• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هَل نقتُل أنفسَنا !؟ .
                          • الكاتب : تحسين الفردوسي .

هَل نقتُل أنفسَنا !؟

لنا معَ الموتِ صُورٌ بِعدساتٍ مختلفةٍ, بعدسةِ مُصورٍ حاقد, ومُصورٍ مُتخاذل, ومُصورٍ مُجرمٍ, ومُصورٍ شامتٍ, ومُصورٍ مُتعاطِف, ومن بين زَحمَةِ هؤلاء, لا يَجِدُ المصورَ الناصِرُ مَكاناً لَهُ, فَيُزاحَم بَينهم مُتَدافِعاً, لأخذِ مَكاناً بَينهم, لينقُلَ للعالم صُورةً بِدونَ (رِتوشٍ أو فوتوشوب).
 
كثيرةً تِلكَ الصور في مَواقِعِ التواصِلَ الإجتماعي, وَنجومَ هذه المواقِع هُم شُهدائَنا, الذّينَ أصبَحوا مَشهورين بِطرقِ الإستشهاد, وَمُبدعينَ لَيسَ لَهُم مُعجَبين, سُوى العوائِلَ المُفجَعَة بِهم, وبعض الأصدقاءِ والمقرَبين؛ سُرعانَ ما ننساهم, لِعلِوِّ نَجمَ الشهيدَ تِلوَ الشهيد, في مَقبرةِ التواصُلِ البَرزَخي.
 
صُوَرِ المشاهِدِ المُرعِبَة, وَسِينَما الظُّلم المُسَلط, على سيناريو الأغلبية الواقِعةُ بين سِندانِ حكومتِها, ومِطرَقةِ إخوانُهم بالدِّين, ومُخرِجَ الإرهابِ الأعوَرُ(أمريكي الجنسية), يُصَوِّب سِهامِ عِدائِهِ على جَميع الشعوب, وَسِهامَهُ لا تُصيب إلا تلك الثُلَّةَ المظلومةُ مِنَ الأزَل, المُلَقبونَ بِأتباعِ أهلِ البَيتِ(عليهمُ السلام).
 
أسمَحوا لي أخوَتي أن أكونَ اليَومَ, طائفِياً بَعضَ الشيءِ مَعكم, لَعَلِّي أُمسِكُ بِقَطرَةِ ظُلمٍ, في بَحرِ ظُلامَةَ الشيعة, وَسطَ الرياحَ التي تُغيِّرُ الحقائِق, وَتَعصِفُ الحَقَّ بالباطِل, وعندما تَهدأُ أمواجَ هذا البَحر, تَهبِطُ النوارسَ البيضاءَ على جِراحَهُ, لِتُعلِنَ مواساتها بِصراخ أصواتِها. 
 
إنَّ كَفَّةَ المُدن الشيعية, ثَقُلَت مَوازينُ الإنفجاراتِ فيها, وَكَفَتِكُم كَبيوتِكُم, واسِعَةٌ هادئِة, إلى ألآنَ تَبحَثونَ عن حقوق الإنسان في السجون, وَلا تَبحثونَ عن إنسانيتنا وهي تَتَناثَرُ بِهواءِ المُفَخَّخاتِ, التي تَشَظَّت أجسادُنا بِعصفِها؛ إلى متى نَدفعُ ثَمن تشيعنا, مِن أجلِ عِراقيتنا.
 
إلى متى, وَدِماء شبابُنا إرتوت أنهارُكم مِنها, وَدِماء شيوخَنا نَتبرعُ بِها لِجَرحاكُم, وإلى متى أرامِلُنا تَبكي, لِتَروي بِدِموعِها عَطشَ أطفالِكُم, وإلى متى نُعَلِّم أطفالنا بِمَناهِجَكُم, وَنُزوِّجَ أبنائَنا بِمَذهبِكُم, وفي حُكومَتنا أنتُم المهمَّشين؛ وإلى متى إقليمُنا يُقسِّمَ العراق, وإقليمَكم فيهِ النَّجاة.
 
إلى متى تَقولونَ إخوانُنا, ونَقولَ لَكُم(أنفُسَنا), وإلى متى تَرفِضونَ مُجاهِدينا, وعلينا أن نقبلَ بِبَعثِكُم في السُّلطَة, وإلى مَتى رَايَةُ الحُسَينِ(عليهِ السَّلام), على الدَّبابَةِ طائِفية, وَرايةُ القاعدةِ في ساحاتِ إعتصاماتِكُم كانت عراقية؛ لَن تَختلِطَ الصُّورُ في السَّماءِ لأنَّها عِندَ الخالِقُ المُصوِّر. 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=52331
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19