هذا الشعار رفع في شوارع تونس و القاهرة أثناء الثورتين التونسية و المصرية . و مصطلح اللعبة هو امريكي ظهر في منتصف القرن الماضي و اول مروج له هو مايلز كوبلند في كتابه الشهير لعبة الامم الذي يكشف فيه كيف شرع الامريكان في السيطرة على بلدان الشرق الاوسط بواسطة الانقلابات العسكرية . فكل انقلاب عسكري هو امريكي بالاساس الا ما ندر و كل زعيم عسكري هو صناعة امريكية يطبق برنامجا امريكيا و عندما ينتهي دوره يزاح اما اغتيالا او بالقوة و الاختفاء و اشهر النماذج ثلاثة : عبد الناصر و صدام و القذافي . و قد طبقوا المخطط الامريكي بشكل مفزع و مرعب يقوي الاحتمال بأن اصولهم من ناحية الاب او الام ليست عربية .
و يبدو ان الامريكان انتهجوا هذا الاسلوب بعد نجاح تجربة هتلر في التمويه على الشعب الالماني و الزج به في ايديولوجيا نازية موغلة في التمويه و الكذب و في ابادة ضحاياها الالمان فقط دون غيرهم و في حرب مدمرة كانت نتيجتها قيام دولة اسرائيل .
هذا الشعار المرفوع لا نعرف بالضبط من يقف أو يكمن وراءه و الظاهر ان صاحبه على علم بلعبة الشعوب و يبدو انه على يقين بأن هذه اللعبة قد انتهت بثورات الشعوب العربية التي أزاحت حكاما <made in usa >.
و الامر ليس كذلك البتة . فاللعبة التي دامت اكثر من نصف قرن لا تزال مستمرة و لكن في اسلوب جديد اكثر فزعا و رعبا . انها الفوضى الخلاقة التي تقتل الشعوب بشكل لا يرحم عن طريق تفكيك الدولة العميقة و ولادة قيسرية لمئات الاحزاب المعارضة المتقاتلة .
ان الثورات العربية قد وقع برمجتها من قبل . و ازاحة القادة تم بمباركة امريكية بل بتوجيه امريكي بحت . فبن علي لم يهرب كما أشيع بل وقع إخراجه بالقوة و التجاؤه الى السعودية لغاية مضبوطة . و القذافي المقتول ليس هو القتيل بل شبيهه و كذا الامر بالنسبة لصدام .
الفوضى الخلاقة هي أشبه بالرحى التي تهشم تهشيما كاملا ما يلقى فيها . و هي سريعة الدوران و شديدة التهشيم في العراق و سوريا و الصومال و افغانستان و اليمن . و هي بطيئة الدوران في تونس و مصر و لبنان و البحرين . و ستكون عاجلا كارثية في السعودية والاردن تركيا و الامارات .
هذه الرحى تطحن الشعوب طحنا بلا رحمة لان هذه الشعوب هي التي تحضن حضارة اسلامية و دينا قويما يهدد امما غربية بالزوال التام في آخر الزمان . و يبدو ان الامر على عجل فكأنما الكل استفاقوا فجأة بأننا على أبواب آخر الزمان فاندفعوا كالمجانين يقتلون تلك الشعوب مباشرة او بالمكر و الخداع . و النبوءة الدينية القديمة تقول إنه عندما يداس الشعب المقدس اي الوحيد الذي يوحد الله عندها ينفتح باب آخر الزمان على مصراعيه و تبدأ مرحلة المتاعب . لقد سارع الامريكان الى فتح باب الجحيم على أنفسهم و بلادهم . لقد تلقى المسلمون و العرب الضربات تلو الضربات و لكنهم لا يزالون على قيد الحياة و هم يستطيعون ان يعيشوا كما كانوا في القرون الوسطى و لكن الضربة القادمة ستكون قاتلة للامريكان و للغرب كله فلا مرد لها بإذن الله . هكذا تبشرنا كل الأديان حتى الوثنية منها .
فصبرا صبرا ايها المستضعفون فأنتم الوارثون لا غيركم فيالو تساون على وشك الانفجار و كوكب العذاب على وشك الانحدار و عندئذ سيعرف الظالمون اي منقلب ينقلبون . |