• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحسين ( عليه السلام) وخدمة قضيته .
                          • الكاتب : محمد المبارك .

الحسين ( عليه السلام) وخدمة قضيته

في كل عام وفي هذه الذكرى الأليمة لهذا الإمام الهمام ( عليه السلام) يأبى القلم إلا أن يجددها ويعيش ذكرها لكي يساعد القلب في اعتصار الكلمة مع اعتصار الدمع والألم.

أردنا في هذه الفاجعة الأليمة أن نسجل لنا كلمة عن هذه الأيام الحسينية وفضلها وأثرها وعن الإمام الحسين ( عليه السلام ) وشخصيته وإن كان الإمام عليه السلام غنى عن ذلك إلا أنها من باب التبرك لنستضيء بها ونتزود بمعطياتها.

وعليه نقول أن لأيام عاشوراء الحسين ( عليه السلام) وثورته وتضحيته أثرها الذي لا ينطفئ على مر العصور والأيام والأزمنة وقد عرف وأعترف بذلك من والاه وأعتبره أمامه وقائد له بل حتى من لم يكن كذلك ، يقول ( ستالين)(1) : ( ما دامت كربلاء باقية فهي تصنع المزيد من الرجال وتخرّج المزيد منهم وتنشرهم في الآفاق )(2).

ويقول (الرئيس صالح بريشا )(3) : ( تصفحت كتب التأريخ الاسلامي فوجدت أن الحسين أحد رموز هذا التأريخ الحافل بالمآثر والتضحيات من أجل ردع الطغاة والمستبدين)(4).

ويبقى الحسين وثورته حديث لا ينتهي وشعر يتدفق لمن أراد أن يصف البطولة والفداء والشجاعة ، يقول السيد حيدر الحلي :-

      أمرّ على الأرض من ظهرها .... إذا ململ الرعب أقرانها

      تزيد الطلاقة في وجهه ..... إذا غيّر الخوف ألوانها (5).

وقد برزت شجاعة الإمام الحسين (عليه السلام) من خلال بطولته في يوم عاشوراء وشهادته فيه وبحسب ذلك كانت لأيام شهادة الإمام عليه السلام خصوصيتها ولا سيما عند أتباع أهل البيت ( عليهم السلام) ، ففي هذه الأيام من كل عام تعاد ذكرى الشهادة وفيها ينبغي الحزن وإظهار شعائره من قراءة التعزية ولبس السواد وعدم الفرح ، وعلى ذلك يوصي الأئمة الأطهار عليهم السلام ، يقول الإمام الصادق ( عليه السلام )( أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا)(6).

ففي إحياء أمرهم إحياء لكل القيم الحقة ، إحياء لرسالة المصطفى صلوات الله عليه ، وفي إحياء أمرهم إحياء لثورة الحسين عليه السلام ذلك العطاء الكبير والذي ينبع من خلال (المنبر الذي أصبح موسم لنقل ثقافة أهل البيت عليهم السلام للعالم )(7).

ولا أريد الحديث هنا عن المنبر وما يقدمه من رسالة وعطاء فهذا واضح بارز بل أقول أن شهادة الإمام الحسين ( عليه السلام) ومنبره كلهما عطاء ولكل يستطيع أن يعطي في خدمتهما بحسب مكانه ومكانته ومجهوده في المجتمع ، فطالب العلم مثلا يعطي من خلال علمه وفكره ومبادئه التي استقاها من فكر الإمام الحسين سلام الله عليه ومن فكر جده عليه الصلاة والسلام وعليه أن يبين موقع الإمام الحسين في الأمة وكيف قتل مظلوما بعد أن طالب بالحق وإثباته وإنه الإمام الذي قاد الأمة نحو السعادة الأبدية بمقاومة الظلم ودك عروش الظالمين الذين أرادوا العلو والفساد في الأرض.

وطلبة العلم الذين يحملون تبليغ رسالة الإمام الحسين على عاتقهم يذكّرون دائما بأن الإمام عليه السلام لم يخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرج طلبا للإصلاح في أمة جده ( صلى الله عليه وآله وسلم) يأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر وعليهم أن لا يفتؤوا في إيصال الفكرة والغاية التي نهض الامام الحسين من أجلها وحث جمهور المؤمنين على التمسك بها.

وعلى المثقف الواعي أن يجند طاقاته وقلمه وكلماته في نصرة سيد الشهداء عليه السلام بكل ما أوتي من قوة في فكره وحروفه وأسلوبه وأن لا يتوانى في تقديم ما يراه نافعا ويصب في خدمة الإمام عليه السلام وقضيته.

وعلى كل مثقفا سواء أكان مطلعا أم كاتب ( شاعرا أم ناثرا) أن يسعوا في إحياء شعائر المولى أبي عبدالله ( عليه السلام) في مثل هذه الأيام بالمشاركة كل بحسب ما يجيد من النظم والسرد والنثر.

ويجب أن لا تقتصر خدمة الإمام على هذين الصنفين من الناس بل تتعداها إلى كل من عرف الإمام الحسين وأحبه فخدمته عليه السلام لاتحد ولا تعد بأحد معين من البشر أو بطائفة بعينها ، فالكل يستطيع أن يخدم في مآتمه بالعزاء وتجهيزه بالنسبة لمواليه والخدمات الأخرى المتنوعة والمتعددة بالنسبة لغيرهم في كافة بلاد المعمورة.

فهنيئا لمن وفق للخدمة أبا الأحرار ليكون معه مع الذين أنعم الله عليهم وأدرجهم في عليين مع محمد وآله الطاهرين ليفوز فوزا عظيما.

 

(1)- جوزيف ستالين : ( 18 ديسمبر 1878- 5 مارس 1953) يعتبر المؤسس الحقيقي للاتحاد السوفيتي عرف بقوته ، نقل الاتحاد السوفيتي من المجتمع الزراعي إلى الصناعي ( موسوعة ويكيبيديا الحرة على الانترنت).

(2)- زميزم ، سعيد رشيد – الإمام الحسين ( عليه السلام) شاغل الدنيا ، ص 77 – ط\1 ، 1431هـ - مؤسسة البلاغ ، بيروت \ لبنان.

(3)- صالح بريشا : رئيس ألباني ( 1944-........) تولى الرئاسة من 1992حتى 1997 خلفا لرامز عليا.( موسوعة ويكيبيديا الحرة على الانترنت).

(4)- الإمام الحسين ( عليه السلام) شاغل الدنيا ،  ص 82.

(5)- حياة الإمام الحسين بن علي عليهما السلام للعلامة الشيخ باقر شريف القرشي ( رحمه الله) ، ج1 ص 131 نقلا عن ديوان السيد حيدر الحلي ج1 ص 110.

(6)- العاملي ، الإمام محمد بن الحسن الحر – وسائل الشيعة ج 8 ص410 – ط\ 6 ، 1412هـ ، 1991م- دار إحياء التراث العربي – بيروت\ لبنان.

(7)- الصفار، الشيخ حسن موسى – الإمام الحسين الشخصية والقضية ، ص 63( بتصرف) – ط\ 3 ، 1427هـ ، 2006م – مكتب سماحة الشيخ حسن موسى الصفار – السعودية ، المنطقة الشرقية ، القطيف .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=52884
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19