• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وأرك أكبر من حديث خلافة ... .
                          • الكاتب : زين الشاهر .

وأرك أكبر من حديث خلافة ...


ماذا يحدث لو أن الإمام علي (ع ) كان الخليفة الاول بعد وفاة الرسول الأعظم محمد ( ص ) بدلاً من الخليفة أبي بكر الصديق . ويبقى الخليفة علي بن أبي طالب  يحكم الأمة الإسلامية باعتباره خليفة او مجرد حاكم لدولة , لمدة عشرة سنوات او عشرين سنه مثل باقي الحكام والخلفاء الذين يحكمون الدول يخطئون ويصيبون ومهما طالت فترة خلافته للدولة الإسلامية , لابد أن يترك الخلافة الى شخص غيره وبعدها يموت او يقتل ويأتي بعده خليفة آخر كا أبي بكر الصديق او عمر بن الخطاب او عثمان بن عفان . و بموته تنتهي كل إنجازاته التي قام بها طيلة فتره حكمه ولا يبقى  له في  ذاكرة المسلمين شيء يستحق التقدير   والثناء .
 لم يكن الإمام علي (ع) من طلاب السلطة  والحكم او يبحث عن منصب من أجل رفاهية العيش و الاستفادة من الأموال والخيرات التي تدر عليه من هذا المنصب . هو الذي قال والله إن خلافتكم هذه لا تساوي شسع نعلي إلاّ أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً , وقال ايضاً وإن خلافتكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز . الخلافة لاتعني شيء عنده ال بيت النبي , فهم أئمة معصومين لا يحتاجون للخلافة بل الخلافة هي بحاجة إليهم . وهل يحتاج الإمام علي (ع) إلى أن يكون خليفة أول , حتى نعرف شخصية الإمام وأنه التقي النقي والعادل الزاهد ونصير الفقراء والمظلومين قوي على الظالمين والمستكبرين , وإن المسلمين وغير المسلمين عاشوا في دولته بظل حياة يسودها العدل والأنصاف وإحقاق الحقوق . هذا الذي قال بحقه الرسول الأعظم محمد(ص) (يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) في فتح الباري (7/71،ح 3706) صحيح مسلم : (4/1870،ح 2404) ، والمسند للإمام أحمد (6/438) , ويدل هذا الحديث على ان الإمام علي( ع) , قد وصل إلى مراتب عالية من الايمان والحكمة والعلم  , لكن شاءت الاقدار الإلهيه , أن يكون الرسول محمد بن عبد الله نبي الرحمة هو خاتم الأنبياء والمرسلين . الولاية تعني حديث الرسول محمد (ص) : (يا علي! ما خلقت إلا لتعبد ربك، وليشرف بك معالم الدين ويصلح بك دارس السبيل ولقد ضل من ضل عنك ولن يهتدي إلى الله من لم يهتد إلى ولايتك) في (ينابيع المودة : ص130  ب36 ) . ولاية أمير المؤمنين علي (ع) هي استمرار لنهج النبوه المحمدية كما جاء في الحديث الشريف  (أوصي من آمن بي وصدّقني بولاية عليّ بن أبي طالب ، فمن تولاّه تولاّني، ومن تولاّني تولّى الله) (تاريخ ابن عساكر: ج2 ص91 و92 ) . وفي يوم الغدير (يوم الولاية ) عندما طلب الرسول المصطفى محمد  (ص) من المسلمين في السنه العاشرة من حجة الوداع , أن يتجمعوا في غدير خم , لكي يبلغهم بالولاية الإلهية لعلي بن ابي طالب (ع )  ولينفذ أمر الله الذي أمره بالتبليغ  كما قال الله سبحانه وتعالى رب السماوات والأرض ((يا أيها الرسول بلغ ماأنزل َ إليك من ربك ۖ  وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) )} 67 المائدة{  فرفع خاتم الرسل ولأنبياء يد الإمام علي(ع) وبحضور جمهور المسلمين حيث نادى ((من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه وانصر من نصره ، واخذل من خذله ) ) }السيوطي : تاريخ الخلفاء - ص 169 , المستدرك للحاكم 3 / 371  مسند الإمام أحمد 4 / 372 , النسائي :  ص 50 - 51 { .

أبي تراب وارث علم الرسالة والنبوة (ع) الفقيه العالم بعلوم القران والتفسير والنحو والفلك وغيرها من العلوم الكثيرة , فهو مدينة علم الرسول (ص ) (علي باب علمي ومبين لأمتي  ما أرسلت به من بعدي ، حبه إيمان وبغضه نفاق ) }اللالئ : ج  1 ص  173. { هو السخي الذي يجود بكل ما يملك , والصافح عن المسيء , والمجاهد في سبيل الله   سيد البلغاء  وإمام الاخلاق  أعبد الناس وأكثرهم صلاة  صاحب المناقب  والفضائل   و مصباح الدجى يعسوب الدين و النبأ العظيم . فمن العار علينا نحن الذين نتبع ولاية أمير المؤمنين علي (ع) سيد العرب و إمام الأئمة الأتقياء مذل الأعداء , و معز الأولياء أخطب الخطباء و قدوة أهل الكساء . ان نجعل كل هذا الارث العظيم لرجل عملاق  محصور بخلافة سياسية  قائمة على  الاضطهاد والبطش بالمعارضين وسفك الدماء وتكميم الافواه . وكما قال الدكتور احمد الوائلي (رحمه الله ) في قصيدة الشهيرة بحق الإمام علي (ع)  وعنوانها ( إلى ابي تراب ) :
غالى يسارٌ واستخفَّ يمينُ               بك يا لكهنك لا يكاد يبين
تُجفى وتُعبد والضغائن تغتلي            والدهر يقسو تارةً ويلين
وتظلّ أنت كما عهدتُك نغمة             للآن لم يرقى لها تلحين
فرأيت أن أرويك محض رواية         للناس لا صور ولا تلوين
فلا أنت أروع إذ تكون مجرداً           ولقد يضر برائع تثمين
ولقد يضيق الشكل عن مضمونه      ويضيع داخل شكله المضمون
إني أتيتك أجتليك وأبتغي                ورداً فعندك للعطاش معين
وأغض عن طرفي أمام شوامخ      وقع الزمان وأسهن متين
وأراك أكبر من حديث خلافة          يستامها مروان أو هارون
لك بالنفوس إمامةٌ فيهون لو        عصفت بك الشورى أو التعيين


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=52420
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19