحرس الوطني والثاني في الاستخبارات العراقية وفي الطريق اخبرتهم بما شاهدته من دخول مريب لهذه الباصات إلى الموصل ، فاستغربوا من ذلك واوعدوني بان يخبروا المراجع الخاصة . بعد اكثر من عشر ايام على دخول هذه الحافلات الى الموصل ، حدث هجوم داعش على مدينة الموصل وما جاورها !

فماذا يعني ذلك ؟ هل للأتراك والاكراد يدٌ في ذلك ؟ هذا ما اتركه للمسؤولين وانا على استعداد للتعاون من اجل بلدنا الحبيب ومن الله التوفيق .كما وأنني بدأت اقص ما جرى على كل من وجدته وكان من بينهم  ابن اخي وبدوره اخبر بعض اصدقائه الذين اهتموا بالموضوع جدا وعلى ضوء ذلك التقيت بالأستاذ النائب (.......... ) رعاه الله حيث خصص لي كثيرا من وقته وعلى ضوء الخرائط التي احملها شرحت له ما حصل، فأوعدني انه سوف يتصل فورا بالمراجع العليا في بغداد ، ثم التقيت بشخصية امنية رفيعة  اخرى  وشرحت لهم ما حدث على الخارطة  وورقة اخرى دونت فيها بعض اسماء المناطق والفنادق ثم عرضت لهم صور عن الفندق.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=53265
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28